تفاعل إلكتروني .. أسباب الهروب الإغراءات المالية وضغط المواسم

طرحنا في “الاقتصادية الإلكترونية” نقاشا عن هروب الخادمات فجاءت الإجابات متفقة على أن قبول المواطن بتشغيل هذه العمالة هو الدافع الأكبر لمثل هذه الظاهرة، وجاءت المشاركة واعية بالأخطار الاجتماعية والاقتصادية والأمنية التي تترتب على تشغيل العاملة المنزلية الهاربة في منازل السعوديين. وهنا يقول أحمد إن هناك “عدم جدية في معالجة الظاهرة” لكن لا يوضح ما يعنيه.
بينما رأى أبو عزام أن من أهم الأسباب هو الإغراء بالرفاهية والدخل العالي، في حين قال عبد الله إن هناك ثمة أسباب أخرى للمشكلة منها: أولاً بالنسبة للأجور فإنها مجزية جداً بالنسبة لبلادهم، ولكن لو وجدوا من يحتضنهم ويغريهم بما هو أكثر وأقل جهداً، وبالتالي أكثر (وناسة)! فأعتقد أنهم لن يترددوا لحظة واحدة في الهرب حتى لو كنت تفرش الأرض لهم ورداً. إذاً علينا بالقضاء على المجرم الحقيقي الذي يحتضنهم ويضمهم إليه!
أبو باسل قال: أعتقد أن هناك عدة عوامل من ضمنها: سواء المعاملة، عدم الانسجام مع المجتمع سواء بسبب الاختلاف الديني أو الاقتصادي أو الاجتماعي، ضعف العامل المالي مقابل ما يقومون به، عدم جدية البعض في العمل لأنه يرى فقط من أجل التجربة.
رائد لفت إلى أن “ الأجر قد يكون جيدا، لكن وجود عرض أفضل (غير قانوني) يؤدي إلى الهرب، كما أن ضعف الأنظمة وتطبيقها عامل مهم في زيادة حالات الهرب – على حد تعبيره.
الميزان أورد طرحا مختلفا فقال: لماذا يوجد في الأساس خادمة في البيت وربة المنزل موجودة، ولماذا يوجد في البيت سواق والأب والأبناء موجودون؟ من جانبه قال المحسن: السبب الأساسي هو سوء الاختيار، حيث إن من يقوم بذلك لا يهمه سوى قبض الفلوس وليس هناك رقابة صارمة من السفارات. أحمد قال بصراحة عن السبب هو: وجود عصابات من الجنسية نفسها تتصيد تلك العاملات في الأسواق والمستشفيات والحدائق والمنتزهات بل وعند إظهار الزبالة (القمامة) ـــ أكرمكم الله ـــ وتغريهم برواتب أعلى وعمل أقل. وعن الحل فقال: هو في الشركة المختصة لتأجير السائقين والعاملات .. لكن الفكرة لم ترق في وقت سابق للمنتفعين فتم وأدها في مهدها.
خالد الناصر، رأى أن من أهم الأسباب الافتقار إلى نظام واضح: سائق يأتي لعائلة براتب 800 ريال يسمع من صديقه بأنه يربح في الشهر ثلاثة آلاف ريال. ماذا تتوقع من السائق؟ الهروب . ثم ماذا ؟ يعمل في أي مكان حتى لو في الشارع لا أحد يسأل .. في الصباح سائق توصيل طلاب وفي المساء يغسل سيارات في المواقف. وتم القبض عليه مصادفة.. وإن كان محظوظا فمن الغد تجده يدور في الشوارع يبحث عن رزقه! كيف؟ لا تدري .. أنا استغرب بقالة يعمل فيها أكثر من أربعة عمال هؤلاء العمال أتوا بأي فيزة؟
المهندس فهد العتيبي، رأى أن غياب الرادع إضافة إلى ووجود من يدفع أكثر من أهم الأسباب وقال: في نظري نظام الكفيل المعمول به الآن فاشل.. فاشل.. فاشل. والحل.. رفع الأجور وضبط الأمور.. يعمل السعودي وتقل الحاجة للأجنبي (يبدو أنه يتحدث بشكل عام عن هروب العمالة).
أخيرا قال من رمز لنفسه بـ “سعودي كول”: المعاملة السيئة للخدم، الاتكالية على الخدم لدرجة أننا لا نمانع من فتح أبوابنا للخدم الهاربين ليخدموا لدينا (من تحت لتحت)، مع العلم أننا بفعلنا هذا لا نمانع من إلحاق المضرة بالغير وللأسف، مما أسفر – والحديث للقارئ ـــ إلى خلق سوق سوداء وصار هدف كثير من الخدم المجيء إلى السعودية للهروب من الكفيل وإيجاد دخل أكبر.