«البقع الشمسية» منشأ العواصف المغناطيسية المهددة لغلاف الأرض والاتصالات وموجات البث الفضائي

«البقع الشمسية» منشأ العواصف المغناطيسية المهددة لغلاف الأرض والاتصالات وموجات البث الفضائي
«البقع الشمسية» منشأ العواصف المغناطيسية المهددة لغلاف الأرض والاتصالات وموجات البث الفضائي

تعتبر الشمس هي أقرب النجوم إلى الأرض بمسافة تقدر بـ 150 مليون كيلو متر وهي المركز الذي تدور حوله الأرض والكواكب الأخرى.

والشمس عبارة عن نجم ذي كتلة ضخمة من الغازات الملتهبة نتيجة الاندماج النووي الذي يولد الطاقة من خلال تحويل الهيدروجين إلى هليوم وينتج حرارة تزيد على 15 مليون درجة مئوية في المركز وتبلغ درجة حرارة السطح 5،527 درجة مئوية .

#2#

''الفرن النووي'' الذي يعرف بالشمس يوفر الطاقة التي تحرك النظام المناخي لكوكبنا، يتم تحويل 4,5 مليون طن من المادة إلى طاقة في كل ثانية واحدة من خلال الاندماج النووي والتفاعلات التي ينتج عنها النيوترونات وأشعة الشمس ولا يصل إلى جو الأرض من هذه الطاقة إلا كمية قليلة جداً توفر الحرارة والضوء التي تدعم الحياة . يبلغ حجم الشمس 1,300,000 مرة مقابل حجم الأرض، وتبلغ 28 مرة ضعف جاذبية الأرض، يشكل الهيدروجين 74 في المائة من الأجزاء الخارجية للشمس و24 في المائة من الهليوم والنسبة الباقية مزيج من العناصر الأخرى المختلفة.

تمر الشمس بتقلبات ودورات توهج ونشاط تعرف بالكلف أو البقع الشمسية كل 11 عاما تظهر على شكل ثقوب معتمة في طبقة الفوتوسفير وهي الطبقة المضيئة من الشمس والبقعة الشمسية هي في الواقع مساحة من الغاز تكون أبرد من المساحة المحيطة بها من السطح المرئي للشمس ويظن أنها ناتجة عن حقول مغناطيسية قوية تسد التدفق الخارجي للحرارة إلى سطح الشمس. يختلف عدد وحجم هذه البقع من دورة إلى أخرى وتبلغ درجة الحرارة في هذه الناحية المظلمة من الشمس نحو 3700 درجة مئوية. ويعتبر العالم الإيطالي جاليلو أول من قام واهتم بدراسة ورصد تلك البقع من خلال التلسكوب عام 1613، حيث يبلغ قطر أصغر البقع الشمسية أضعاف حجم الأرض وعندما تهيج البقع الشمسية تنشأ العواصف المغناطيسية التي تهدد الغلاف الجوي للأرض التي تؤثر في المناخ والاتصالات الفضائية وفي موجات البث التلفزيوني والإذاعي وما يهمنا في ذلك هو التأثر المناخي الناجم عن دورات البقع الشمسية ، حيث أثبت العلماء أن هناك ارتباطاً كبيرا بين هذه البقع وكثير من الظواهر التي تحدث داخل كوكبنا الأرضي حيث لاحظ العلماء تغيرا يطرأ على المناخ خلال هذه الدورات بين نوبات حرارة وبرودة وجفاف وأمطار وكثرة الأعاصير والمد والجزر في البحار. ويرجع هذا الخلل إلى الفائض المغناطيسي القادم من خارج كوكب الأرض، ويتضح أثر هذه البقع من خلال حلقات الأشجار المعمرة حيث وجد العلماء أن سمك الحلقات يزيد عند مضاعفات الرقم 11 علماً أن كل حلقة تمثل سنة من عمر الشجرة وقد ربط بعض علماء المناخ حدوث العصور الجليدية وارتفاع درجات الحرارة بالدورات الشمسية حيث وجدوا أن الأرض أكثر حرارة مع زيادة البقع الشمسية خلال الدورة الواحدة وأكثر برودة مع الدورات لتي تقل فيها البقع الشمسية أو تنعدم. ويعيش النظام الشمسي حاليا بداية الدورة الرابعة والعشرين للبقع الشمسية بإذن الله ، التي بدأت في آب ( أغسطس) 2008 وتبلغ ذروتها في حزيران (يونيو) 2013 ، والتوقعات تشير إلى دورة متوسطة القوة.
وكان أكبر نشاط للبقع الشمسية قد سجل خلال القرن الماضي في نهاية عام 1957 كما أن أقل نشاط للبقع الشمسية خلال القرون الأربعة الماضية بدأ من عام 1650 وانتهى في عام 1750 ، وصحبه عصر جليدي صغير، كما أن هذه التغيرات الشمسية قد تسببت في حدوث 18 عصرا جليديا خلال 7500 سنة الماضية هذا ويتوقع أن يشهد العالم نشاطا أقل للبقع الشمسية خلال نصف القرن المقبل ليصل إلى أدنى حد له في عام 2042 مما سينتج عنه هبوط في حرارة الأرض يصل إلى أدنى حد له في الأعوام 2035 - 2045 مما قد يتسبب في نشوء عصر جليدي صغير يتمثل في زيادة الثلوج فوق مناطق عدة من العالم، حسبما أشار أحد العلماء الروس.

الأكثر قراءة