في الدورات التثقيفية.. البنات تكسب!

انتشرت في السنوات الأخيرة في المملكة العربية السعودية، إقامة دورات تدريبية وتثقيفية للمقبلين على الزواج وللمتزوجين حديثا حول الأساليب المثلى للتعامل بين الزوجين وتربية الأبناء.. وذلك بهدف الحد من تفشي ظاهرة الطلاق في المملكة.. وإضافة إلى هذه الدورات التدريبية التثقيفية التي يقبل عليها الشباب والشابات في المملكة، تقوم كذلك بعض المؤسسات الاجتماعية الخيرية بإرسال مندوبات لتثقيف الأسر السعودية التي لديها فتيات في سن الزواج، وإرسال مندوبين للأسر السعودية التي لديها شباب مقبل على الزواج، وذلك بهدف المساهمة في بناء أسر سعودية على أسس سليمة والمساعدة على التخفيف من المشكلات الأسرية.
في دراسة أعدها الدكتور منصور عبد الرحمن بن عسكر أستاذ علم الاجتماع في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وعضو مجلس إدارة الجمعية السعودية لعلم الاجتماع والخدمة الاجتماعية، جاء فيها أن تنظيم دورات تدريبية وتثقيفية للشباب والشابات المقبلين على الزواج وللمتزوجين حديثا يعد أمرا ضروريا خاصة بعد الارتفاع المتزايد في معدلات الطلاق الذي يشهده المجتمع السعودي.
وأشارت الدراسة إلى إحصائية صدرت عن وزارة العدل السعودية في العام الماضي، تبين أن عدد حالات الطلاق بلغ 28867 حالة بمعدل يزيد بنسبة 50 في المائة على حالات الطلاق قبل عشر سنوات.
وأوضحت الدراسة أن أكثر من نصف عدد الذين سجلوا أسماءهم في الدورات التدريبية التثقيفية، أكدوا أن حضورهم لها جاء لطلب معرفة كيفية علاج المشكلات الاجتماعية، وهو ما يعني حرص هؤلاء على الإسهام في التخفيف من حدة المشكلات الأسرية التي تزايدت في المجتمع السعودي في العقود الأخيرة نتيجة دخول وسائل التقنية والاتصال الحديثة. وأظهرت الدراسة أن إقبال النساء على الدورات التدريبية قبل الزواج أكثر من إقبال الرجال، وأن استفادة الرجال من الدورات التدريبية والتثقيفية تفوق استفادة النساء، نظرا لأن معظم الدورات مخصصة للرجال ويقدمها رجال، والقليل منها للنساء، وكذلك أوصت الدراسة بتكثيف الاعتماد على متدربات من النساء لتعظيم استفادة المرأة من تلك الدورات.
وطالبت الدراسة في توصياتها بضرورة التفكير في وضع آلية معينة لإلزام الشباب من الجنسين بحضور دورات تثقيفية في العلاقات الزوجية قبل الزواج.. وبضرورة وضع التربية الأسرية ضمن مناهج التعليم العام.. ومن توصيات الدراسة أيضا أهمية إقامة الدورات التثقيفية التدريبية في العلاقات العامة في جميع المدن والقرى السعودية لخدمة جميع شرائح المجتمع وطبقاته المختلفة، وضرورة عمل المزيد من الدراسات حول احتياجات المجتمع من هذه الدورات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي