الملح.. أقدم توابل الغذاء وسبب الحروب القديمة

الملح.. أقدم توابل الغذاء وسبب الحروب القديمة

يعتبر من أساسيات الذواقة ، ولا تكتمل وجبة إلا به، غيّر تاريخ دول اقتصادياً وسياسياً، وحافظ على مكانته في كل أصناف الطعام ، يتحكم في مستوى الجسم، ويتوافر على كل مائدة وفي كل طبق، من أحد المعادن المهمة التي قيل عنها الكثير تاريخاً، ويملك الكثير من الأسرار، ثمنه رخيص والطلب عليه مرتفع، ويتواجد في العديد من الأطعمة كمكون طبيعي، كما أن مقدار الكمية المستعملة فيه تأتي من تقاليد الطهو للأثرياء، ويعتبر تناوله نظاماً غذائيا يترجم في صورة الحصول على 1/8 ملاعق يومياً عند إعداد الطعام أو تقديمه على المائدة.
"الملح" يعتبر من العناصر المهمة جدًا للإنسان، واسمه العلمي "كلوريد الصوديوم" فبإضافته يكسب المذاق للأكل، حيث يدخل في معظم التفاعلات الحيوية في جسم الإنسان، والتوازن الأيوني لخلايا الجسم، وكذلك الحفاظ على نسبة السوائل والماء في جسم الإنسان، والتوازن القلوي الحمضي للجسم. ويتشكل الملح على هيئة مادة بلورية بيضاء،أو وردية باهتة أو رمادي فاتح اللون، وعادة ما يتم الحصول عليها من مياه البحر أوترسيبات الصخور، وتعتبر أملاح الصخور الصالحة للأكل رمادية اللون قليلا بسبب المحتوى المعدني، كما أنه ضروري للبقاء على قيد الحياة لجميع المخلوقات الحية، ويشارك في تنظيم توازن السوائل في الجسم.
فقد اتفق المؤرخون على أن الملح كان أساس الحروب والصراعات بين الدول، كما تعتبر "بحيرة يونشينغ" في الصين من أكثر المناطق خلافا لوفرة الملح فيه، ولوجود أقدم مصنع للملح يضم سجلا مكتوبا عن إنتاج الملح إلى نحو 800 سنة قبل الميلاد، والذي ظهر إنتاجه قبل ذلك التاريخ بألف عام، حيث عرف الصينيون صناعة المخللات وحفظ الأطعمة بالتمليح. وتطورت مع الزمن صناعة الملح وتجارته، ونشأت حوله سلسلة معقدة من الحروب والثروات والاحتكارات والصراعات، فقد دار جدل طويل في الصين حول احتكار الدولة للملح والضرائب التي تفرض على تجارته وإنتاجه، أما في مصر فقد استخدم الفراعنة الملح لحفظ الجثث، وظلت متماسكة محتفظة بجلودها ولحمها لنحو خمسة آلاف سنة، وعرف المصريون أيضا الأطعمة المملحة والخضار الممزوجة بالملح والصلصة، واستخدموا الملح لحفظ الأسماك.
أما الإمبراطورية الرومانية التي يعتبر الملح جزءا منها، فقد استولى الرومان على مدن الملح وورش"السالتيينو الفينيقيين" لإنتاج الملح، وطوروا وسائل حفظ الخضار والزيتون بالملح، وامتلأت شواطئ المتوسط بورش الملح، والتي ورثها العرب والمسلمون بعد انسحاب البيزنطيين منها بعد ذلك ، أما الهند فقد مثلت استثمارا تجاريا للإنجليز، واحتكرت صناعة الملح فيها، ومنعت الملح الهندي الرخيص من المنافسة، حتى أواخر العشرينات حينما حول غاندي الملح لثورة كسبتها الهند في النهاية.
توسعت تجارة الملح في أوروبا التي تعتبر من مواد الخام التي حمتهم من المجاعات ذلك الوقت. كما ساد اعتقاد بأن الجنود في الجيش كانوا يتقاضون أجورهم بالملح.
ويتعدد استخدم الملح في الأطعمة وصناعة الجلود وفي الدواء والطب، كما يستخدم رمزا للصحة والديمومة، وقد زينت الموائد الملكية في فرنسا بممالح على هيئة سفن، حيث كان وضع الملح على الطاولة من مظاهر الغنى.
وتعد بعض القبائل قصة معرفة الملح إلى "فيكستوسياتل"التي نفيت إلى المياه المالحة من قبل إخوتها آلهة المطر، فاكتشفت الملح، وتعتبر أكثر الدول إنتاجاً للملح، هي الولايات المتحدة ، الصين ، ألمانيا، الهند, وكندا.

الأكثر قراءة