36 شركة تستثمر 20 مليار ريال في برنامج التوازن الاقتصادي
الاستثمار في مجال التقنية المتقدمة والصناعات العسكرية أصبح اليوم من مصادر الدخل القومي في كثير من الدول وبالأخص الدول المتقدمة، حيث يتضح أن بعضاً من الدول التي ينعدم لديها الدخل من المصدر الاقتصادي البارز والقوي وهو النفط وضعت نصب أعينها وجود قاعدة اقتصادية ذاتية تعتمد على الصناعة في المقام الأول وبالتحديد تلك التي تعتمد على التقنية والصناعات العسكرية.
ويشير مختصون في المجال العسكري، إلى أنه من خلال التقنية والصناعات العسكرية يتم اقتناص هدفين في آن واحد أحدهما هو خدمة الحاجة المحلية من التسليح والتطوير، والثاني استخدام تلك الصناعة كمصدر اقتصادي يجلب لهم المدخول المثمر عن طريق التصدير والتدريب.
كما يؤكد المختصون أنه من الضروري أن تلعب المؤسسات الدفاعية، السياسية، الصناعية العسكرية دورا مهما في حياة أي دولة، وأن تكون الاستراتيجية موحدة لتحقيق النجاح في الصناعة العسكرية.
الدكتور وليد بن عبد المجيد أبو خالد رئيس إدارة الاستثمار الاستراتيجي في شركة بي أي أيه سيستمز السعودية، أكد أن السعودية تحققت رؤيتها من خلال استفادتها من برنامج التوازن الذي أوجد قاعدة صناعية وبالتحديد في مجال صناعات الدفاع والطيران العسكري والمدني، وعمل على تأهيل الكوادر السعودية في هذا المجال.
وعرج أبو خالد على طائرات التايفون القتالية التي أعلنت المملكة في وقت سابق انضمامها إلى أسطول القوات المسلحة السعودية، معتبراً أنها تتسم بقدرات قتالية فائقة، وأنه حتى الآن لم يحصل عليها سوى ست دول ومنها السعودية.
رئيس إدارة الاستثمار الاستراتيجي في شركة بي أي إي سيستمز السعودية أشار إلى أن الصناعات العسكرية إحدى القطاعات الاقتصادية الرئيسة التي تشكل أحد المصادر الرئيسة للدخل القومي لمعظم الدول الصناعية المتقدمة في الغرب وروسيا الاتحادية، مرجعاً السبب في ذلك إلى الصناعة التقنية المتقدمة لديهم.
وقال أبو خالد: ''حكومة المملكة وضعت نصب أعينها أهمية إيجاد قاعدة صناعية متقدمة في مجال الصناعات المختلفة، وأخص هنا مجال صناعات الدفاع والطيران العسكري والمدني، ويعد برنامج التوازن الاقتصادي رافدا أساسيا مهما من روافد التنمية الاقتصادية في المملكة، وقد بدأت حكومة خادم الحرمين الشريفين في تطبيق التوازن الاقتصادي في عام 1403هـ (1984) في إطار جهود الدولة لتنويع مصادر الدخل الوطني وتوسيع القاعدة الصناعية في المملكة''.
#2#
وأضاف أبو خالد أن برنامج التوازن الاقتصادي السعودي مميز في مفهومه، حيث إنه يهدف إلى الاستفادة من عقود المشتريات الحكومية لدعم مسيرة التنمية الاقتصادية، لافتاً إلى أن ذلك يتم من خلال إلزام الجهات الأجنبية الفائزة بعقود حكومية باستثمار نسبة معينة من قيمة تلك العقود في إقامة مشاريع صناعية وخدمية ذات جدوى اقتصادية بالمشاركة مع شركات القطاع الخاص السعودي.
ولخص رئيس إدارة الاستثمار الاستراتيجي في شركة بي أي إي سيستمز السعودية الأهداف الرئيسية لبرنامج التوازن الاقتصادي السعودي في عدد من الأمور منها: تنويع مصادر الدخل، نقل التكنولوجيا المتقدمة وتوطينها في الداخل، تعزيز استقلالية عن المصادر الخارجية، توفير فرص استثمارية داخل المملكة، وإيجاد فرص عمل لشباب السعودي وتطوير القوى البشرية.
واعتبر أبو خالد أنه من خلال البرنامج بدأت المملكة في جني ثماره، بالنظر إلى وجود عدد من الشركات الوطنية المتخصصة في مجال الدفاع والطيران يقودها كوادر وطنية مؤهلة خير التأهيل للتعامل مع أرقى التقنيات الحديثة المتقدمة في هذا المجال، إلى جانب أن نسبة السعودة مرتفعة جدا مقارنة بصعوبة وتعقيد تقنية صناعات الدفاع و الطيران.
وأوضح أبو خالد أن الاستثمارات الكلية التي تحققت من خلال البرنامج بلغت نحو 17 مليار ريال، موزعة على 36 شركة، إضافة إلى استثمارات في مشاريع جديدة قيد التنفيذ تصل إلى 3.6 مليار ريال.
أما بخصوص إيجاد فرص عمل يشير رئيس إدارة الاستثمار الاستراتيجي في شركة بي أي إي سيستمز السعودية إلى أنه تم إيجاد نحو 6500 فرصة عمل جديدة ومباشرة لدى الشركات التي تأسست ضمن البرنامج.
ولفت أبو خالد إلى أن البرنامج أسهم أيضاً في تأسيس قاعدة صناعية وخدمية متقدمة في مجال الطيران والفضاء من خلال شركات (السلام للطائرات، الإلكترونيات المتقدمة، الدولية لهندسة النظم، المعدات المكملة للطائرات، الشرق الأوسط لمحركات الطائرات) التي اعتبر أنها توفر خدمات ذات أهمية استراتيجية للقوات المسلحة والخطوط الجوية السعودية.
وأضاف: ''تستعد هذه الشركات حالياً لبدء العمل في دعم ومساندة طائرات التايفون السعودية، ليكون دعم هذه الطائرات المتقدمة جدا تقنياً بسواعد وطنية وشركات محلية''.
وعن طائرات التايفون التي أعلنت وزارة الدفاع والطيران في وقت سابق انضمامها لأسطول القوات المسلحة السعودية، أوضح أبو خالد أن تلك الطائرات تتميز بتقنيات التخفي خارج نطاق الرؤية، حيث لا يمكن رصدها بالرادارات، إضافة إلى أنها تتسم بقدرات قتالية فائقة وبإمكانها التحليق بسرعة تفوق سرعة الصوت دون الحاجة إلى حرق وقود إضافي، والذي يعززه تصميم جناحها على شكل مثلث.
وتابع: ''تسهم في إنتاج التايفون وهي مقاتلة أوروبية مطورة مجموعة من عدة شركات هي ''بي أيه آي سيستمز'' البريطانية، ''الينيا ايرونوتيكا'' الإيطالية، ''أيدس دويتشتلاند'' الألمانية، و''ايدس كاسا'' الإسبانية. وزاد'' حلقت الطائرات الأربع الأولى لهذه الدول المشاركة في المشروع لأول مرة في شباط (فبراير) 2003، وتمت الموافقة على نموذج التصميم النهائي لها في حزيران (يونيو) من العام نفسه، وزود سلاح الجو الألماني ثم الإسباني يليه الملكي البريطاني بأول طائرات تايفون ذات المقعدين في صيف وشتاء في العام نفسه، وأعقبتهما إيطاليا مطلع عام 2004''.
وأفاد أبو خالد بأن تصميم الطائرة بمقعد واحد للطيار تم إطلاقه مطلع عام 2005 وتسلمت الدول المشاركة في إنتاجها نحو 50 طائرة، ومن خلاله تم تصميم التايفون بمحركين من طراز ''يورجيت آي جي 2000'' بقوة دفع 90 كيلو نيوتن، إلى جانب استخدم مواد الكربون المركب والبلاستيك الزجاجي المقوى والتيتانيوم والألمونيوم في صناعتها. رئيس إدارة الاستثمار الاستراتيجي في شركة بي أي إي سيستمز السعودية اعتبر أن تصميمها – التايفون ــ يسمح بأعلى قدرات المناورة والإقلاع والتحليق، وأنها مجهزة بمدفع من طراز ''ماوزر بي كي'' عيار 27ملم، وبها 13 موقعا لحمل السلاح أربعة تحت كل جناح، وخمسة أخرى تحت البدن، لافتاً إلى أن الطائرة تحمل أنواعا من الصواريخ للقتال الجوي المتفوق، وصواريخ مضادة للرادارات، ومثلها مضادة للدفاعات الأرضية المعادية، إلى جانب الصواريخ المضادة للدروع ولمعارك البحرية.
يذكر أن الشركات المصنعة لطائرات التايفون أكدت أن قدرات الطائرة القتالية توازي قدرات طائرة الـ F-22 الأمريكية، وتوازي كذلك الـ F-35 القادمة.
ويقول الخبراء المصنعون إن ''التايفون'' لها قدرات تناورية تحت الصوت, وقدرات تناوريه فوق الصوت وتسارع أكبر وبثبات 0.9 بارتفاع 20 ألف قدم أكبر من قدرات الـ Mig-29, Su-27, Rafale, Mirage 2000, F-15, F-16, F/A 18.
وحتى الآن هناك ست دول في العالم فقط تملك هذه الطائرة. وهم: النمسا, ألمانيا, إيطاليا، إسبانيا, بريطانيا, والسعودية.