مركز الملك فهد الأول على مستوى الشرق الأوسط الذي بدأ جراحة القلب النابض
أكد البروفيسور محمد بن علي فودة، مدير مركز الملك فهد لأمراض وجراحة القلب، في كلية الطب جامعة الملك سعود واستشاري جراحة القلب المعروف، أن مركز الملك فهد لأمراض وجراحة القلب كان رائدا في عمليات ما يعرف بالقلب النابض، وأن هذه العملية لها مميزات كثيرة، وتعتبر إنجازا طبيا على مستوى العالم. وبين أن مركز الملك فهد يعد من أوائل المراكز في العالم الذي أجرى هذا النوع من العمليات، وقال: القلب بصفة عامة هو عضو نابض متحرك، وقد يكون هو العضو الوحيد المتحرك في جسم الإنسان باستمرار، ومن الصعوبة إجراء عملية والقلب متحرك ويعمل باستمرار، لذا من المفروض فتح شريان قطره نحو ملي واحد إلى واحد ونصف ملي، وتضع عليه توصيلة من غير أن ترتكب خطأ، لأنه مجرد غرزة واحدة خطأ تقفل الشريان ويموت المريض. لذلك كان من المستحيل بمكان إجراء عمليات للقلب من غير أن يتم إيقاف الدم. وأضاف أنه في السبعينيات من القرن الماضي اخترعت مادة وهي عبارة عن سائل يحتوي على كمية من البوتاسيوم الذي إذا حقناه داخل شرايين القلب يوقف الدم، وفي الفترة التي يكون القلب فيه متوقفا نكون معتمدين تماما على جهاز القلب والرئة الصناعي. لذا لم تكن هناك مشكلة في إيقاف القلب، بل من الأفضل إيقاف القلب حتى يتمكن الجراح من إجراء العملية.
وأوضح أن الوضع في السنوات العشر الأخيرة أو الـ 15 عاما الأخيرة تغير، فقد تم اكتشاف أن بعض مرضى القلب لديهم مشكلات صحية أخرى إضافة لمشكلة القلب. على سبيل المثال أن المريض يعاني مشكلة في الكبد أو مشكلة في الكلى، وقد يكون قد تعرض لجلطة في المخ، لذا أصبح إخضاعهم للعملية العادية والتوصيلات التي تأخذ الدم من جسم المريض وتمر في أنابيب ليست طبيعية أي غير بشرية، تؤدي إلى تغير في الدم ويرجع بطريقة مختلفة إلى جسم الإنسان. فإذا كان المريض في القلب لديه فشل في الكبد سابقا، فإنه يؤدي إلى زيادة في فشل الكبد وهذه مشكلة حقيقية. وقال البروفيسور فودة: من هنا بدأنا نفكر هل من الممكن الاستغناء عن جهاز القلب الصناعي؟، وكان ذلك في عام 1996 وأخذنا نفكر وغيرنا في أماكن قليلة في العالم هل يمكن عمل العملية للقلب وهو ينبض؟ طبعا كان لابد من المساعدة التقنية بمعنى أن هناك ما يعني بالمثبتات لعضلة القلب أشبه بالشوكة تركب على القلب في المنطقة التي يريد الجراح العمل عليه فتلصق في القلب وبينها الشريان. والجراح عندما يجري العملية للقلب لا يعمل في الشرايين مرة واحدة بل يعمل على شريان واحد ثم الآخر وهكذا، فالمنطقة التي عليها المثبت يكون فاترا، بينما بقية أجزاء القلب تعمل. وهكذا ننتقل من شريان إلى آخر إلى أن ننتهي من الجراحة، وبهذه الطريقة تمكن الجراح من إجراء العملية دون أن يضع المريض على القلب الصناعي، وبذلك تلافينا مضاعفات القلب الصناعي. وأشار إلى أن البداية كانت صعبة لأنها تقنيا صعبة تحتاج إلى تدريب متواصل ومكثف بالفعل. كنا ولله الحمد المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط الذي بدأ جراحة القلب النابض، وفي سنوات قليلة كنا قد أجرينا أعدادا كبيرة من عمليات القلب النابض واكتسبنا خبرة عريقة في هذا المجال وهذا هو الأهم، حيث أصبح مركز الملك فهد يسمى مركز الامتياز على مستوى الشرق الأوسط. وهو يعني الالتزام مع الشركات المنتجة لأدوات جراحة القلب النابض بعقد سنوي وبأننا مسؤولين عن تدريب جراحين سواء كانوا داخل البلد أو نحن نذهب للخارج للتدريب والتعليم. وبالفعل قمنا بزيارة كثير من البلدان سواء كانت من العالم العربي أو العالم الإسلامي، على سبيل المثال لا الحصر سورية، والمغرب، وباكستان، ومصر، فضلا عن من جاءوا إلينا كمتدربين من بلدان أخرى ومن دول شرق أوروبا للتعلم على تقنية القلب النابض. واختتم البروفيسور فودة تصريحه قائلا: لقد عملت أبحاثا طويلة بينت فوائد هذه العملية الحقيقية، وهل كانت فوائدها كما كنا نتوقع أم لا؟ وما الفائدة التي تعود على المرضى؟ وهل فعلا يستفيدون من جراحة القلب النابض؟ طبعا هذا الإنجاز كله لم يكن ليحدث إلا بتوفيق الله، ثم بإصرار الذين بدأوا بهذه الجراحة. ونحن كنا السباقين على مستوى العالم في هذه التقنية، وقد وفرت معاناة كبيرة ومضاعفات على كثير من المرضى.