النوع الآخر من الذكاء
كما يستفيد أيضا من الكتاب الأفراد الذين يرغبون في تحسين علاقاتهم مع الآخرين في مكان العمل أو خارجه.
إن النجاح يتطلب الكثير من العمل الجاد والذكاء والواقع أن معدلات الذكاء الموروث والتي يمكن قياسها عن طريق اختبارات الذكاء تعد جزءا واحدا فقط من المعادلة. فالذكاء الانفعالي يمكن أن يكون أكثر أهمية عندما يتعلق الأمر بالنجاح.
فما هو الذكاء الانفعالي؟ إنه ببساطة أن نكون منفتحين ومخلصين تجاه مشاعرنا وتعريفه هو "إدارة المشاعر بحيث يتم التعبير عنها بطريقة مناسبة وفعالة بما يمكن الناس من العمل بسلاسة معا نحو الأهداف المشتركة".
على الرغم من أن علماء النفس بدأوا في قياس معدلات الذكاء منذ بدايات القرن التاسع عشر، إلا أنه من الصعب قياس الذكاء الانفعالي لدى الأفراد. ومن المهم أن ندرك أن معدل الذكاء الانفعالي ليس ثابتا وإنما يمكن تنميته وتطويره من التجارب والخبرات التي يمر بها المرء في حياته.
يشجع قادة الشركات الموظفين على تطوير ذكائهم الانفعالي لأنهم يعرفون أن من يتمتع بهذا الذكاء، إضافة إلى مهارات التعامل مع الآخرين سيكون ناجحا في عمله ويتوافر لديه التحفيز الكافي للمزيد من النجاح.
كما أن هؤلاء الموظفين من المتوقع لهم أن يصيروا مديرين أكفاء يقيمون علاقات جيدة مع زملائهم وموظفيهم ومن ثم تقل معدلات ترك الموظفين للشركة. تثبت الدراسات والإحصائيات أن 40 في المائة من حالات ترك الموظفين للعمل في الشركات ترجع إلى ضغوط العمل وهي تترجم إلى خسارة نحو 200 مليار دولار من الإنتاجية في الولايات المتحدة. يرجع الكثير من ضغوط العمل إلى كيفية التعامل بين الناس وبعضهم في مكان العمل. تبدأ رحلة زيادة الذكاء الانفعالي بداخل كل واحد منا. يتطلب الأمر الكثير من الجهد لتغيير نفسه وتعتمد نقطة البداية على نشأة المرء. إذا ما نشأ المرء في عائلة تتسم بعدم الفعالية فسيتعلم في الغالب آليات للتأقلم. لذلك لابد من التخلص من هذه الآليات من أجل أن يتمكن المرء من التعامل بفعالية مع مشاعره ليتمكن من التحكم فيها.
بعض المشاعر تكون واضحة مثل الغضب والخوف بينما يكون بعضها الآخر خفيا مثل الإحساس بالذنب والخزي، ومن المهم أن يتمكن المرء من التعرف على مشاعره وتحديدها أن يكون واعيا لها. فعندها فقط يمكن له أن يستخدم مشاعره في التعامل الفعال مع الآخرين في مكان العمل وفي الحياة الخاصة.
إن المشاعر المكبوتة تحتاج إلى أن تخرج إلى السطح ويتم التعامل معها فورا. يؤكد الكتاب أنه على الناس تحقيق التناغم مع مشاعرهم لأن المشاعر لا تكذب. يقدم الكتاب بعض التقنيات لزيادة الوعي الذاتي بمشاعر المرء، ومنها:
• استقطع عشر دقائق كل يوم لاستعراض أحداث اليوم بهدوء وكتابة مختلف المشاعر التي مررت بها وحاول أن تجد مصدرا ما شعرت به من مشاعر سلبية.
• انتظر عشر ثوان قبل الاستجابة لما يشعرك بالغضب.
• إذا ما كنت قد استجبت لمشاعر الخوف أو الغضب أو الإحساس بالذنب خلال اليوم، حاول أن تفكر فيما كان سيحدث لو أنك استجبت للمواقف ذاته بطريقة مختلفة.