عمدة لندن المالي يزور البنك الأهلي
استعرض الدكتور سعيد الشيخ نائب أول الرئيس وكبير اقتصاديي مجموعة الأهلي أمام عمدة لندن خلال زيارة إلى البنك الأهلي في جدة آفاق التعاون وسبل الاستثمار في المملكة، مشيراً إلى أن للبنك الأهلي دورا راسخا في طرح نظرة موضوعية حول الاقتصاد مبنية على مقومات سليمة ومتوازنة بغية الحفاظ على وتيرة نمو تساعد في التغلب على التقلبات المرحلية.
وتطرق الدكتور الشيخ إلى أوضاع السوق النفطية، مشيراً إلى أنها من المتوقع أن تشهد تحسناً في ظل عودة النشاط إلى الاقتصاد العالمي، وقدرة ''أوبك'' في تحقيق الالتزام بحصص الإنتاج عند مستويات مُرْضية مع تجدد الحركة في أسواق السلع. وتوقّع أن يصل متوسط أسعار النفط لعام 2011 إلى 80 دولاراً للبرميل بعد أن كان 76 دولاراً للبرميل في عام 2010. كما توقع أن يرتفع إنتاج المملكة من النفط بنحو 200 ألف برميل يومياً ليصل إلى 8.5 مليون برميل يومياً للعام الحالي الأمر الذي يُشير إلى إمكانية تحقيق فوائض في الميزان التجاري وكذلك الميزان المالي (موازنة الدولة).
كما تطرَّق كبير اقتصاديي مجموعة الأهلي إلى السياسة المالية للمملكة خلال السنوات الماضية، منوهاً بأن أسعار النفط شهدت وتيرة ارتفاع أسهم في زيادة دخل الدولة. وأبان أن تلك السياسة اشتملت على ثلاثة محاور، أولها التوسّع في المصروفات مع التركيز على الإنفاق الرأسمالي. في حين تمثَّل المحور الثاني في تحويل جز من الفوائض إلى بناء احتياطيات، حيث تقوم مؤسسة النقد العربي السعودي بإدارتها، ويقدر أنها وصلت إلى نحو تريليون ريال بنهاية عام 2010.
وأوضح الدكتور الشيخ أن المحور الثالث للسياسة المالية هو قيام الدولة خلال الأعوام الماضية باستخدام الجزء المتبقي من الفوائض في سداد الدين العام، الذي تراجع من نحو 700 مليار ريال في عام 2002 إلى نحو 167 مليار ريال سعودي لتصل نسبته إلى الناتج المحلي 10 في المائة في عام 2010.
وأضاف أنه بينما كان متوسط النمو الاقتصادي الإجمالي للسنوات الخمس ما بين 2003 و2008 نحو 5 في المائة، فإن القطاع النفطي انكمش بنحو 7 في المائة لعام 2009 إثر تراجع انتاج النفط بنحو مليون برميل عن مستواه عام 2008، وقد أدى ذلك إلى تراجع النمو الاقتصادي إلى 0.6 في المائة لعام 2009، إلا أنه ومع زيادة انتاج النفط بنحو 200 ألف برميل يومياً عن العام الذي سبقه وإلى جانب انتعاش الطلب المحلي الإجمالي مستفيداً من حجم الإنفاق الحكومي فإن النمو الاقتصادي الحقيقي لعام 2010 قد ارتفع ليصل إلى 3.8 في المائة. وأضاف أنه من المتوقع أن يرتفع معدل النمو الإجمالي للناتج المحلي إلى 4.0 في المائة لعام 2011.
وكان البنك الأهلي قد استضاف أخيراً في مقر إدارته العامة في جدة السيد الديرمان بيير عمدة مدينة لندن وبرفقته السيدة كيت رعد القنصل البريطاني العام لدى المملكة ووفد ضم عدداً من الاقتصاديين ورجال الأعمال والرؤساء التنفيذيين في عدد من كبريات الشركات البريطانية التي تشمل بنوك استثمار وشركات تأمين.
وأشار عبد الرزاق الخريجي نائب الرئيس ومدير مجموعة العمل المصرفي الإسلامي في البنك الأهلي إلى أن هذه الزيارة تستهدف إطلاع عمدة لندن ومرافقيه على آخر تطورات قطاع الأعمال السعودي ولا سيما في مجال صناعة الخدمات المالية وتعريف الزائرين على فرص الاستثمار الممكنة في مختلف قطاعات الاقتصاد في المملكة.
وأكد أن البنك الأهلي يحرص في مثل هذه اللقاءات على توفير المعلومات الاقتصادية وتطوير المعرفة بالصناعة المالية والمصرفية في المملكة. واختتم الخريجي حديثه معرباً عن رأيه بأن المملكة قطعت شوطاً كبيراً نحو تحديث العديد من الأنظمة المالية والاقتصادية بالتزامن مع تسارع وتيرة الإصلاحات الهيكلية التي يشهدها الاقتصاد الوطني.
وفي معرض تعليقه على الزيارة قال عمدة لندن ''تعتبر السعوديه شريكاً مهماً للمملكة المتحدة ليس في المجالين التجاري والمالي فحسب بل ومن خلال مكانتها المرموقة في العالم الإسلامي، وآمل أن نتمكن من الاستمرار في تعزيز هذه الشراكة التي تقوم على تبادل الخبرات والمهارات وتطويرها في القطاع المالي''.