قالها سلطان
يجب أن نعترف أن ما يحصل في الساحة الرياضية حاليا ليس بالأمر الجديد، ولن تكون المرة الأخيرة التي يتم فيها تبادل الاتهامات بين قطبي الكرة في العاصمة، فالهلاليون يحاولون التركيز على التمسك بالصدارة والمحافظة على اللقب, والنصراويون يحاولون تبرير أسباب تنازلهم عن الصدارة التي استمرت ساعات فقط بإقحام أطراف منافسة، وكذلك أطراف أخرى من المفترض أن تكون محايدة.
أثناء مشاركة الهلال والشباب في البطولة الآسيوية كان كل شيء على ما يرام، كان النصر يقترب من الصدارة بسهولة, بل إنني لم أسمع تصريحات تشكك في الحكام على غير العادة. خرج ممثلا الوطن من البطولة القارية وعادا للركض المحلي فأصبحت الصدارة الصفراء على كف عفريت، ولأن اللجان ذات الشأن هدفها الأول هو مبدأ المساواة في التنافس بغض النظر عما يحصل فعليا داخل الملعب, وعن اللوائح التي أصبحت اليوم أكثر وضوحا بدأت في التخبط في إصدار قرارات الردع بداية من جماهير الأهلي فنجران وانتهاء بمجزرة الاتحاديين ضد الفيصلي ثم ما حصل في مباراة النصر والتعاون الأخيرة.
ولأنني تحدثت حول أحداث مباراة الاتحاد وتحديت أن تطبق اللوائح بخصوص ما قام به أسامة المولد، والجزائري عبد الملك زياييه، ومبروك زايد فلن أعود للحديث حول هذا الموضوع خصوصا أن لجنة الانضباط رفعت توصياتها لمقام الرئاسة العامة لرعاية الشباب قبل صدورها, وتمت المصادقة عليها في سابقة معروفة الأهداف وعدم الحديث عنها بالتفصيل ليس إلا تحقيق لهذه الأهداف!!
كنت أشاهد مباراة النصر والتعاون وخرجت باستنتاج لن يثنيني عنه أحد وهو أن فرق المؤخرة والوسط أصبحت تحرج فرق المقدمة كثيرا، بل تتفوق عليها أحيانا، لكن هناك فرقا في ردة فعل الفرق الكبرى داخل الملعب، فالنصر يبدأ بداية جيدة، ولكنه يستفز كثيرا عندما يجد منافسة قوية وكأنه مطلوب من الفريق الآخر أن يرفع الراية البيضاء معلنا استسلامه, وهذا شيء غير مقبول في رياضة ككرة القدم.
كل هذا لا يهم، فرياضة كرة القدم مليئة بالأحداث داخل الملعب، وفي المدرجات، وكذلك من خلال وسائل الإعلام، لكن المهم هو أن يكون هناك موقف رسمي تجاه ما يحدث بعيدا عن أخلاقنا وما عودنا عليه حكام هذا البلد المعطاء باحترام رجل الأمن بل يجب أن نقول (لا) لكل من يحاول المساس بكرامة رجال سخروا أنفسهم في سبيل أمن المواطن والمقيم.
غضب الكثيرون من المتابعين عندما شاهدوا رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي ينتزع الكاميرا "بالقوة" من رجل الأمن ما جعل الضابط يقف دون أن يحرك ساكنا كي لا تهان كرامته أمام آلاف المشاهدين داخل الملعب وخارجه, خصوصا أن اللقاء منقول على قنوات غير سعودية وشاهدها الملايين، كان منظرا لا يقبله عقل ولا منطق خصوصا أننا في مجمتع مسلم، من المفروض احترام الآخرين بغض النظر عن الفوارق الاجتماعية (إن وجدت) بل أصبحنا نجد في المجتمعات الأخرى الاحترام والإحساس بقيمة الإنسان وحقه كعضو في مجتمع مدني حر، ترى ماذا سيقول كل من شاهد هذا المنظر؟
جاء تصريح الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب ليخمد فورة الغضب في الشارع الرياضي السعودي عامة، عندما قال إنه سيردع المخالفين دون النظر إلى وضعهم الاجتماعي وأن النظام سيطبق على الجميع دون استثناء، هذا التصريح حمل في طياته الكثير وأرضى (الزعلان)، فما حصل من السويدي كريستيان فلهامسون تجاه رجل الأمن في المطار ومن الأمير فيصل بن تركي موقفان يجب أن نقف عندهما كثيرا على الرغم من اختلاف الظروف والملابسات، ولكننا نتفق على أن رجل الأمن خط أحمر لا يجب تجاوزه.