رئيس مجلس القضاء: الأعمال التوثيقية تدحض ما كتبه غير المنصفين
قال الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد رئيس المجلس الأعلى للقضاء إن ثمة ركائز علمية وأخرى عملية تشهد على التاريخ باستبطانه مآثر ونتائج أعمال توثيقية دونها جملة من رجالات الأمة الذين شاركوا في صناعة تاريخها وتعكس من خلال إنتاجهم ذلك الرصيد الوافر من المعارف والتقريرات والصياغات العلمية الحافلة بالبراهين والقواعد المعززة لبناء الفكر المعرفي نحو العلوم الأصلية والفرعية لدحض ودفع ما كتبه عدد من المستشرقين غير المنصفين من كتابات قد تكون من دوافعها خشيتهم من قيام نهضة هذه الأمة بما أوجب الله عليها من نشر رسالة نبينا - صلى الله عليه وسلم- وبثها للعالم لتحيا بها نفوس وحضارات غربية وشرقية. كان خلفاء المسلمين وأمراؤهم وعلماؤهم في عصور حضارتهم يرون أنفسهم أولى الناس بكل علم وفن ينفعان الناس في معايشهم أو عقولهم أو أبدانهم حتى أحيوا العلوم الميتة والفنون الدارسة وكانت هذه العلوم والفنون تقرأ مع علوم الشريعة في مساجد المسلمين ومحاضنهم التربوية والدراسية, وما وجدوا شيئاً منها ملتبسا بينوا القول فيه إما بإباحته وحل النظر فيه وإما بالنهي عن الخوض فيه, وما تركه علماء المسلمين الأوائل من كنوز التراث يشهد بسعة أفقهم واتساع دائرة النظر عندهم. وأردف الشيخ بن حميد قائلا:'' صرنا إلى عصورٍ ضعُفَ في بعضها العلم بالشريعة وقوانينها، والإلمام بلغة القرآن وسياقاته وسائر العلوم والفنون التي كان لأهل الإسلام فيها قدم السبق والاستقلالية وكان من أسباب ذلك القول بغلق باب الاجتهاد العلمي والضعف في التربية الإيمانية التي تصحح النية في طلب العلوم والفنون وتوجهها إلى ما به ترقي الأمة, ولكن الذين اقتبسوا استقلال الفكر والعلم من المسلمين وتداولوه على موائد بحثهم أضفى عمقاً في علومهم وأطروحاتهم حتى أطرتها أقلام ظنت أنه بدعاً من القوانين والنظريات ولا يعلمون أنها البضاعة التي ردت إلى أهلها وإن بعث هؤلاء الأماجد لن يكون إلا بمشاريع ومراكز ودراسات ذات أبعاد استشرافية تلقي الضوء على مكانز علم أهل الإسلام, وأحسب أن من ذلك ما تقوم به دارة الملك عبد العزيز - رحمه الله - تلك المناشط العلمية الأصيلة. ومن خلال تقريب العلوم ومدوناتها مما خطته أقلام شاركت في العلم ونهضته لتوجه بذلك المجتمع وأفراده إلى أهمية العناية بتراث الأمة واستدامت علومها لترثها الأجيال علماً وعملاً كابراً عن كابر. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم''.