لا نريد آسيا

نكاد نتفق جميعا على أن اللاعب السعودي لا تنقصه الموهبة والمهارة الفردية، بل إنه يستطيع التفوق على نجوم عالميين في هاتين الخاصيتين، ولكن المعضلة التي تواجهه تكمن في أنه يفكر كثيرا داخل الملعب، يفكر في الإعلام، ويفكر في الجماهير العاشقة، والجماهير الشامتة، وأيضا في ردة فعل أصحاب القرار. هذه العوامل مجتمعة أو أحدها كفيلة بأن تشتت ذهن اللاعب، وتؤثر في مستواه داخل الملعب.
شدني حديث تلفزيوني للاعب التنس الأرضي الإسباني الشاب "نادال" الذي تربع على عرش التصنيف العالمي، وهو لا يكاد يتعدى العشرين من العمر عندما قال: "لم أفكر يوما من الأيام كم سأكسب من المال بعد المباراة، إنني فقط أعشق كرة المضرب، وأستمتع باللعب، أحافظ على التدريبات وأحاول تطوير مستواي حتى لو كنت في القمة، يجب أن يحب الإنسان ما يفعله كي يبدع حتى لو كان لعبا".
ولأنني من عشاق التنس الأرضي أيقنت أن هذا اللاعب الشاب سيستمر في القمة ليس فقط لمستواه الفني، ولكن أيضا نتيجة عقليته الاحترافية واهتمامه بتطوير قدراته الذاتية.
إن ما يحتاج إليه الرياضيون هنا في السعودية ليس فقط المال، أو المنشآت، أو حتى عباقرة التدريب، ولكن أيضا تطوير الذات وثقافة "حب النفس" أي أن اهتمام الرياضي يجب أن ينصب على نفسه وكيف يصبح الأفضل.
ويسجل اسمه في التاريخ بصرف النظر عن الكسب المادي لأنه سيأتي لا محالة، هناك لاعبون سعوديون تألقوا وأبدعوا في بداياتهم، ولكن ما أن سلطت عليهم الأضواء ودخلت حساباتهم الملايين حتى شهدت مستوياتهم انخفاضا كبيرا، وهذا يعود لثقافة اللاعب وعدم تحديد هدف معين في الحياة.
لا شك يساورني في قدرة الأخضر على العودة بكأس الأمم الآسيوية، ولكن لن يتم ذلك إلا بتكاتف جميع اللاعبين وتفجير طاقاتهم داخل الملعب واللعب بروح الفريق الواحد، بعيدا عن الخوف والضغوط الخارجية. لا يهم العودة بالكأس بقدر ما يهمنا تقديم مستويات جميلة ومقنعة. أما نتائج كرة القدم فلا تجير دائما للفريق الأفضل فقط، إنما هناك عوامل أخرى قد تؤثر فيها ابتداء بالحظ وانتهاء بالتحكيم.

نقطة توقف
ــ حديث الأمير عبد الله بن مساعد حول درجات الهلال السنية، ورد الأمير بندر بن محمد عليه هو بداية انقسامات "علنية" بعد أن كانت في الخفاء.
ــ لأول مرة في تاريخ الهلال يتم تقسيم أعضاء الشرف إلى فئات، فهناك داعم وغير داعم، وأيضا هناك صاحب قرار وآخر لا يستشار!
ــ خافوا الله في لاعبيكم ــ أقولها للنصراويين الذين أهملوا حقوق لاعبيهم، وأذكرهم بقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه".
ــ أستطيع الجزم بأن إدارة الأمير فيصل بن تركي هي الأقوى على مستوى الأندية السعودية في السنوات العشر الأخيرة. والأدلة على ذلك كثيرة وآخرها إصراره على تسجيل لاعبين أجانب ومدرب، دون الحصول على مخالصات مالية من لاعبين تركوا النادي وآخرين ما زالوا مقيدين في الكشوفات، كل ذلك على الرغم من تأثيرات الدكتور بن ناصر على عدم استثناء أي ناد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي