عبد المحسن الفارس: توجه بعض دول العالم للمصرفية الإسلامية يؤكد أن النهج الإسلامي هو الأصلح

استطاع مصرف الإنماء بعد مرور عام على تشغيله أن يثبت قدميه وأن يكون له دور إيجابي داخل السوق المالية السعودية، من خلال ما يقدمه من خدمات متميزة سواء لشركائه أو للأفراد، وذلك عن طريق استخدام أحدث التقنيات المصرفية العالمية.

عن بدايات تأسيسه وأهم ما يقدمه من خدمات ومنتجات مصرفية لعملائه وعن استراتيجية المصرف لهذا العام والنتائج المالية التي حققها خلال هذا العام وتوقعاته للقطاع المصرفي بشكل عام والمصرفية الإسلامية بشكل خاص خلال المرحلة المقبلة، وما يقدمه المصرف تجاه مجتمعه وبرامج لخدمة المجتمع، وما المشاريع التي قام المصرف بتمويلها في القطاعين العام والخاص منذ إنشائه .. عن هذه القضايا والاستفسارات تحدث لمجلة "المصرفية الإسلامية" عبد المحسن الفارس الرئيس التنفيذي لمصرف الإنماء .. من خلال الحوار التالي الذي أجراه الزميل علي البلوي مدير تحرير "المصرفية الإسلامية":

ما أبرز الخدمات والمنتجات التي تعتقدون أن مصرف الإنماء يتميز بها عن الآخرين ؟
لا يخفى على الجميع أن مصرف الإنماء هو شركة سعودية مساهمة تأسست بموجب مرسوم ملكي كريم بتاريخ 28 صفر 1427هـ وبرأس مال كبير يقدر بـ 15,000,000,000 (خمسة عشر ألف مليون) ريال سعودي ليقدم جميع الأعمال المصرفية والاستثمارية بطريقة متوافقة مع الأحكام والضوابط الشرعية، الأمر الذي وضعه منذ بداية التأسيس في مصاف المصارف والبنوك الكبيرة، واليوم بعد مرور سنة على التشغيل الفعلي نستطيع القول إن المصرف استطاع أن يعزز وجوده في السوق السعودية من خلال الخدمات التي تقدم لشركاء المصرف سواء في قطاع الشركات أو الأفراد، حيث يقدم خدمات على مستوى عال باستخدام القنوات الإلكترونية المختلفة وبأحدث ما توصلت إليه التقنية المصرفية المعاصرة، فشركاء "الإنماء" اليوم يستطيعون الحصول على خدمات متكاملة عن طريق: إنترنت الإنماء، هاتف الإنماء، وجوال الإنماء، إضافة إلى أكثر من 170 صرافا آليا منتشرة في مناطق المملكة، وكذلك 30 فرعاً للرجال والنساء. أما فيما يتعلق بالمنتجات فجميع المنتجات المصرفية الرئيسية يقدمها المصرف لشركائه؛ منها الحساب الجاري، إنترنت الإنماء، هاتف الإنماء، وسداد فواتير الخدمات والمدفوعات الحكومية، إضافة إلى عديد من الخدمات المنافسة التي تطرح للمرة الأولى في السوق السعودية، منها على سبيل المثال لا الحصر منتج الحد الشامل، منتج تقسيط خدمة التعليم، إضافة إلى تقديم أسعار منافسة للمنتجات مثل تمويل السيارات وتمويل العقار ... وغيرها من المنتجات الأخرى.

هل هناك منتجات وخدمات تنافس الموجود في السوق المصرفية؟
كما ذكرت سابقاً فإن المصرف منذ بداية التأسيس كان حريصاً على أن يبدأ من حيث انتهى الآخرون وأن يستفيد من التجارب السابقة للمصارف والبنوك من خلال كوادر بشرية مؤهلة وذات خبرة كبيرة في هذا المجال. وبناء على ذلك فإن المصرف خلال السنة التشغيلية الأولى قدم عديدا من الخدمات التي تضمن مزيدا من الأمان والخصوصية لشركاء المصرف مثل استخدام البطاقة الذكية ونظام آلي متكامل للحفاظ على معلومات الشركاء، كما قدم جميع القنوات الإلكترونية بشكل يتلاءم ومتطلبات الشركاء، إضافة إلى الخدمة المتميزة التي يتم تقديمها للشريك عند زيارة الفرع. وعن المنتجات والمنافسة بين البنوك فإن المصرف قدم عديدا من المنتجات الجديدة التي تقدم للشركاء بدون هامش ربح وعديدا من المنتجات التي يمثل فيها هامش الربح نسبة جيدة ومنافسة قوية لما تقدمه البنوك والمصارف الأخرى.
#2##3#
يذكر أن عام 2010م يعد العام التشغيلي الأول لمصرف الإنماء، هل لنا أن نحصل على نبذة مختصرة عن استراتيجية المصرف لهذا العام، وعن النتائج المتحققة للمصرف في عامه التشغيلي الأول؟
الحمد لله نحن في مصرف الإنماء نسير وفق خطط محددة، واستراتيجية المصرف لعام 2010 م تركز على استكمال بناء شبكة الفروع وبناء مركز مالي قوي للمصرف، وقد أظهرت نتائج السنة التشغيلية الأولى نمو وتقدم سريع للمصرف في هذا الجانب ـــ ولله الحمد، حيث نمت محافظ التمويل في المصرف من 1.126 مليون ريال في بداية شهر يناير 2010م وتجاوزت 13.700 مليون ريال في نهاية سبتمبر 2010م ، كما نمت موجودات المصرف من 17.306 مليون ريال في بداية يناير 2010 وتجاوزت 23.700 مليون ريال في نهاية سبتمبر 2010م، وهناك نمو جيد في جميع المؤشرات بالمصرف سواءً في عدد العمليات أو عدد الشركاء، وكذلك هناك تحسن في نتائج المصرف بشكل متصاعد خصوصاً في الإيرادات من الأنشطة الرئيسية للمصرف، وسوف يحقق المصرف ـــ بإذن الله ـــ نقطة التعادل خلال السنة التشغيلية الأولى.

ألمحتم سابقاً إلى تقسيط خدمة التعليم، هل لكم أن تقدموا لنا نبذة عن هذه الخدمة، وما أهم مميزاتها، وكيف وجدتم تجاوب المؤسسات والجهات التعليمية في المملكة؟
يتسم منتج تقسيط خدمة التعليم ـــ الذي ينفرد المصرف بكونه الوحيد والأول في المملكة العربية السعودية الذي يقدم هذا المنتج ـــ بأنه متوافق مع الأحكام والضوابط الشرعية، حيث يتم سداد المبلغ الذي يفترض سداده للجهة التعليمية سواء مدارس، معاهد، كليات، جامعات على أقساط ميسرة تصل إلى 12 شهراً دون أي زيادة على رسوم الدراسة التي يدفعها شريك "الإنماء"، وبميزة عدم دفع مبالغ كبيرة دفعة واحدة، إضافةً إلى حرية اختيار الخدمة من أي من الجهات التعليمية المعتمدة من قبل المصرف داخل المملكة، كما أنها متاحة للسعوديين والمقيمين. وعن رضانا في المصرف عن هذه الخدمة فإنني أؤكد هنا أننا راضون بشكل كبير عنها ولا سيما أن تقديم مصرف الإنماء هذه الخدمة يأتي تأكيداً لدور المصرف في تسهيل حصول شركاء "الإنماء" وأبنائهم على التعليم المناسب بأيسر الطرق، وذلك إيماناً بأهمية مساهمة المصرف في مجال التعليم الذي سيكون له عظيم الأثر على جميع مكونات المجتمع من الأفراد والأسر والمؤسسات التعليمية وغيرها، واستشعاراً للمسؤولية الاجتماعية التي يحملها المصرف على عاتقه. وعن تجاوب الجهات التعليمية معنا فإن المصرف اليوم وقع عقودا مع أكثر من 140 مؤسسة تعليمية في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية لجميع المراحل الدراسية من الحضانة وحتى البكالوريوس، علماً بأن الحصول على هذه الخدمة يتم من خلال زيارة أحد فروع المصرف.
#4#
فيما يخص تمويل قطاع الشركات .. كيف تحكمون على نجاح المشروع المقدم لكم للحصول على تمويل من المصرف، وماذا عن نمو عدد شركاء المصرف لهذا القطاع؟
نحن في مصرف الإنماء كباقي المصارف والبنوك السعودية التي تخضع للضوابط التي تقرها وتشرف عليها مؤسسة النقد العربي السعودي، وتمويل المشاريع الكبيرة أو الصغيرة يخضع لعديد من الضوابط والمعايير التي من أبرزها المركز المالي للجهة المتقدمة بطلب التمويل، إضافة إلى السجل الائتماني ودراسة جدوى المشروع والتدفقات النقدية له وغيرها من المعايير الأخرى. وفيما يتعلق بنمو عدد شركاء المصرف لقطاع الشركات فهو يسير بشكل جيد حيث إن مصرف الإنماء اليوم لديه علاقات مصرفية مع كبريات الشركات العاملة في المملكة، إضافة إلى تزايد شركاء "الإنماء" من قطاع الشركات بشكل مستمر. وعلى الرغم من حداثة المصرف إلا أنه استطاع قيادة عديد من عمليات التمويل الكبيرة لعدد من الشركات العاملة في المملكة بنجاح، وقد أسهم المصرف في تمويل عديد من مشاريع البنى التحتية في المملكة سواء قطاع الطاقة والكهرباء وقطاع الماء وكذلك في القطاعات الصناعية والعقارية ولا يزال هناك عديد من الفرص أمام المصرف في هذا الجانب.

هل يصدر مصرف الإنماء بطاقة الصراف الآلي وبطاقة الائتمان فورياً في الفرع؟
بفضل الله تعالى تمكن المصرف بالشراكة والتعاون مع شركة فيزا العالمية بأن يكون صاحب الريادة؛ كونه أول مصرف في منطقة الشرق الأوسط ووسط أوروبا وإفريقيا يقوم بإصدار بطاقات الصرف الآلي وبطاقات الائتمان الذكية فورياً ووفق الأحكام والضوابط الشرعية، وقد أتى هذا الإنجاز ضمن استعدادات المصرف في وقت سابق لإطلاق أعماله في المملكة ليقدم لشركائه خدمات ومنتجات مصرفية عصرية جديدة ومتكاملة تتوافق مع الأحكام والضوابط الشرعية، علماً بأن هذا الإنجاز مكن شركاء المصرف من الحصول على بطاقة الصرف الآلي الذكية أو بطاقة ائتمان ذكية في الحال بعد زيارته الأولى للفرع وفتح حساب، وبذلك حصل شريك مصرف الإنماء على ميزة تنافسية لا تتوافر لدى معظم المصارف الأخرى في المنطقة التي تقوم فقط بإصدار بطاقات الصرف الآلي ومن ثم تقوم بإصدار بطاقة الائتمان بعد بضعة أيام من تقديم العميل الطلب.

ماذا عن استراتيجيتكم للفروع في السنوات الخمس المقبلة وبالتحديد لعام 2010م؟
يسعى المصرف بإذن الله تعالى ضمن استراتيجيته لتشغيل أكثر من 100 فرع خلال السنوات الخمس المقبلة، ويقدم المصرف حالياً خدماته للشركاء عبر 17 فرعاً للرجال و13 فرعاً للنساء تنتشر في مناطق المملكة: الرياض، جدة، الدمام، المدينة، الطائف، خميس مشيط، الهفوف، الجبيل، والخرج، إضافة إلى مجموعة فروع أخرى معظمها في مراحل متقدمة من الإنشاء في كل من الرياض، الدمام، جدة، مكة المكرمة، بريدة، عنيزة، حائل، عرعر، تبوك، نجران، الأحساء، وحفر الباطن.

ماذا عن أرباح المصرف للعام الحالي 2010؟ وماذا عن توقعاتكم المستقبلية لجني الأرباح؟
إن المصرف ـــ كما ذكرت سابقاً ـــ يسير وفق خطط مرسومة سواءً لعام 2010 أو للأعوام الخمسة المقبلة، وعلى الرغم من أن بناء المنشآت الكبيرة يحتاج إلى وقت إلا أن المصرف ـــ ولله الحمد ـــ بدأ يحقق الأرباح على الرغم من أنه في السنة التشغيلية الأولى، ولعلي أوضح نقطة مهمة وهي أن المصرف بدأ يحقق هذا النمو في الأرباح من النشاط الفعلي للمصرف مما يعني أننا متفائلون ـــ بإذن الله تعالى ـــ بالحصول على نتائج أفضل في المستقبل نتيجة لزيادة المنتجات والخدمات التي يقدمها المصرف ضمن هذا النشاط، ونتيجة لنمو المحافظ التمويلية للمصرف، وتزايد عدد الشركاء بشكل مستمر ومتسارع منذ أن انطلقت أعمال المصرف فعليا خلال الربع الرابع من العام السابق، عندما بدأ مصرف الإنماء حملته الإعلانية "تفاءل"، التي كانت المصافحة الأولى لشركاء المصرف، ضمن إستراتيجية واضحة تشمل عديدا من البرامج لتقديم خدمات ومنتجات مبتكرة في مجالي التجزئة المصرفية والشركات، وسيحقق من خلالها المصرف ـــ بإذن الله ـــ طموحات الشركاء والمساهمين، وسيلعب دورا رئيسا في القطاع المصرفي السعودي خلال السنوات القليلة المقبلة.

ماذا عن المتعاملين مع مصرف الإنماء، خصوصاً مع نشأة المصارف الحديثة مقارنة بالبنوك الأخرى؟
إن عدد شركاء المصرف في تزايد بشكل يومي ـــ ولله الحمد ـــ خصوصاً مع تزايد عدد فروع المصرف والمنتجات والخدمات التي يقدمها لشركائه، وهذا ما أسهم في تزايد ودائع الشركاء وكذلك إجمالي محافظ التمويل، وهو يدل بشكل مباشر على ازدياد عدد شركاء المصرف، وهناك إقبال كبير على لتعامل مع المصرف، وكما ذكرت سابقاً فإن مصرف الإنماء بدأ من حيث انتهى الآخرون، الأمر الذي جعل المصرف قادراً ـــ بإذن الله ـــ على المنافسة وتقديم الأفضل من الخدمات والمنتجات لجميع الشركاء.
#5##6#
ماذا عن الفروع النسائية للمصرف وكم عددها ؟
بفضل الله تعالى تم حتى الآن تشغيل عديد من الفروع النسائية التي يبلغ عددها 13 فرعاً في مناطق مختلفة في المملكة العربية السعودية: الرياض، جدة، الطائف، الدمام، خميس مشيط، المدينة المنورة، والجبيل، إضافة ـــ بإذن الله ـــ إلى عديد من الفروع النسائية في مراحل متقدمة من الإنشاء.

هل يوجد قسم للشكاوى والاقتراحات لدى المصرف؟
بالتأكيد هناك قسم للشكاوى والاقتراحات لدى المصرف، ويولي المصرف هذه الشكاوى كل الاهتمام من خلال الرد عليها أياً كانت، علماً بأن المصرف يعتبر الرد على هذه الشكاوى من مميزات الخدمة لديه. وأود أن أنوه هنا بأن هناك لجنة تهتم بهذه الشكاوى مشكلة من قبل مؤسسة النقد العربي السعودي وتضم في عضويتها جميع المصارف والبنوك السعودية، وتخضع المصارف والبنوك السعودية للرقابة المباشرة فيما يخص هذه الشكاوى، بحيث إن الرد يجب أن يكون على الشريك خلال فترة معينة تتم بعدها مساءلة المصرف أو البنك عن ذلك. وبقدر ما تكون مثل هذه الوحدة مطلبا نظاميا إلا أننا نعتقد أنها ضرورية لتلبية حاجات الشركاء وتلمس المشكلات التي قد تواجههم أثناء تقديم الخدمة لهم، مع سعينا الدائم لأن نكون عند حسن ظن عملائنا بنا وأن نقدم لهم خدمات خالية من المشكلات ـــ بإذن الله تعالى ـــ من المرة الأولى، ويستطيع عملاء مصرف الإنماء إيصال الاقتراحات أو الشكاوى عن طريق وحدة الشكاوى مباشرة أو عن طريق إنترنت الإنماء أو هاتف الإنماء المصرفي.

ما هو تصوركم للقطاع المصرفي بشكل عام والمصرفية الإسلامية بشكل خاص، وهل انتم متفائلون؟
الحمد لله أثبتت الأزمة المالية العالمية صلابة وقوة الاقتصاد السعودي ومؤسساته المالية، حيث وقف صامداً بشهادة جميع المراقبين والمحللين في العالم، الأمر الذي يجعلني متفائلاً بمستقبل أكثر متانة للاقتصاد السعودي بشكل عام و للمصارف والبنوك السعودية بشكل خاص. وعن مستقبل المصرفية الإسلامية فإن الجميع يشهد الآن توجه بعض الدول في العالم إلى المصرفية الإسلامية، الأمر الذي يجعلنا على يقين من أن النهج الإسلامي في جميع الأمور يعد الأقوى والأفضل والأنسب لكل زمان ومكان، ومن ذلك المصرفية المتوافقة مع الأحكام والضوابط الشرعية.

بعد مرور عام كامل على تشغيل المصرف كيف تقيمون العمل في هذا السوق؟
مما لا شك فيه أن المنافسة كبيرة بين المصارف والبنوك السعودية، وهذا الأمر يأتي أولاً وأخيراً في مصلحة عملاء المصارف والبنوك السعودية. ومصرف الإنماء كما يعلم الجميع ما زال في العام التشغيلي الأول والطموحات كبيرة والمستقبل يبشر بخير بإذن الله، والمصرف لا ينظر فقط إلى النتائج خلال الفترة القصيرة بقدر ما يركز على تأسيس كيان مالي يدعم اقتصادنا الوطني ويحقق نموا متواصلا خلال الفترات المقبلة، وما تم تحقيقه لا يعد سوى حجر الأساس الذي سينطلق المصرف ـــ بإذن الله ـــ من خلاله إلى مزيد من الإنجازات وهو دائماً يسعى إلى الأفضل الذي يحقق طموحات المساهمين والمؤسسين ويلبي احتياجات الشركاء، وأستطيع اليوم بعد مرور عام على التشغيل الفعلي بكل اعتزاز القول إنه أصبح لدينا مصرف عصري يبشر بمستقبل كبير ـــ بإذن الله تعالى.

ما المشاريع التي قام المصرف بتمويلها في القطاعين العام والخاص؟
مما لا شك فيه أن مصرف الإنماء حرص منذ البداية على بناء علاقة مستمرة وطويلة الأجل مع قطاعات الأعمال المختلفة في المملكة العربية السعودية، إيماناً من مصرف الإنماء بدوره في دعم مشاريع البنى التحتية والشركات والمؤسسات التي تسهم في التنمية الاقتصادية في المملكة، وتحقيقاً لرؤية القيادة الحكيمة في المشاركة بدعم الخطط التنموية التي من شأنها النهوض بالمشاريع وإزالة العوائق لتحقيقها وتنفيذها على أرض الواقع. وفي هذا السياق قام المصرف ـــ بفضل الله ـــ بتمويل عديد من المشاريع، لعلي اذكر هنا بعض أبرز المشاريع ذات الطبيعة التنموية مثل المشاركة في تمويل بناء محطة رابغ المستقبل للكهرباء، الذي تبلغ تكاليفه نحو 9.5 مليار ريال كأول المشاريع التي ينفذها القطاع الخاص بنظام البناء والملكية والتشغيل، حيث شارك المصرف بأكبر نسبة تمويل مع عدد من البنوك السعودية للمشروع، وكان مستشاراً لهيكلة التمويل المتوافق مع الأحكام والضوابط الشرعية الذي حصل فيه المصرف على جائزة أفضل صفقة تمويل في مجال الطاقة في الشرق الأوسط لعام 2009م من مجلة المال العالمية "يوروموني"، كما قدم المصرف عمليات تمويل لكبريات الشركات العاملة في السوق السعودية مثل شركة سابك بمبلغ 3750 مليون ريال، وشركة الراجحي للصناعات الحديدية "حديد الراجحي" بأكثر من 737 مليون ريال سعودي لإقامة مصنع لحديد التسليح بمدينة جدة، الذي يعد أحد أكبر مصانع حديد التسليح في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بطاقة إنتاجية قدرها مليون طن سنوياً، إضافة إلى تمويل منشآت ومشاريع عديدة أخرى. والمصرف يسعى إلى بناء علاقة استراتيجية طويلة المدى مع شركائه من القطاعين قطاع الشركات وقطاع الأفراد.

هناك انتقادات مستمرة للمصارف والبنوك السعودية بأنها لما تقم حتى الآن بالدور المأمول منها، كيف تسعون لحل ذلك؟
يسعى المصرف باستمرار من خلال عديد من فرق عمل متخصصة لدراسة أوضاع السوق ومعرفة الاحتياجات العامة لجميع شرائح المجتمع سواءً كانوا أفرادا أو شركات وتقديمها بأفضل وأنسب الحلول التي تكون بقدر الإمكان في متناول الجميع، والدليل على ذلك عديد من الخدمات والمنتجات كما ذكرت سابقاً التي يقدمها المصرف حالياً بطريقة متوافقة مع الأحكام والضوابط الشرعية وبأفضل هامش ربح يصل أحيانا إلى 0% كما في منتج تقسيط خدمة التعليم، وللمصرف والمصارف الاخرى مساهمات توعوية واجتماعية هدفها خدمة المجتمع وتقديم أفضل الخدمات المالية ولا يزال هناك دور أكبر على المصارف كي تقوم به في خدمة المجتمع واقتصادنا الوطني.

ماذا عن دور المصرف في المشاريع التي تقضي على مشكلة البطالة؟
بفضل الله وصل اليوم عدد منسوبي مصرف الإنماء إلى أكثر من 1100 موظف وموظفه وبنسبة سعوده تتجاوز 82 في المئة، كما أن المصرف حتى الآن شارك في عديد من أيام المهنة التي يستقطب من خلالها الشباب والشابات من الخريجين الجدد مثل يوم المهنة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة اليمامة ومعهد الإدارة العامة، كما يشارك المصرف باستمرار من خلال التواصل مع الجامعات والمعاهد والمراكز السعودية المتخصصة في التدريب لتأهيل الخريجين الذي يمكن استثماره لاحقاً في مصلحة الخريج عند توظيفه. وتجدر الإشارة هنا إلى أن المصرف أحد المؤسسين لمعهد ريادة الأعمال الوطني "ريادة" الذي يُعني ببناء وتنفيذ المناهج والبرامج الداعمة للمؤسسات والجهات العاملة في مجال الريادة وتنمية المشروعات الصغيرة لمساعدتها على تحقيق أهدافها الرامية لإيجاد فرص عمل للشباب السعودي وتحويلهم من باحثين عن عمل إلى أصحاب أعمال، يضاف إلى ذلك أن تمويل المصرف عددا من المشاريع والمنشآت السعودية سوف يسهم ـــ بإذن الله ـــ في إيجاد فرص عمل جديدة.

وقعتم اتفاقية مع دار التمليك لتمويل العقار بأسلوب متوافق مع الأحكام والضوابط الشرعية، من وجهة نظركم ما أهمية هذا الاتفاق في توسيع مساهمة المصرف في القطاع العقاري والإسكان؟
مما لا شك فيه أن هذه النوعية من الاتفاقيات تأتي في إطار اهتمام المصرف بمشاريع التطوير العقاري السكني، ورغبة من المصرف في تقديم برامج تمويلية متوافقة مع استراتيجيته التي ترمي إلى تعزيز مساهمة المصرف في هذا القطاع الذي يمثل في الوقت الحالي حاجة ملحة لدى شريحة كبيرة من المجتمع، كما أن التعاون الاستراتيجي بين المصرف و"دار التمليك" سوف يوجد عديدا من الفرص التي ستساعد ـــ بإذن الله ـــ في تملك المواطنين المساكن عن طريق تقديم حلول تمويلية متوافقة مع الأحكام والضوابط الشرعية بشروط ميسرة طويلة الأجل، علماً بأن المصرف حريص على تقديم كل التسهيلات لمثل هذه المشاريع التي تصب أولاً وأخيراً في مصلحة الوطن والمواطن وتسهم في تحقيق دوره في مساعدة أفراد المجتمع بتملك المسكن المناسب.
إن استراتيجية المصرف تركز بشكل رئيس على التمويل الادخاري والتمويل الاستثماري، الذي يعد من أهمه للأفراد تملك المسكن المناسب، ومصرف الإنماء يسهم بشكل فاعل في هذا الجانب

ماذا عن المسؤولية الاجتماعية لديكم؟
قام المصرف منذ بداية التشغيل حتى الآن بشكل غير مباشر بتبني عديد من المشاريع التي تخدم المجتمع، منها على سبيل المثال منتج تقسيط خدمة التعليم الذي يحصل عليه الشركاء من دون أي رسوم إدارية أو هامش ربح، كما قام المصرف بتدريب عديد من الخريجين الجدد بنظام التدريب التعاوني الذي يهيئهم بعد انتهاء فترة التدريب لدخول سوق العمل، إضافة إلى أن المصرف أحد المؤسسين لمعهد ريادة الأعمال الوطني "ريادة"، الذي يعد تنظيما وطنيا مؤسسيا، يُعني ببناء وتنفيذ المناهج والبرامج الداعمة للمؤسسات والجهات العاملة في مجال الريادة وتنمية المشروعات الصغيرة لمساعدتها على تحقيق أهدافها الرامية لخلق فرص عمل للشباب السعودي وتحويلهم من باحثين عن عمل إلى أصحاب أعمال، علماً بأن المعهد لا يعد مرفقا تدريبيا بالشكل التقليدي، بل مؤسسة تأهيلية تقوم برصد الواقع وبناء ثقافة العمل الحر، وتطوير المناهج وتنفيذ التدريب والإشراف عليه وتحري الفرص الاستثمارية.
ومصرف الإنماء خلال السنوات القليلة المقبلة سوف يقوم بدور ريادي في هذا الجانب ـــ بإذن الله.