الخيال: الفحص المبكر خير علاج من الأورام السرطانية
دعا الدكتور خيال بن عبد الملك الخيال، حاصل على الزمالة الكندية في الجراحة العامة، والزمالة الكندية في جراحة القولون والمستقيم، والأستاذ المساعد استشاري جراحة القولون والمستقيم في كلية الطب جامعة الملك سعود، لإطلاق حملة توعوية بأورام القولون والمستقيم في المملكة، موضحا أن معدل الإصابة بأورام القولون في المملكة زاد بنسبة تصل إلى الضعف خلال الفترة من عام 1994 إلى عام 2003، وأن هناك دراسة تتوقع أن يزداد معدل الإصابة بنسبة أربعة أضعاف خلال الـ 30 عاما المقبلة.
وقال في حوار مع «الاقتصادية» إن أورام القولون والمستقيم تعد ثالث أنواع الأورام من حيث الانتشار بين الرجال والنساء على مستوى العالم، أما في المملكة فتعتبر من أكثر أنواع الأورام الخبيثة شيوعا بين الرجال والثاني من حيث الانتشار بين النساء. فإلى تفاصيل الحوار:
ما أورام القولون والمستقيم؟ وهل له علامات؟
هي أورام خبيثة تتكون داخل بطانة القولون والمستقيم وتصيب الرجال والنساء على حد سواء. وفي جميع أنحاء العالم تعد أورام القولون والمستقيم ثالث أنواع الأورام من حيث الانتشار بين الرجال والنساء، أما في المملكة فتعتبر أكثر أنواع الأورام الخبيثة شيوعا بين الرجال والثاني من حيث الانتشار بين النساء، وقد أظهرت دراسة سعودية بين عامي 1994 و2003 زيادة بنسبة تصل إلى الضعف، كما تنبأت الدراسة بأن يزداد معدل الإصابة بنسبة أربعة أضعاف خلال الـ 30 عاما المقبلة، وتوجد أعراض تصاحب أورام القولون والمستقيم، منها وجود دم في البراز إما على شكل دم أحمر أو براز أسود أو داكن, كذلك حدوث نزيف من المستقيم, وآلام وتقلصات، خصوصا في المنطقة السفلية من البطن, وتغير في حركة القولون، وخاصة في طبيعة البراز وشكله, والرغبة في التبرز في حين لا حاجة إلى ذلك, ونقصان الوزن دون اتباع حمية, والشعور بالتعب والإجهاد المستمر.
#2#
ما العوامل المسببة لأورام القولون والمستقيم؟
هناك عوامل ذات خطورة بسيطة تتمثل في العمر، حيث تعتبر أورام القولون شائعة بعد سن الـ 50، مع اعتبار أن خطر الإصابة به يزيد مع زيادة العمر، حيث تشكل نسبة المصابين بأورام القولون ممن هم فوق الـ 50 قرابة 90 في المائة، كذلك للتغذية أثر، حيث ترتبط أورام القولون ارتباطا وثيقا بالأغذية المفتقرة للألياف والغنية بالدهون والسعرات الحرارية، كما أن هناك ارتباطا بين الأغذية الغنية باللحوم الحمراء وأورام القولون, أضف إلى ذلك الافتقار إلى الرياضة، فطبيعة الحياة الخاملة المفتقرة إلى النشاطات البدنية تزيد من معدلات الإصابة بأورام القولون، وكذلك التدخين يرفع نسبة الإصابة بورم القولون، حيث يستنشق المدخنون أثناء التدخين أنواعا من المواد المسرطنة، ما يفسر مدى انتشار هذا النوع من الأورام لدى المدخنين.
وهناك عوامل أخرى ذات خطورة متوسطة مثل التاريخ المرضي للعائلة، حيث إن الأقارب (الآباء والأبناء والإخوة والأخوات) في عائلة سبق تشخيص أحد أفرادها بأورام القولون قبل سن 60 عاما، تزيد نسبة معدل الإصابة لديهم، لا سيما إذا تم التشخيص في سن مبكرة، أيضا التاريخ المرضي الشخصي، حيث إنه من سبق تشخيصه بسرطان في القولون أو المستقيم سابقا وتم استئصاله سيكون أكثر عرضة من غيره بمعاودة الورم، وهناك عوامل ذات خطورة عالية مثل مرض المرجلات العائلي، وهو باختصار تكون مئات إلى آلاف الزوائد اللحمية في الأمعاء الغليظة لتشكل خطورة الإصابة بأورام القولون بنسبة 100 في المائة في بعض الناس إذا أهملت من غير علاج، وأيضا هناك الداء الالتهابي المعوي، لذا فإنني أنصح الإخوة والأخوات، خاصة ممن تجاوز سن الـ 50، بعمل فحوص لمزيد من الاطمئنان.
ذكرتم أهمية الفحص المبكر لأورام القولون والمستقيم، ليتكم تسلطون مزيدا من الضوء على هذا الجانب؟
هناك عدة فحوص يمكن إجراؤها لاكتشاف أورام القولون والمستقيم، من أهمها استخدام منظار القولون، وهي عملية يتم من خلالها إدخال أنبوب مرن بسماكة الإصبع إلى فتحة الشرج، وعن طريق الكاميرا المثبتة على رأس الأنبوب نستطيع الحصول على رؤية واضحة لبطانة القولون والمستقيم، ويلعب المنظار دورا أساسيا في اكتشاف أمراض القولون الحميدة مثل الزوائد اللحمية في بطانة القولون، والتي يتم إزالتها عن طريق المنظار، حتى إنها لو تركت قد تتحول إلى خلايا سرطانية مع مرور الوقت، كما أنه يمكن تشخيص أورام القولون في المراحل الأولى التي يكون التدخل الجراحي فيها حلا ناجحا، وفي الحقيقة يعد منظار القولون جزءا أساسيا من برنامج الكشف المبكر عن أورام القولون والمستقيم.
من الفحوص أيضا فحص الدم الخفي في البراز، وهو فحص كيماوي لعينات البراز، ومن خلال هذا الفحص يتم اكتشاف وجود كميات بسيطة من الدم لا ترى بالعين المجردة، ويعتبر ذلك الفحص الخطوة الأولى في برنامج الكشف المبكر عن أورام القولون، ويجري سنويا ابتداء من سن الـ 40، وإذا وجد الدم الخفي في البراز قد يعني وجود أورام بالقولون، ولذلك تجرى عملية منظار القولون للتأكد من ذلك التشخيص، وهناك الأشعة عن طريق الصبغة، حيث يتم حقن المستقيم والقولون بمادة الباريوم (صبغة) ثم عمل أشعة سينية للقولون, وأيضا هذا النوع من الفحص أقل دقة من المنظار، ويلزم عمل منظار إذا كان هناك اشتباه في الأشعة.
كما أن الدراسات على قدم وساق لتحديد دقة فحوص أخرى كالمنظار التصويري عن طريق الأشعة المقطعية وفحص الدي إن آي للبراز.
هل هناك خيارات علاجية لأورام القولون والمستقيم؟
نعم، لكن يعتمد العلاج على تصنيف مرحلة الورم، فكلما تم اكتشاف الورم في مراحله المبكرة مع معدل انتشار طفيف، تزيد فرصة الشفاء منه، وكلما تم اكتشافه في مراحل متقدمة عندما ينتشر إلى مناطق بعيدة، فإن احتمالية الشفاء منه تقل تبعا لذلك، لكن تبقى الجراحة هي المرحلة الأساسية في رحلة العلاج، في الوقت الذي يمكن فيه الاستعانة بالعلاجات الكيماوية أو الإشعاعية بالنسبة لأورام المستقيم.
هناك من يدعو للحد من افتتاح كليات جديدة في الطب، والاكتفاء بعدد محدود لتكون مخرجاتها قوية ويتمتع طلابها بالمهنية، ما رؤيتكم في هذا الجانب؟
أنا من الأشخاص الذين يطمحون إلى أن يكون لدينا اكتفاء ذاتي من الطبيبات والأطباء السعوديين، وأعتقد أن التوسع في فتح مزيد من كليات الطب أمر جيد، وكلي أمل أن يكون هذا الانتشار مدروسا، حيث يضمن الطالب دارس الطب تلقيه العلوم الطبية والتدريبية بشكل صحيح ومحترف، وفي ظني أن هذا الجانب تحرص عليه الجهات التعليمية في الجامعات السعودية وتوليه عناية واهتماما كبيرا، لذا نرى الطبيب والطبيبة السعودية متميزين، حتى باتت السعودية مضرب مثل في تقدم أطبائها وطبيباتها وتميزهم على مستوى العالم، وهذا - ولله الحمد - ملاحظ ومحل إشادة وتقدير من كبرى المراكز العلاجية والبحثية في العالم.
إطلاق الكراسي البحثية، فضلا عن التوسع في إنشاء مشاريع جديدة في جامعة الملك سعود، كيف تراها، وما الذي تتطلع إلى أن يتم تنفيذه في هذا الجانب؟
هذه من القفزات والتطور الرائع الذي شاهدته، حيث كنت في بعثة دراسية وتركت الجامعة فترة، وعند عودتي وجدت أن هناك تحولا قد حدث بنسبة 180 درجة تحول للأفضل ولله الحمد، وفي الحقيقة أجدها فرصة لتوجيه الشكر للدكتور عبد الله العثمان، مدير الجامعة، وأيضا أوجه الشكر لعميد كلية الطب الدكتور مساعد بن محمد السلمان، حيث تم الاهتمام بالبرامج البحثية والمشاريع التوسعية، فقد أنشأت الجامعة الكراسي البحثية، وكما هو معروف فإن أي جامعة أو معهد علمي لا ترتفع قيمته العلمية ودرجته في العالم إلا بوجود البحوث والدراسات التي تسعى إلى تحقيق نتائج جديدة خدمة للإنسانية، وأعتقد أنها فترة بسيطة وسنشاهد مردود هذا التوسع الشامل، وإن كانت بوادره ولله الحمد بدأت ترى وتلاحظ.