اللحيدان: تأمين الأمة على أفكارها أمر واجب وزعزعتها تفسد أخلاقها وأمنها

اللحيدان: تأمين الأمة على أفكارها أمر واجب وزعزعتها تفسد أخلاقها وأمنها

قال الشيخ صالح بن محمد اللحيدان عضو هيئة كبار العلماء: إن الأمن مطلب عال غالي الثمن عظيم الأثر، ولا يتحقق للأمة أمن على نفوسها ودينها وأعراضها وأموالها ألا بأمن فكري، وهو الإيمان بالله الذي ثمراته مخافة الله بأداء الواجبات واجتناب المحرمات من الأعمال والأقوال، ولا يتم ذلك إلا بالتقيد بأوامر الله وأوامر رسوله ـــ صلى الله عليه وسلم ــــ عملاً واعتقاداً.
وأضاف: يجب على المرء عرض أفكاره على مرآة الدين، فما كان يظهر بصورة لا تتقيد بالحلال ولا ترعوي عن الحرام وجب إصلاحه، وأن يظهر برونق خادع ومنظر جذاب، لأن عواقب تزيين الباطل نكسات خطيرة، فكم زين الشيطان وأعوانه للناس مداخل مظلمة ومخارج مفضية إلى متاهات ومهالك وحوادث الزمان وضحايا الأفكار الطائشة والإصغاء إلى مروجي الباطل ودعاة الإلحاد أو تغريب الأمة يفضي إلى طمس معالم الهدى، وإغراء الشباب بالانقياد إلى دعاة فساد العقائد والأخلاق وتدمير رابط المجتمع واجتثاث شجرة الإيمان من القلوب.
وقال اللحيدان في كلمته بمناسبة انعقاد اجتماع مديري فروع الحسبة الخامس تحت عنوان (تعزيز الأمن الفكري المنطلقات والوسائل): إنه متى كانت دعايات التجمعات المعاصرة منتجة روحاً إيمانية وصلاحا اعتقادياً وأخلاقيا، وإن التجارب وزراعة الأفكار وتفخيم الآمال الطائشة قد جرت على بلدان انخدعت بها من أنواع الفساد والفوضى والخلاف القاتل ما لا يخفى.
وأكد أن اجتلاب أخلاق غريبة على الناس يجرهم إلى متاهات قد لا يجدون منها مخرجا، والواقع في بلدان مجاورة شاهد على ذلك، مشدداً على أن تأمين الأمة على أفكارها بنيها وبناتها أمر واجب، والأمة بناشئتها إن حييت أفكارها وحقق لها أمن فكري وتحققت حراسته سارت آمنة بإذن الله، وإن تزعزع إيمانها بعقيدتها وغزيت أخلاقها بمفسدات الأخلاق وتغريب شبابها من بنين وبنات فسدت أخلاقها وأفكارها وأمنها. وأوضح أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يستدعي إيلاء الأمن الفكري عناية تامة والاهتمام بالمحافظة على أداء الواجبات الشرعية وصيانة أخلاق الأمة التي أساسها القرآن والسنة، والحرص على ما ينمي في المجتمع تعظيم الدين والتخلق بالأخلاق الشريفة، اتباعا لمن كان خلقه القرآن المبلغ عن الله ورسالاته، والأخذ بكبت الأصوات الفاسدة المفسدة ومنع الأقلام التي تنفذ ما ينفر أو يزهد في الواجبات الشرعية أو يجرئ على تعدي حدود الشرع في الأخلاق. وقال عضو هيئة كبار العلماء: "إننا نحتاج دائما إلى توفير الأمن الفكري وتفقد جوانبه عن إدخال ما يعكر صفوه أو يزعزع قواعده وإشاعة ما يلوث الأخلاق أو يبث بذور الفساد والتهالك في هذا المجال بصور مختلفة وأصوات متنوعة من رجال ونساء، وأرى أن الاهتمام بهذا الأمر من أوجب الواجبات على رئاسة الهيئات المعنية بحراسة العقيدة والأخلاق، وعليها النظر في إسناد كل عمل إلى القادر على تحمله، بعقل وبعد نظر وغيرة على الدين والدولة.

الأكثر قراءة