دعوة لتفعيل دور أئمة المساجد في حماية الشباب من الانحراف

دعوة لتفعيل دور أئمة المساجد في حماية الشباب من الانحراف
دعوة لتفعيل دور أئمة المساجد في حماية الشباب من الانحراف
دعوة لتفعيل دور أئمة المساجد في حماية الشباب من الانحراف

يواصل أصحاب الفكر المنحرف والضال بث سمومهم تجاه الشباب والتأثير فيهم, ولا يكاد يخفت صوتهم حتى يظهر أتباع لهم بأساليب جديدة, وأعلنت وزارة الداخلية أخيرا قائمة جديدة للفئة الضالة الذين وجهوا سهامهم نحو وطنهم, والجميع يشترك في الوقوف في وجه هذه الفئة, ولعل من الفئات التي تضطلع بدور في التوعية والتوجيه في هذا الجانب أئمة المساجد الذين خصصوا عديدا من خطب الجمعة لنصح وتوجيه أفراد هذه الفئة الضالة وتحذير الشباب من الوقوع في هذا المستقع الخطر, وتحدث عن أهمية هذا الدور عدد من الدعاة فماذا قالوا؟

#2#

في البداية تحدث الشيخ حامد الأحمري إمام مسجد شمال الجامعة في أبها عن الدور المنوط بأئمة المساجد في التوعية من اتباع الفئة الضالة فقال: الحقيقة أن التوعية بخطر هذه الفئة أمر مهم, والمؤمل من الخطباء أن يبذلوا جهدهم في سبيل القيام بهذه المسؤولية التي تتعلق بأمن الوطن, وشخصيا أتمنى أن يكون هناك تواصل بين الأئمة ورجال الأمن بحيث يكون هناك شيء من التوافق, وإن شاء الله, هذا الأمر موجود, لكن يكون متوافقا بشكل أكثر بين مطلب الجهات الأمنية ومطلب الجهات الشرعية حتى يتفقوا على الأدوار التي يمكن أن يضطلع بها أئمة المساجد من إلقاء الخطب المناسبة التي تؤثر في المتلقين وغيرهم من أصحاب الفكر المنحرف, وكم من أشخاص تأثروا بكلمات الخطباء وراجعوا حساباتهم, وهذا كله بفضل الله ـــ عز وجل ـــ ثم بدور هؤلاء الخطباء الفضلاء.

وكما هو معروف أن أغلبية الخطباء ناقشوا هذه المسألة وأشبعوها وما زالوا, وأعتقد أن كثيرا من الخطباء قاموا بدورهم, لكن المطلوب منهم أكبر لأن تأثيرهم في المجتمع أقوى والمطلوب من الخطباء أن يقدموا جهدا أكثر, وهذا لا يعني أنهم لم يقدموا شيئا, لكن الذي يرجى منهم أكبر لقوة تأثيرهم في المجتمع, والآن ـــ ولله الحمد ـــ الوضع آمن نتيجة جهود ولاة الأمر وحرصهم على تحقيق الأمن والأمان للمواطنين, والأمل كبير في عودة الضالين إلى صوابهم, والحرص على توجيههم وتوعيتهم التوعية الصحيحة التي تكون حامية لهم من الأفكار السيئة التي تخالف الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح, وذلك بتكثيف المحاضرات واستدعاء مشايخ مؤثرين لهم مكانة علمية، وتكون هذه المحاضرات متنقلة في جميع مناطق المملكة، وخاصة في الإجازات وأماكن اجتماع الشباب. نسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى وأن يحمي هذا الوطن من كيد أعدائه.

من جانبه, قال الدكتور خالد إبراهيم الدبيان أمين عام جمعية الأمير سلطان لتحفيظ القرآن الكريم عضو هيئة التدريس في كلية الملك فيصل الجوية: دون أدنى شك أن المطلوب من الخطباء نحو الأمن الفكري لبلادهم كبير, حيث إن مكانتهم والمنابر التي يعتلونها في المساجد يتطلبان منهم ذلك, من خلال خطبهم المستمرة التي يحرصون فيها على توجيه الشباب وتبصيرهم بمخاطر الوقوع في براثن الفكر المنحرف الذي يقوده أفراد الفئة الضالة, وهم يحملون مسؤولية عظيمة لإقناعهم بعدم التأثر بأفكار الفئات المنحرفة, وأنا أعتقد أن الخطباء عالجوا كثيرا من هذه الأفكار ونجحوا فيها ـــ ولله الحمد ـــ وذكر وزير الداخلية مرة هذا الأمر وقال نريد منهم جهدا أكثر لأن الناس تثق بهم وهم يطمئنون عندما يشاهدون خطيبهم ينصح ويوجه في الدين, فمثل هذا يقنع, لذا أعتقد أن إيثار هذا الفكر والعمل على استمراره سيقضي على أي فكر سيئ, والآن أصبح ـــ ولله الحمد ـــ البلد في أمان, نحن في أمان من زمان, لكن هؤلاء أحدثوا في الحقيقة قلاقل وأثرت قليلا في الناس, والآن أعتقد أن الجهات الأمنية والخطباء والعلماء والفتاوى الشرعية حجمت هذا العمل، وأعتقد أن أول من وجه هذا التيار هو العلم وهو يسير في الطريق الصحيح بفضل الله ومنه وكرمه.

أصحاب الفكر الضال

#3#

من جانبه, قال الشيخ أحمد السيف إمام وخطيب جامع السليم في الرياض, إن أصحاب الفكر الضال وخوارج هذا الزمان وأعوانهم في الداخل والخارج ما زالوا يعينون جماعاتهم وأفرادهم بالعدة والعتاد استعدادا لضربات تخريبية وتخطيط إجرامي لسفك الدماء وإزهاق الأرواح الآمنة وهتك المواثيق والعهود وإتلاف الممتلكات والمقومات الاقتصادية في هذه المملكة الآمنة الموحدة الداعية إلى ربها وسنة نبيها ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ مهبط الوحي وقبلة المسلمين ومقر الحرمين الشريفين, إلا أنه بفضل الله ـــ سبحانه ـــ أولاً, ثم بجهود ولاة أمرنا وما حبا به الله ـــ سبحانه ـــ هذه البلاد من رجال أمن أوفياء ومجاهدين ومخلصين لدينهم وولاة أمرهم وبلادهم وأوطانهم الإسلامية لن يستطيعوا إلى ذلك سبيلا, بل خابوا وخسروا وأبطل الله كيدهم ورد شرهم إلى نحورهم، ''والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين''.

كناطحٍ صخرةً يوماً ليوهنها فلم يضُرْها وأوهى قرنه الوعل. وأضاف: لقد وقى الله البلاد والعباد مما يراد بها من الشر والتدمير والإفساد، ووفق رجال الأمن وقياداتهم، وبارك في جهودهم في حفظ البلاد والعباد من التخريب والإرهاب، فجزاهم الله خير الجزاء على عملهم العظيم في خدمة أمن هذه البلاد, وتقبل الله الشهداء من رجال أمننا البواسل وأصلح ذريتهم وأحسن في عقبهم ورزق ذويهم الصبر والاحتساب, وجعلهم في أعلى جنات النعيم.

وأشار السيف إلى أهمية بيان خطر أصحاب هذا المذهب الضال وكشف ضلالاتهم وعدم التستر عليهم، أو إيوائهم ومساعدتهم، فإنه من آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، يَقولُ الشيخُ ابن بازٍ ــ رَحِمهُ الله: ''عَمَلُ المتَطَوِّعينَ فِي كُلِّ بَلَدٍ ضِدَّ الفَسَادِ مَعَ رِجَالِ الأمْنِ يُعْتَبرُ مِنَ الجِهَادِ في سَبيلِ الله، لمَنْ أصْلَح الله نِيَّتَهُ، وهُوَ مِنَ الرِّبَاطِ في سَبيلِ الله؛ لأنَّ الرِّباطَ هُوَ لُزُومُ الثُّغورِ ضِدَّ الأعْدَاءِ''.

ألاَ فَلْيَعْلَم كُلُّ فرد من أفراد المجتمع أن من يقوم على حِراسَةِ هَذَا البَلَدِ أنَّهُ مَتَى مَا أخْلَصَ لله النِّيَّة فَهُوَ مُجَاهِدٌ في سَبيلِ الله.

وقد كان ـــ ولله الحمد ـــ للخطباء دور واضح في توجيه الفئة الضالة نسأل الله التوفيق لهم إنه سميع مجيب الدعاء.

من جهته أكد الشيخ مساعد الشهري أن ما يقع فيه أصحاب الفكر الضال المنحرف هو من أعظم المنكرات, لأنه مخالف لما كان عليه أصحاب النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ والسلف الصالح, وحذر من قتل المرء نفسه, وقال كيف يبيح هؤلاء لأنفسهم قتل أنفسهم والشريعة الغراء تنهى عن ذلك؟! والمطلوب من أئمة وخطباء المساجد أن يقوموا بتوعية الشباب وتوجيههم للابتعاد عن الاختلاط مع أصحاب الأفكار الضالة الذين يعتبرون خطرا كبيرا على هذا الوطن الغالي, نسأل الله أن يصلح شباب المسلمين ويأخذ بأيديهم لكل خير.

الأكثر قراءة