متضررون تعهدوا بحراسة منازلهم المتضررة ليلا
تعهد متضررون جراء كارثة سيول جدة بحراسة منازلهم المتضررة نتيجة وقوع منازلهم داخل أحياء شعبية جنوبي جدة، الأمر الذي أسهم في قيام ضعفاء النفوس بسرقة عدد من المحتويات في هذه الأحياء.
عايش درويش ـــ أحد سكان كيلو 10 جنوبي جدة ـــ يذهب إلى مركز الإيواء لجلب الإعاشة في الصباح الباكر، ومن ثم يعود لحراسة منزله ومنازل أخرى متضررة في مناطق منكوبة بالمياه، ويعود مجددا إلى شقته المفروشة التي تم تأمنيها من قبل الجهات ذات العلاقة.
ظل عايش متنقلا ما بين الحي المتضرر ومسكن أسرته ومركز الإيواء بمركبته ''الباص''، الذي يعمل عليه سائقا لنقل الطلاب والطالبات إلى المدارس. انهار سقف منزله على أسرته في أثناء هطول الأمطار الغزيرة التي شهدتها جدة.يحكي عايش عما جرى له أثناء هطول الأمطار، فقال أثناء بدء هطول الأمطار لم يتوقع أن الحي الذي يقطنه موقع لتجمعات المياه، وعندما أنهى إيصال الطلاب إلى منازلهم عاد، وإذا أسرته محتجزة نتيجة دخول المياه إلى منزله وسقوط السقف، وكاد أحد أطفاله يذهب ضحية الانهيار، نتيجة عدم تحمل السقف المياه المتجمعة على السطح.
في المقابل تحدث أحد الأطفال، الذي يقطن في كيلو 14 جنوبي جدة، أن أسرته احتجزت ساعات طويلة داخل منزلهم الشعبي بعد انهيار السقف وتلف كافة أثاثات منزلهم، وتمكن مواطنون متطوعون في كسر الأبواب وإخراجهم حتى تمكنوا من اللجوء إلى إحدى العمائر السكنية.
ويقول الطفل: إن آليات الدفاع المدني قدمت إلينا بعد ساعات طويلة نتيجة عدم تمكنهم من الدخول إلى الحي بعد تضرره، وقد قامت بعديد من عمليات إجلاء الأسر السعودية والمقيمة من الحي المتضرر، والعمل على إيصالهم إلى مناطق آمنة.
من جهة أخرى حددت جمعية مراكز الأحياء في محافظة جدة عددا من المشاريع التي تعتزم القيام بها في الأحياء التي تعرضت لأضرار من جراء الأمطار والسيول الأخيرة، بالتعاون مع لجنة تنسيق العمل التطوعي في المحافظة وتشمل إعادة تأهيل البيئة صحيا، وصيانة المنازل المتضررة، والقيام بأعمال التنظيف وإزالة الطمي منها، ومعالجة التصدعات فيها، وإجراء صيانة لخزانات المياه وتطهيرها وتعقيمها وإصلاح الأضرار التي حدثت فيها، فضلا عن تقديم عدد كبير من المعونات الغذائية والتموينية إلى سكان تلك الأحياء, ويستهدف المشروع عشرة آلاف شخص متضرر.
ويهدف مشروع ''تنظيف المنازل'' إلى تحسين البيئة المحيطة بالسكان لأهمية عامل التأثير النفسي عليهم، تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني في خدمة المتضررين، وتفعيل دور الشباب في خدمة المجتمع، والوقوف مع المتضررين ومد يد العون لهم.وتشمل مشاريع الجمعية أيضا مشروع ''تأهيل المنازل''، وذلك بتجهيز المنازل بعد تنظيفها، حيث يحتاج عديد من المنازل لإعادة تأهيل كأعمال الكهرباء والسباكة والدهان ليتمكن السكان من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
ويهدف مشروع ''تنظيف وتأهيل الشوارع'' إلى الإسهام في تنظيف الشوارع وإعادة تأهيلها للعمل المروري بشكل سليم وردم الحفر والتشققات، بالتعاون من الجهات المعنية، والإسهام في إزالة المياه المتجمعة في الشوارع، التي تسببت في إعاقة الحركة وانتشار الحشرات والأمراض.
وستعمل الجمعية على تنفيذ مشروع ''شراء الملابس الضرورية'' للأسر التي تعرضت لفقد ملابسها نتيجة غمر المياه منازلهم، وتوفير الاحتياجات المدرسية، والإسهام في إزالة الصور السلبية من الكارثة في نفوس الطلاب.
أما آخر مشاريع الجمعية فهو مشروع ''حياتنا طيبة''، ويتضمن مجموعة تطوعية تهدف إلى تقديم الدعم النفسي والمعنوي للمتضررين من الكوارث، بهدف تخفيف المشاعر السلبية من الكوارث لدى المتضررين، وتنمية كوادر متطوعة في مجال الدعم النفسي والمعنوي في الكوارث، ومواساة المتضررين وتقديم صور لتلاحم المجتمع.
وكانت لجنة تنسيق العمل الإغاثي في جدة قد خصصت لجمعية مراكز الأحياء سبعة من الأحياء التي تضررت من جراء السيول والأمطار السيول لتقديم الدعم ومساعدة المتضررين من أهالي تلك الأحياء، وهي: التوفيق والسامر ضمن المنطقة الأولى في درجة خطورة الأضرار التي تعرضت لها، وكذلك المصفاة والبغدادية والقريات ضمن المنطقة الثانية، فضلا عن تقديم المساعدة والعون لأهالي أحياء الرويس والنسيم.
وقامت جمعية مراكز الأحياء بإنشاء فريق عمل تطوعي لتقديم الدعم للمتضررين من كارثة سيول جدة، للتعامل مع الكوارث، كما تشمل خطة الجمعية تقديم الإعانات العينية للمتضررين مثل الأثاث المنزلي والأجهزة الكهربائية، والمستلزمات التي تحتاج إليها كل أسرة، من خلال حصر ميداني من قبل فرق متخصصة تتبع للجمعية، وبشكل منظم يضمن وصول تلك الإعانات إلى مستحقيها.