تجارب مريرة وسرقات عاشها السعوديون في مصر

لم تكن وطأة الأحداث الأخيرة والاضطراب الأمني الذي تعيشه مصر هذه الأيام يسيرة على السعوديين، الذين قاسوا محنتها خلال وجودهم في مصر للسياحة أو العمل أو حتى الدراسة.
وأكد لـ ''الاقتصادية'' سعوديون قادمون أمس، على أول الرحلات المسيرة من مطار القاهرة إلى مطار الملك فهد الدولي في الدمام عبر الخطوط السعودية التي كانت تحمل 132 راكبا، أنهم تعرضوا للسرقة والاعتداء, مشيرين إلى أن حالة الانفلات الأمني الذي تشهده مصر ساعدت على ذلك, مضيفين: إنه لا يوجد رجال أمن يلجأون إليهم ــــ بعد الله ــــ لحمايتهم.
يقول حسين القحطاني أحد الرعايا السعوديين القادمين من مصر أمس: إن ما يحدث في مصر لا يصدق، فالوضع الأمني مضطرب ولا يوجد ما يدعو إلى الأمان, مضيفا: إنه تعرض لموقف لا يحسد عليه، يتمثل في توقف الأطباء عن متابعة إجراء العملية الجراحية لابنه ذي السنوات الست في أحد المراكز الطبية الخاصة.
وأضاف القحطاني: إن الاضطراب الأمني دعاهم إلى التوقف عن إجراء العملية، الأمر الذي استدعاني لأن أحمل ابني وأخرج به وهو في وضع طبي غير مستقر ولا أجد مكانا الجأ إليه لمتابعة وضعه الصحي, مضيفا: إنه قرر التوجه إلى المطار للعودة إلى الوطن.

#2#

#3#

من جهته، أوضح علي العيسى طالب سعودي يدرس في إحدى الجامعات الخاصة في مصر أن زملاءه السعوديين تعرضوا لسرقة أجهزة المحمول التي في حوزتهم إضافة إلى مبالغ مالية، مشيرا إلى أنهم تعرضوا للسلب والاعتداء من قبل مجرمين حاولوا إلحاق الضرر بهم, مضيفا: إنهم نجوا بأنفسهم من خلال استقلال سيارتهم والتوجه إلى المطار.
وأكد العيسى أن الوضع الأمني صعد من صعوبة البقاء في مصر يوما آخر, موضحا أن ما تعرضوا له لا يمكن نسيانه وتجربة مريرة عاشها الرعايا السعوديون الموجودون في مصر.من جانبها، قالت منى الدوسري إحدى الرعايا: إنها عاشت لحظات صعبة في ظل الأحداث, مشيرة إلى أن الارتباك والخوف سيطر على اتخاذ القرارات الصحيحة.
وأضافت: إنها توجهت إلى المطار ومكثت فيه ساعات طويلة لاستقلال رحلة العودة إلى أرض الوطن, مضيفة: إنها كانت تنتظر إقلاع الطائرة بفارغ الصبر، لما شهدته من أجواء لم يسبق أن مرت بها.
وأوضحت أن سبب وجودها في مصر كان لقضاء إجازة, موضحة أن الأوضاع الأمنية التي تشهدها مصر جعلتها تقطع إجازتها وتقرر العودة في أسرع وقت ممكن.
وبينت أن ذويها في السعودية كانوا على اتصال دائم معها لمعرفة التطورات أولا بأول وماذا ستفعل للعودة, مشيرة إلى أن عديدا من الأسر السعودية كانت تتواصل مع ذويها لترتيب أمور عودتهم.
على الصعيد ذاته ذكر هاني الشمري موظف سعودي مبتعث من قبل شركة أرامكو السعودية، أن الوضع الأمني في مصر عرضهم للخطر, مشيرا إلى أنه وزملاءه تعرضوا للخطر ومحاولة الاعتداء من قبل مجرمين.
وأضاف الشمري: إنه شهد تعرض سعوديين لاعتداء من قبل مجرمين تهجموا عليهم في مقر إقامتهم وسلبوا ما في حوزتهم من أموال وأجهزة جوال, مضيفا في الوقت ذاته: إن الأمر الذي ساعد على تطور الأحداث الغياب الأمني التام من قبل السلطات الأمنية في مصر. مبينا أن شركة أرامكو هيأت لهم طائرة خاصة لنقلهم في أسرع وقت ممكن.
من جانبه، أكد عبد الرحمن الأصفر موظف سعودي مبتعث من قبل شركة أرامكو أن الوضع الأمني في مطار القاهرة مستقر إلى حد ما بخلاف الخارج, مضيفا: إن شركة أرامكو رتبت له ولزملائه أمور العودة إلى البلاد من خلال توفير طائرة خاصة لهم.
وقال عبد الرحمن الغريري أحد الرعايا السعوديين: إنه تمكن من العودة إلى البلاد عن طريق استقلال طائرة أرامكو على الرغم من أنه ليس موظف فيها.وأضاف الغريري: إن العمل الذي قامت به ''أرامكو'' تجاه موظفيها وأبناء البلد أمر تشكر عليه, مضيفا: إن المنسقين لنقل موظفي ''أرامكو'' طلبوا من بعض الرعايا التوجه إلى طائرة أرامكو، استعدادا لنقلهم إلى أرض الوطن.
من جهته قال لـ ''الاقتصادية'' أحمد العباسي مدير العلاقات العامة في مطار الملك فهد الدولي: إن إدارة المطار قامت بعمل الترتيبات اللازمة لاستقبال الرعايا السعوديين القادمين من مصر، من خلال تهيئة الأجواء المناسبة لهم نتيجة ما عانوه من قبل قدومهم.