«هارنجتون» يبدأها بدعائم التميز و«العمري» يختتمها بالتوجهات الحديثة

عشر أوراق عمل تبحر في عالم الجودة وتتنوع ما بين العالمي والإقليمي والمحلي.. تناقش وتبحث في سبل تطوير الجودة وزيادة مهارات وكفاءات منسوبي الشركات؛ لزيادة جودة وأداء العمل. أولى هذه الأوراق ستناقش عبر جيمس هارنجتون الدعائم الخمس للتميز المؤسسي لتمر بعد ذلك بتسعة آخرين من المتحدثين من السعودية والإمارات والولايات المتحدة لتناقش معهم أفكارا في الجودة تضمن كيفية نجاحها.
''الاقتصادية'' من جانبها ستعرض ملخصا لأوراق العمل المقدمة للملتقى:
دور التخطيط التشغيلي في تطبيق استراتيجية الجودة
الدكتور المهندس: عصام بن أحمد الرحبي
تعرف الورقة مفهوم التخطيط التشغيلي وتوضح كيف يسهم التخطيط التشغيلي في تطبيق استراتيجية الجودة، التعرف على مزايا التخطيط التشغيلي لتفعيل استراتيجية الجودة. كما تتحدث عن العديد من المنشآت التي تقوم بعمل موازنات تخطيطية والتي هي في الحقيقة قوائم مالية تقديرية تفتقر لعناصر مهمة جدا في التخطيط؛ لذلك فإن التخطيط التشغيلي يسهم في ربط المنشأة دائما باستراتيجيتها. وترى الورقة أن هناك لتطبيق إدارة الجودة الشاملة في التخطيط التشغيلي عددا من المتطلبات، من أهمها:
أن تطبيق إدارة الجودة الشاملة تبدأ من اقتناع ودعم والتزام الإدارة العليا.
وجود أهداف استراتيجية تسعى المنشأة إلى تحقيقها باعتبار أن تحديد الأهداف هو المدخل الأول في إدارة الجودة الشاملة.
توجيه الأهداف الاستراتيجية لتلبية رغبات واحتياجات المستفيدين على المدى الطويل. ومن أهم أسباب فشل الجودة: عدم جعل الجودة هدفا استراتيجيا (مرتكزا في رسالة المنظمة)، عدم وجود خطة تشغيلية في المنظمة مبنية على أسس صحيحة، عدم التأكد من التطابق والتكامل.
صناعة النسور .. من الصحابة إلى التجربة اليابانية
دكتور نبيل بن عبد العزيز الحماد
جزَّأ الباحث الورقة إلى قسمين، الأول معاصر، والآخر تطبيقات وأمثلة تاريخية من السنة النبوية. القسم الأول تحدث فيه عن الظاهرة اليابانية، اليابان بعد الحرب العالمية، الثقافة اليابانية والانتماء.
القسم الثاني وتحدث فيه عن العمل الجماعي في الهجرة، عبد الرحمن بن أبي بكر، عامر بن فهيرة، الرسول - صلى الله عليه وسلم - مع سعد بن أبي وقاص، الرسول - صلى الله عليه وسلم - مع الزبير بن العوام.
أعمدة التميز الـ 5
الدكتور جيمس هارنجتون
يتحدث في ورقة العمل عن أن التحسين ليس كونه جزءا من اللعبة اليوم، وإنما هو ''اللعبة'' بعينها، ويدعو إلى ألا نفكر داخل الصندوق فقط، وإنما علينا تجاوز حيطانه، بمعنى أن نطلق خيالنا وتفكيرنا فيما هو أبعد لحل مشاكلنا. كما يخلص إلى أن التميز التنظيمي هو عملية بناء للمنظمة المتميزة.
برنامج الجودة والثقافة
المهندس ريتشارد ويتميير
يتحدث في هذه الورقة عن الجودة، ويصفها بأنها طريق الشركة الذي تعمل به لتقديم منتجات وخدمات ذات نوعية متميزة، كما يتحدث عن كيف أن اختيار الجودة مر بمراحل عدة، فهي لم تكن أداة أو مبادرة واحدة عابرة، فهي طريقة للتفكير.
تقييم المخاطر في الشركات الكبرى
الدكتور نشأت نفوري
اعتبر الدكتور نشأت الطريق إلى بيئة عمل معافاة بأنه تفكير واعتقاد وليس مصيرا يقوم على أولويات، منها مكان العمل والسلامة في مكان العمل والحماية، وتطرق إلى أن أهمية البيئة والمسؤولية الاجتماعية، وخلص إلى أن البيئة المستدامة تعني المستقبل المستدام.
الأصول الفكرية للجودة
البروفيسور هادي محمد التيجاني
يتساءل في البداية عن كيفية تعامل الفكر الإداري التقليدي مع الإنسان، وتطور الفكر الإداري تبعا لتطوير مفهوم التميز من المدرسة الكلاسيكية والمدرسة الإنسانية ومدرسة الموارد البشرية ثم الجودة الشاملة. ثم ينتقل إلى الحديث عن الإدارة التقليدية في التعامل مع المستويات، كل على حدة؛ مما يترتب عليه كثير من الأمراض المؤسسية؛ نظرا لغياب رؤية موحدة لدى جميع العاملين في المنشأة وضعف الثقة أفقيا ورأسيا بين العاملين وعدم وجود علاقة واضحة بين الدائرة وعملائها ومن هو العميل الحقيقي بالنسبة للموظف. بعد ذلك يتطرق إلى المبادئ الأساسية لمفهوم التميز، منها الاهتمام والتصويب نحو النتائج والتركيز على خدمة المتعاملين والقيادة والثبات على الأهداف والإدارة من خلال العمليات والحقائق وتنمية العاملين وإشراكهم والإبداع والابتكار والتحسين المستمر وتطوير الشراكة مفهوما وممارسة والمسؤولية تجاه المجتمع.
جائزة الملك عبد العزيز للجودة .. سعيٌ نحو التميّز
المهندس محمد بن عون الله المطيري
يتحدث في هذه الورقة عن بداية نشأة جائزة الملك عبد العزيز ورسالتها في الحث على التنافس من خلال تقديم إطار عام مرجعي لتقييم أداء المنشآت وتطويرها وفق معايير دولية للتميز وإبراز دورها في نشر مفاهيم الجودة والإبداع وتطبيقاتها. كما يتطرق المقدم إلى أهداف الجائزة من حيث نشر الوعي بالجودة وأهمية تطبيقها وتبني التخطيط الاستراتيجي للجودة لرسم الخطط ووضع الأهداف ووسائل تحقيقها. وتحفيز القطاعات المختلفة لتبني مبادئ الجودة الشاملة وأسسها وتطبيقها على المستوى الوطني، وتفعيل التحسين والتطوير المستمر لأداء جميع العمليات الإنتاجية والخدمية، والعمل على رفع مستوى الجودة في المنشآت السعودية لتصبح قادرة على المنافسة العالمية، والارتقاء بمستوى القيادات الإدارية في المنشآت لتحقيق أهداف الجودة الشاملة، والوفاء بمسؤولياتها وحث المنشآت على الالتزام بالمواصفات والمقاييس الوطنية والدولية، وزيادة فاعلية مشاركة المنشآت في بناء المجتمع وخدمته والتعريف بالتجارب السعودية الرائدة في مجال الجودة وإتاحة الفرصة للاستفادة منها وتشجيع ممارسة قياس مستويات الأداء في الأعمال المختلفة (التقييم الذاتي) ومقارنتها بمستويات أداء المنشآت المنافسة وقياس التحسن في النتائج بشكل مستمر.
مشروع معايير الأداء
أشرف فضيل جمعة
يتحدث جمعة في هذه الورقة عن مشروع معايير الأداء والذي بدأ تطبيقه في الشركة في كانون الثاني (يناير) 2007، كما يتطرق إلى أهمية المشروع في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لها والتأكد من فهم الموظف الدقيق لأهداف الأداء وضمان الموضوعية في توجيه الأداء، وضمان العدل في تقييم الأداء وتوحيد توقعات الموظفين تجاه مستوى التقييم وتيسير مهمة الرئيس في التقييم، والتغلب على المشاعر السلبية المصاحبة لتقييم الأداء وتوفير قياسات دقيقة تسمح بالمرونة في مكافأة الموظفين. وفي ختام الورقة، يتناول الأسباب التي دعت إلى تطبيق هذا المشروع بالاسترشاد بأفضل الممارسات العالمية ومراعاة الظروف الخاصة للشركة السعودية للكهرباء والاحتكام إلى بيانات التطبيق الميداني للرؤساء والتوفيق بين آراء الرؤساء المعنيين وتيسير مهمة الرئيس في إعداد خطة أداء غير مثيرة للجدل ورفع الحرج عن الرؤساء والموظفين في نهاية فترة التقييم، إضافة إلى وضوح الرؤية للموظفين في مرحلة التخطيط والمتابعة.
المهندس علي البراك: الجودة ''حاضنة الإبداع'' وقناعتنا السير في طريقها لاستمرار التميز
وصف المهندس علي بن صالح البراك، الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء، الجودة في الشركة بأنها ''حاضنة الإبداع''، مؤكدا قناعة إدارة الشركة بالسير في طريق الجودة والسعي إلى استمرار التميز الذي يعتبر هدفا استراتيجيا تحرص الشركة على دعمه والمحافظة عليه.
وأوضح البراك، أن انعقاد الملتقى الـ 14 تحت عنوان (الجودة .. واحة إبداع) يأتي دليلا حيا على أهمية برامج الجودة وتطبيقاتها في الشركة؛ لما لها من أثر فعال في تحسين وتطوير العمل والخدمة المقدمة للمشتركين. وبيَّن البراك، أن الشركة تبنت ثلاثة برامج شملت (برنامج تحسين) وهو أول برنامج تم تطبيقه تحت مظلة إدارة الجودة الشاملة وشارك فيه عدد كبير من موظفي الشركة، وقدموا من خلاله أكثر من سبعة آلاف توصية أسهمت مساهمة فعالة في تطوير أداء الشركة، وكان لها آثار إيجابية على أداء العاملين في الشركة تمثلت في زيادة الفعالية التنظيمية بين منسوبي الشركة من خلال تنمية وإذكاء روح العمل الجماعي وتحسين الاتصال وغرس بيئة ومفاهيم جديدة. وأضاف: ''إن الشركة طبقت أيضا برنامج (تميز الموظفين) الذي أسهم في تحفيز الموظفين على التميز مجددا حرص الشركة على تكريم المميزين من موظفيها الذين ظلت أعدادهم في ازدياد مطرد؛ حتى أصبحت الشركة تكرم أكثر من 1600 (موظف شهر) سنويا، وما يقرب من 400 (موظف عام) كل سنة. وأشار البراك إلى أن البرنامج الثالث الذي تبنته الجودة الشاملة بالشركة هو ''برنامج إبداع''، الذي كان مضمارا لمنافسة المبدعين من موظفي الشركة، موضحا أن مبدعي الشركة تقدموا بأكثر من ثلاثة آلاف اقتراح وأكثر من 1200 فكرة مبتكرة وفَّرت للشركة نحو 550 مليون ريال. وأكد البراك، أن الشركة نجحت في تطوير قدرات الموظفين ووفرت لهم الآلية والتقنية الحديثة التي تشجعهم على التحسين المستمر والتميز والإبداع وزيادة الإنتاجية، مشيرا إلى أن الشركة بلغت مرحلة متقدمة في تطبيق مفهوم الجودة الشاملة، وأصبحت حاليا تجني الثمار المتمثلة في خفض التكاليف وتحسين نوعية الخدمات المقدمة للعملاء داخل الشركة وخارجها وتحقيق رغباتهم. وأبدى البراك ارتياحه لقيام معرض (الجودة واحة إبداع) الذي ينفذ لأول مرة لإبراز إبداعات منسوبي الشركة والذي يضم 36 جناحا أعدت بطريقة تتناسب وإبداعات المشاركين فيه من حيث تنوع الأفكار والمواد المعروضة. واختتم المهندس علي البراك تصريحه بإسداء الشكر والتقدير لكل الحضور والمشاركين في الملتقى، كما شكر الموظفين الذين أسهموا في تنظيم وترتيب الملتقى، متمنيا التوفيق والسداد للجميع.