«أخدود بارد» في طبقات الجو العليا يجلب أمطارا خفيفة على المملكة

«أخدود بارد» في طبقات الجو العليا  يجلب أمطارا خفيفة على المملكة

يستمر تأثير حزام السحب العالية والمتوسطة على شرق وشمال شرق السعودية مصحوبا ببعض الأمطار الخفيفة والمتوسطة، والناتج عن أخدود بارد في طبقات الجو العليا تصحبه انخفاضات جوية سطحية.
وأثّر ذلك الأخدود في نهاية الأسبوع الماضي في ليبيا واليونان وتركيا وبلاد الشام ببعض الأمطار، ويتمركز حالياً شرق تركيا مما يزيد من فرص الأمطار هذا اليوم على كل من دول شرق المتوسط والعراق وإيران وشمال شرق السعودية. ويتأثر غرب وشمال غرب السعودية وغرب المنطقة الوسطى وحائل بسيطرة المرتفع الأزوري.
وتتهيأ فرصة هطول أمطار خفيفة هذا المساء على منطقة الرياض، وأجواء دافئة في النهار إلى معتدلة ليلاً تميل إلى البرودة عند ساعات الفجر، فيما تشهد المناطق الشمالية درجات حرارة منخفضة عند ساعات الفجر القادمة خاصةً نواحي حائل ومنطقة تبوك، ومعدل حول الطبيعي على الغربية والوسطى والشرقية.
الأحد تستمر سلسلة تشكل المنخفضات فوق البحر المتوسط. وهو أمر شبة معتاد في هذه الفترة من العام حيث يبدأ منخفض جوي آخر بالتشكل يوم غد جهة اليونان، يمتد أثر السحب المصاحب له إلى دول شمال وشمال شرق إفريقيا لتتهيأ فرص هطول الأمطار من جديد على ليبيا واليونان وتركيا وقبرص وسورية ولبنان ثم شمال العراق. وجود هذا التخلخل المستمر شرق المتوسط يساعد على تنشيط المنخفض المداري على وسط وغرب وجنوب غرب السعودية، مما يزيد الشعور بالحرارة خاصةً وسط النهار، كما يتوقع تناثر بعض الغيوم على منطقة الرياض والشرقية قد تسقط منها قطرات خفيفة من المطر.
الأثنين تتحرك كتلة الغيوم المرافقة لمنخفض البحر المتوسط نواحي شمال العراق وشرق تركيا، وفرصة هطول أمطار قد تكون غزيرة خاصةً جنوب شرق تركيا، كما يتأثر الجزء الشمالي الشرقي من السعودية وشرق منطقة سدير ببعض الغيوم الممطرة.
أما عن أبرز الملاحظات المناخية خلال شهر شباط (فبراير) فهي كثرة العوالق الترابية على المنطقة الوسطى والشرقية والشمالية الشرقية، وتكون ناتجه عن استمرار حلقة المنخفضات الجوية العابرة للبحر المتوسط والتي تحمل ضغوطا جوية ومسارات غير مناسبة مما يزيد من حدة الرياح الهابطة فوق صحراء الشام والعراق والتي شهدت في السنوات الأخيرة جفافا وضعفا في الغطاء النباتي حيث تركزت الأمطار في الفترة الماضية على غرب وشمال غرب سورية، فيما بقي الجزء الشرقي من الصحراء السورية يسجل نقصا في المعدل المطري للعام الثامن على التوالي، حيث إن آخر خصب يذكر كان في عام 2003 ميلادي.
يتميز شهر آذار (مارس) في السابق بوفرة الأمطار خاصةً إذا سبق بشتاء رطب وممطر، حيث من خلال المتابعة الطويلة وجدنا أن معظم السنوات التي شهد فيها الشهر هطولا غزيرا للمطر سبق بشتاء رطب ممطر، ومثال ذلك عام 1982 ميلادي على القصيم والمنطقة الشرقية وغرب البلاد. وكذلك 1985 على القصيم وحائل، وكذلك 1986 على كلتي المنطقتين، كما شهد 1993 هطولا على معظم مناطق المملكة وكان مسبوقا بشتاء إيجابي، وكذلك في عام 1996 حيث كان الشهر غزير المطر على الرياض بعد شتاء كانت الأجواء فيه شبه أوروبية، حيث تواصل هطول الأمطار على الرياض لمدة عشرة أيام في أول الشتاء، ثم جاء آذار (مارس) بقوة وكان من آثاره سحابة البرد الشهيرة في 23 آذار (مارس) 1996 السبت عصراً. كذلك لاننسى حادثة غرق الحافلة التي كانت تقل الطالبات في نفق السويدي غربي الرياض آذار (مارس) 2005 .
كما يتميز شهر آذار (مارس) باعتدال الأجواء وقلة نشاط الرياح خاصةً في آخره، كما يتميز بنوعية السحب التي تكون في الغالب منخفضة وعنيفة جداً والتي تتشكل قبل الظهر ثم تعانق السماء. ويعتبر شهر آذار (مارس) من الشهور الخطرة بالنسبة لتساقط البرد وغزارة المطر في بعض السنوات. وفيها يبدأ يتقلص الفارق الحراري بين المياه واليابسة، والذي تترتب عليه تغيرات مناخية موسمية تختلف عن الظروف الشتوية. وهو الشهر الفاصل بين الشتاء والربيع، وفي آخره تزداد حدة تقلبات الطقس خاصةً من ناحية فرص هطول الأمطار.

الأكثر قراءة