الشيخ المنيع: ينبغي ألا تكون تلاوة القرآن محل تكسب واكتساب .. والدعاء الجماعي بعد الصلاة بدعة
أوضح الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع عضو هيئة كبار العلماء، أن الدعاء الجماعي بعد الصلاة غير جائز، وهو من الأمور المبتدعة في الدين، وما يفعله أي إمام ومن معه من المأمومين ولم يكن وفق سنة رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ، فهو من الأمور المبتدعة.
وأمور العبادة متوقف أمر مشروعيتها على الأمر بها ممن لا ينطق عن الهوى ـــ صلى الله عليه وسلم، وانتقل للحديث عن أهمية القرآن الكريم، فقال إن قراءة القرآن من القرب التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وكتاب الله محل تكريم وتقدير واحترام، وينبغي ألا تكون تلاوته محل تكسب واكتساب كمن يتسول بقراءة القرآن أو من يؤخر نفسه بالقراءة فيما تم ونحوها لما في ذلك من صرف الغرض من تلاوة كتاب الله إلى أمور لا يقتضيها لحكمة من مشروعية استحباب تلاوة كتاب الله تعالى والإكثار من ذلك، بل قد يكون في ذلك من إهانة كتاب الله والنزول بمستواه العالي إلى ما يوجب غضب الله وعقابه.
#2#
وأما الاشتغال بتعلم كتاب الله وتعليمه، وأخذ الأجرة على ذلك فلا يظهر لي مانع، فلقد جعل ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ صداق أحد أصحابه تعليم زوجته ما يحفظه من كتاب الله، قال ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ (زوجتكها بما معك من القرآن) متفق عليه، وكذلك الأمر بالنسبة لرقية المريض من كتاب الله وأخذ الأجرة عليها.
فلقد أقر ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ بعض أصحابه الذين رقوا سيد قوم في البادية من لسعة عقرب، وأخذوا على ذلك أجرة قطيعا من الغنم. وقال ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ (اضربوا لي معكم بسهم) متفق عليه.
وقال بالنسبة لترجمة القرآن الكريم من اللغة العربية إلى أي لغة أجنبية، فهو جائز، ولكن هذه الترجمة ليست قرآناً، وإنما هي ترجمة معاني القرآن إذا كانت الترجمة دقيقة وصحيحة ومعبرة تعبيراً صادقاً عن المعنى، وجواز ذلك تسوّغه حاجة المسلمين غير العرب إلى معرفة القرآن وما فيه من دعوة إلى توحيد الله تعالى، والإيمان بأركان الإسلام، والإيمان، والتقيد بمقتضى كتاب الله من وعد ووعيد، وترغيب وترهيب، وأمر ونهي، واعتبار أحوال الأمم السابقة وما نالهم من جزاء نتيجة إحسان أو إساءة.
ومضى يقول لا شك أن القرآن إذا ترجمت معانيه إلى لغة أجنبية، فإن الترجمة إذا كانت صحيحة ودقيقة كما ذكرت جائزة الإعجاز في المعاني؛ لأن القرآن معجزة رسولنا ونبينا محمد ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ في ألفاظه ومعانيه إلى أن يعود إلى ربه وكذلك تجوز ترجمة معاني أحاديث رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ إلى اللغات الأجنبية لحاجة المسلمين إليها للتقيد بمقتضاها.. والله أعلم.
يتعين على المسلم أن يأخذ بسنة رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ القولية والفعلية والتقريرية، ثم بما كان عليه أصحاب رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ من هدي وطريقة، وبالنظر في سنة رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ أنه كان بعد فراغه من الصلاة يدعو ويدعو معه المأمومون من أصحابه.
وأكد أن الخير كل الخير في اتباع سنة رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ، والتمسك بها، وترك ما يخالفها من قول أو عمل، لقوله ـــ صلى الله عليه وسلم: ''من أحدث في أمرنا هذا ما ليس عليه أمرنا فهو رد'' متفق عليه وفي رواية ''من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد''.