البريك: المشي إلى المساجد فضيلة جليلة يجهل أهميتها بعض المسلمين
أكد الشيخ سعد بن عبد الله البريك، الداعية الإسلامي، أن أهم عمارة للمساجد أن يجتمع الناس للصلاة فيها، وأداء الصلوات المفروضة في أوقاتها، وهو أمر مطالب به كل مسلم، ولا سيما أن المساجد في هذا الزمان تشكو إلى ربها هجر بعض المصلين لها، وعدم الانتظام في أداء الصلوات جماعة في المساجد.
وأضاف أن على كل شخص أن يحرص على أداء العبادات والتقرب من الله وليعلم أن في ذلك سعادة كبيرة يجدها في حياته، وقال إني لأتساءل كما يتساءل غيري: أين أولئك الذين يملأون المساجد في بعض الأشهر كرمضان؟ لماذا يختفون من المساجد بعد هذا الشهر الفضيل؟ إن ما يحدث نتيجة ضعف العناية بعمارة المساجد، والجهل بالفضيلة الجليلة العظيمة المتمثلة في أهمية المشي إلى المساجد، حتى ولو كانت بعيدة، فإن كل خطوة إلى المسجد يخطوها العبد ترفع له بها درجة وتحط عنه بها خطيئة.
جاء بنو سلمة يريدون أن يقتربوا من مسجد رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ لأن دُورَهُم بعيدة شيئاً ما عن مسجد النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ فقال: (يا بني سلمة! دياركم تكتب آثاركم) والتقدير: ألزموا دياركم وابقوا في أماكنكم، ولا تُقرِّبوا مساكنكم؛ لأن الآثار والخطى لتشهد لمن قام بها عند الله ـــ جل وعلا ـــ يوم القيامة.
#2#
وأضاف إن الأزقة والطرقات لتشهد عند الله ــــ جل وعلا: لفلان بن فلان يوم كان يعبرها متجهاً في طريقه إلى المسجد، والملائكة تشرح له جنبات الطريق، فلم هجر المساجد؟! ولم هذه الجفوة عن صلاة الفجر خاصةً في المساجد؟! فعل المسلمين التواصي والتناصح والقيام بالأمر بالمعروف ونهي بعضكم عن المنكر، وإعمار بيوت الله بأجَلِّ فريضةٍ من فرائض الله ألا وهي الصلاة.
وحث البريك كل مسلم على اجتناب المنهيات عند الذهاب للمساجد واجتناب عن كل ما يأمر الشارع الكريم بالبعد عنه، وعلى سبيل المثال عند الحضور إلى المسجد ينبغي على المصلي أن يلبس أحسن الثياب وعليه ألا يأتي وقد أكل ثوما أو بصلا.
عن جابر بن عبد الله ــــ رضي الله عنه: عن النبي ــــ صلى الله عليه وسلم ــــ قال ''من أكل ثوما أو بصلا فليعتزلنا أو ليعتزل مسجدنا'' رواه البخاري ومسلم.
كما أن على الذي يدخل المسجد أداء تحية المسجد وعدم التهاون في أدائها، فقد أخرج مسلم من حديث أبي قتادة صاحب الرسول ـــ صلى الله عليه وسلم ــــ قال: دخلت المسجد ورسول الله جالس بين ظهراني الناس فجلست، فقال الرسول ــــ صلى الله عليه وسلم ــــ ''ما منعك أن تركع ركعتين قبل أن تجلس؟ قال فقلت: يا رسول الله رأيتك جالسا والناس جلوس، قال:'' فإذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يركع ركعتين'' متفق عليه.
وهذا الحديث يوضح للناس أهمية أداء تحية المسجد عند الدخول إليه، خاصة أن هناك بعض الناس يدخل للمسجد ولا يؤدي تحيته، وحث على فضيلته كل مسلم على العمل للدين والقيام بكل ما يدعو إليه الشارع الحكيم حتى ينال رضا الله ويرتفع به درجات عند الله. اسأل الله للجميع الهداية والرشاد.