صافرات جائعة
لغاية كتابة سطور هذه الزاوية، ما زال قضاة الملاعب يعانون تأخير صرف مستحقاتهم المالية، فهم يدونون تعويضاتهم المتأخرة في دفتر للديون، وحين يؤدون صلواتهم يرفعون أكف الدعاء إلى الله ليفرج عن مستحقاتهم، نسمع دائما بمصطلح ''أخطاء الحكام جزء من اللعبة''، ولكن في حقيقة الأمر فإن الحكم السعودي يعاني الأمَرَّين.
فعندما يعود إلى منزله بعد أي مباراة، يكون محملا بجميع أنواع الشتائم والسباب من الحاضرين في الملعب، ولا ننسى سياط مسؤولي الأندية التي تجلدهم بعد كل مباراة، وعندما يتجه إلى عمله ومصدر رزقه ''الحقيقي'' يستقبل بموجز عن التصريحات التي قيلت ضده في الإعلام.
الحكم بَشَرٌ مثلنا، يملأ قنينة الغاز حين يفرغ محتواها، يملأ بطاقة هاتفه، جواله حين تستفزه عبارة ''رصيدك منخفض نرجو إعادة الشحن في أقرب وقت ممكن''، يعيل أسرته ويشتري الأدوات المدرسية لأبنائه، يدفع فاتورة الكهرباء، هو زبون للجزار، البقال، الطبيب، الصيدلي، الحلاق، وبائع الخردوات، ينال بدوره بطاقة حمراء حين يماطل في تسديد ما في ذمته.
نستقدم حكام ''أبو ريالين'' من أوروبا بالعملة الصعبة، ويأتون ليكرروا أخطاء المحليين، ويتسلمون مستحقاتهم ''على داير المليم'' فيما ''يفحط'' الحكم السعودي على حفنة من الريالات لأشهر أو حتى سنوات.
في أحد البرامج الرياضية قبل أيام، تم سؤال أحدهم عن توقعاته لمباراة الهلال والأهلي في كأس الملك، فتساءل ''هل الحكم سعودي؟ إذن الهلال هو الفائز!، أليس خليل جلال من حظي بثقة ''فيفا'' في نهائيات كأس العالم؟، ثم لماذا يقذف الحكم بهذه الطريقة قبل المباراة ويشكك في ذمته؟
بعد توجيه الرئيس العام لرعاية الشباب بصرف مستحقات الحكام، نأمل منه النظر في زيادة حوافزهم المالية؛ لأنها بلا شك ستجعل الحكم حريصا على تطوير نفسه في سبيل زيادة دخله، وكذلك معاقبة الأندية التي تتأخر في صرف مستحقاتهم بعد كل مباراة, فلا فلوس يدفعونها ولا تصريحات يدعونها.
يقول المثل المغربي ''إذا جاعت الكرش تقول للرأس دمر''. وهؤلاء الحكام ليس لديهم الدافع المادي ولا حتى المعنوي كي يقوموا بدورهم على أكمل وجه.
نقطة توقف
ـــ ارتجل أحدهم خطبة عصماء موجهة للوسط الرياضي، وتخص اللاعب الروماني رادوي في أحد البرامج الرياضية فتساءلت: هل نحن نتحدث عن كرة قدم أم برنامج سياسي أحد أطرافه عبد الباري عطوان؟!
ـــ التمثيل في ملاعبنا أصبح ظاهرة، فمع أي احتكاك عادي يقع اللاعب ويتلوى من الألم (المصطنع)، وهذه الظاهرة بدأت تزداد في الفترة الأخيرة للضغط على الحكام وإثارة الجماهير، قانون الاتحاد الدولي واضح حول هذا الموضوع وهو الإنذار.
ـــ ظاهرة التمثيل هي أحد أسباب فشل اللاعب السعودي عندما يشارك خارجيا، فهو يكثر من الوقوع عند أي احتكاك ويطالب بخطأ، والدليل كأس آسيا الأخيرة، فاللاعب السعودي لا يلعب بقوة؛ لأنه تعود أن أي اشتراك قد يكلفه الخروج من الملعب، ويا ويله لو طرد!!
ـــ عندما صفر حكم مباراة الاتفاق والاتحاد معلنا نهاية الشوطين الأصليين بالتعادل، أيقنت أن الفوز اتفاقي بحكم أن 70 في المائة من لاعبي الاتحاد الأساسيين في العقد الرابع من أعمارهم، وذكرت في بداية الموسم أن الاتحاد سيعاني هذا الموسم، ومواسم لاحقة لعدم وجود البديل الكفء.
ـــ مباراة الهلال والشباب غدا هي أهم المنعطفات في تحديد مسار بطولة الدوري، أتوقعها شبابية.