بعد زلزال نيوزيلندا .. موظفون محاصرون يستغيثون من تحت أنقاض مكاتبهم

أطلقت موظفة نيوزيلندية نداء استغاثة من بين حطام المبنى الذي كان يضم مكتبها، حيث روت كيف نجت من الموت باختبائها أسفل مكتبها عندما ضرب الزلزال مدينة كرايستشيرش أمس.
واتصلت آن فوس بشبكة ''سفن'' التلفزيونية الأسترالية لتخبرها عن مأزقها الذي يشمل أيضا نحو 30 شخصا من زملائها في مبنى شركة باين جولد المنهار جراء الزلزال الذي وقع أمس وبلغت قوته 3. 6 درجة على مقياس ريختر.
وعند إبلاغها عبر الهاتف بأن عشرات من رجال الإنقاذ ينقبون في حطام المبنى للوصول إليها وزملائها ، قالت :''يا له من شيء جميل ، حمدا لله''.
وقالت فوس :''كنت أجلس على مكتبي ، واختبأت تحت المكتب قبل أن ينهار السقف فوق المكتب. إنني غير قادرة على التحرك حقا''.
وأوضحت أنها تسمح أصوات استغاثات زملاء لها ولكنها غير قادرة على التحرك من تحت المكتب الذي تعتقد أنه أنقذ حياتها.
وأبلغت فوس قناة ''سفن'' بأنها جرحت ولكن لا تعلم مدى خطورة الإصابة. وقالت :''أشعر أنني أنزف وبأن الدماء بللت الأرض تحتي بعض الشيء. إحدى يدي ، لا أعلم إذا كنت قد جرحت. لا أعلم ماذا فعلت. لا أرى شيئا''. وأوضحت أنها تمكنت باليد الأخرى من الاتصال بابنها وأفراد آخرين من أسرتها في أستراليا هاتفيا.
هذا وتأكدت وفاة 56 شخصا على الأقل وسط مخاوف من ارتفاع كبير لحصيلة الضحايا . وأكد رئيس الوزراء النيوزيلندي جون كي مقتل 56 شخصا على الأقل مع بقاء عدد كبير لم يتم إنقاذه بعد.
وأصيب مئات آخرون بجروح جراء الزلزال. وقال كي بعد وصوله إلى المنطقة المدمرة عقب اجتماع طارئ لمجلس الوزراء :''ربما نواجه أسوأ ساعة تشهدها نيوزيلندا''.
وتتعامل فرق الإنقاذ مع الدمار الكبير الذي خلفه الزلزال ، بما في ذلك تحطم حافلتين سقطت عليهما أنقاض.
وتفيد تقارير بأنه يجري انتشال جثث من بين حطام المنازل والسيارات المحطمة. وقالت الشرطة إن خدمات الطوارئ تكافح عددا من الحرائق ، كما انقطع التيار الكهربائي في مناطق عدة.
ونشر أفراد من السكان مقاطع فيديو صورت لحظات تحطم المنازل والسيارات عند انزلاق الصخور في ضواحي سامنر وليتلتون.
وشعر السكان بهزات ارتدادية مع استمرار إخلاء المباني وفرار المواطنين من منطقة وسط المدينة. وناشد المسؤولون السكان بالبقاء بعيدا عن الطرق الرئيسة حتى تتمكن خدمات الطوارئ وأفراد الجيش من الوصول إلى المناطق المحتمل أن يكون فيها أشخاص محاصرون.
وأفاد معهد العلوم الجيولوجية والنووية النيوزيلندي بأن مركز الزلزال كان قريبا من كرايستشيرش وعلى عمق خمسة كيلومترات. وأضاف أن الزلزال الذي وقع الساعة 15:21 بعد ظهر أمس الثلاثاء (15:32 أمس الأول بتوقيت جرينتش) سيخلف دمارا أكثر من الزلزال الذي تعرضت له كرايستشيرش في 4 أيلول (سبتمبر) الماضي وبلغت قوته 1. 7 درجة على مقياس ريختر نظرا لأن مركزه على عمق أقل.
وتسبب الزلزال في إلحاق الأضرار بخطوط الكهرباء وتدمير خطوط الأنابيب وإغلاق وإخلاء العديد من المباني من بينها المطار والجامعة ، فضلا عن انقطاع الاتصالات الهاتفية.