معلش إحنا بنتبهدل

محمد، سعيد، وخالد أطفال سعوديون من أم مكسيكية ولدوا في السعودية ويحملون جنسيتها، استقبلوني عشية الجمعة وهم يرتدون قمصان برشلونة، مانشستر يونايتد، ومنتخب المكسيك. ويقول الأخير إنه يرتدي قميص منتخب المكسيك لأن الأخضر يفشل على حد تعبيره، بل تهكم علي بقوله "ماني ناقص بهدلة".
في أي بلد في العالم يتسابق الصغار على ارتداء شعار منتخباتهم الوطنية خصوصا خلال مشاركتها في أي بطولة، لكنني تساءلت: لماذا لا يرتدي الأطفال السعوديون طاقم المنتخب؟! أعتقد أن الإجابة لن تكون أكثر بلاغة مما قاله السعودي المكسيكي الصغير.
ستتخذ قرارات تاريخية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد الانتكاسة التي شهدتها الرياضة السعودية في السنوات العشر الأخيرة، فالمنتخبات السنية تقبع في المؤخرة مقارنة بنظيراتها الآسيوية، والأندية تخرج من البطولات أمام فرق فئة أم صلال، والمنتخب السعودي "يتمرمط" أمام منتخبات سورية، الأردن، أنجولا، وكوريا الشمالية.
قد يتم إبعاد إدارة المنتخب الأول، وعزل الجوهر، ولا أستبعد وضع لاعبين سعوديين في القائمة السوداء ليلتحقوا بزميلهم محمد نور، إضافة إلى تشكيل لجنة عاجلة لبحث أسباب الخروج الآسيوي والرفع بتوصيات إلى الرئيس العام، ولكن السؤال الذي سيطرح نفسه بعد كل هذه التحركات التي اعتدناها: وماذا بعد؟.
نريد تغييرا شاملا، خطة واضحة بحيث لا تكون كسابقاتها من لجان، وصقر أولمبي، وخطط خمسية، وعشرية مدروسة. يريد الشارع الرياضي منشآت ترى النور ولا تبقى حبيسة الأدراج كالمدينة الرياضية في نجران التي اعتمدت عام 1426هـ أي قبل ستة أعوام، كذلك المدينة الرياضية في جدة التي نسمع جعجعتها ولا نرى طحينها. نريد للأندية الخصخصة، وهيئة دوري محترفين قوية، بحيث تصبح هذه الأندية شريكا في اتخاذ القرار، وبذلك تستطيع الحفاظ على حقوقها من عقود رعاية أو حقوق نقل أو تسويق.
الهزيمة من سورية والأردن ليست المشكلة ولن تكون نهاية المطاف، بل هي فرصة لمراجعة الحسابات والاعتراف بأننا نرتكب الأخطاء ولا نتعلم من هذه الأخطاء، بل نبحث دائما لتبريرها ولذلك أتفق مع الطفل محمد أننا "بنتبهدل"، ولن تنتهي البهدلة إلا باتخاذ قرارات قوية وتاريخية بشكل عاجل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي