اليابان تتسلح بالتقنية للفوز بالمونديال.. ماكينات البيع تقدم كل شيء
تعتمد اليابان على تفوقها في المجال التقني وانبهار العالم به للفوز بالسباق لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2022.
ورغم كل شيء لا يوجد مكان آخر غير اليابان يمكنك فيه استئجار قطة لمدة ساعة لتستأنس بها وأنت تحتسي كوبا من القهوة أو لعله يكون أفضل لو استعنت بروبوت ليعد لك الحلوى.
ولا تعد اليابان التي اشتركت بنجاح مع جارتها الآسيوية كوريا الجنوبية في استضافة نهائيات 2002 مرشحة بارزة للفوز مجددا باستضافة النهائيات حين يجري التصويت في اجتماع للجنة التنفيذية للاتحاد الدولي (فيفا) في زيورخ الخميس.
وتقدمت كوريا الجنوبية بعرض أيضا لتنظيم النهائيات في العام نفسه إلى جانب عروض من قطر والولايات المتحدة وأستراليا.ولدى اليابان إمكانات لا تضاهى بينها امتلاكها حاليا استادات كاملة وبحالة رائعة بينما تصنف البنية التحتية في البلاد بين الأفضل في العالم.
ومنذ أزاحت اليابان الستار عن القطار فائق السرعة ليصبح شاهدا على تقدمها الهائل كقوة اقتصادية قبل دورة الألعاب الأولمبية التي استضافتها طوكيو عام 1964 أصبحت تحتل مكانة بارزة في المجال التقني.
واليابان هي صاحبة ثالث أكبر اقتصاد في العالم ولا تزال تحتفظ بقدر كبير من السحر التقليدي بوجود المعابد والمتاجر العتيقة إلى جانب ناطحات السحاب الجديدة المبهرة.وتحولت اليابان الحديثة بأنوارها البديعة وقطاراتها ومتاجرها المزدحمة إلى بلد تقني من الطراز الأول.
وتقدم ماكينات البيع المتوافرة لك كل شيء من المظلات إلى الملابس الداخلية. وتملك اليابان أكبر عدد من هذه الماكينات مقارنة بعدد السكان في العالم بل إنها وضعتها في أعلى قمة جبل فوجي.وفي عرضها لاستضافة كأس العالم تخطط اليابان لبث المباريات عبر شاشات مجسمة عملاقة ثلاثية الأبعاد في أحد المشاريع العديدة عالية التقنية المصممة لإبهار المشجعين حول العالم أثناء نهائيات 2022.
كما ستسمح سماعات الأذن التي ستنقل الترجمة للمشجعين من بلدان مختلفة بالتواصل بفضل مساعدة من أجهزة بغرض تمكين المشجعين من جمع معلومات بمجرد الإشارة إلى لاعبين في أرض الملعب.وقال يويتشيرو ناكاجيما مدير العرض الياباني ''اليابان دائما في قلب التفوق التقني. هل يمكننا فعل هذا؟ نعم نحن قادرون على ذلك.''
وتقدم اليابان ضمانات جريئة من أعلى المستويات حين تتقدم بعروض لاستضافة الأحداث الرياضية الكبرى لكن مسؤولي العرض الياباني وجهوا أيضا تحذيرا.وقال جونجي اوجوارا رئيس الاتحاد الياباني لكرة القدم ''سيكون من الصعب جدا توقع الفائز. ستكون منافسة حقيقية حتى النهاية.''
وحذر سابورو كاوابوتشي الرئيس السابق للاتحاد الياباني من أن اليابان خاطرت باعتبارها مرشحا قليل الفرصة.
وقال ''ما لم نفعل كل ما في وسعنا فلن تكون لدينا فرصة. فرص اليابان ليست معدومة لكن الأمر سيكون صعبا جدا بالنسبة لنا. الولايات المتحدة هي أبرز المرشحين للفوز كما جمعت قطر عديدا من الأصوات'' في إشارة إلى دعم محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وهو قطري عرض بلاده.
لكن بوجود خطط لتشييد ستاد رئيسي يسع 80 ألف متفرج على أطراف أوساكا تبقى أمام اليابان فرصة جيدة للفوز حين يتعلق الأمر بالتسويق والسلامة.ونالت الشرطة اليابانية شهرة كبيرة حين طورت أسلحة فعالة قبل كأس العالم 2002 لكن فائدتها لم تكن كبيرة بالنظر للتفتيش الأمني الدقيق للزائرين.
من جهة أخرى قد تصبح حرارة الصيف الشديدة التي تتجاوز أحيانا 50 درجة مئوية السبب في حرمان قطر من الفوز بحق استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2022.
وفي تقريره الفني الذي نشر في وقت سابق هذا الشهر قال الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إنه رغم اقتراحات بتكييف الاستادات وملاعب التدريب فإن عرض قطر قد ينطوي على مخاطر صحية محتملة بسبب الحر الشديد في منتصف الصيف. وقال التقرير ''حقيقة أن البطولة من المقرر إقامتها في حزيران( يونيو) وتموز(يوليو) وهما أكثر شهرين حرارة في العام في هذه المنطقة لا بد من اعتبارها تمثل مخاطر صحية محتملة بالنسبة للاعبين والمسؤولين ولأسرة فيفا وللمشاهدين وهو أمر يتطلب اتخاذ إجراءات احترازية.''ويقول مسؤولو العرض القطري إنهم تعاملوا بالفعل مع هذه المشكلة من خلال تشييد استادات مكيفة صديقة للبيئة. واستفادت البلاد من تقنية حديثة لتبريد الاستادات لتصل الحرارة فيها إلى 27 درجة مئوية فقط.
وأشاد ''فيفا'' بالمؤهلات البيئية لقطر لكنه قال إن استضافة كأس العالم في بلد صغير المساحة قد تمثل مشكلة أيضا خاصة وجود 10 أو 12 استادا في منطقة يراوح قطرها بين 25 و30 كيلومترا.
وفي حالة موافقة ''فيفا'' فإن قطر ستصبح أصغر بلد من حيث المساحة يستضيف النهائيات منذ 1930 حين استضافت أورجواي كأس العالم الأولى.لكن تبقى شكوك حول قدرة قطر على التعامل مع تدفق نحو 400 ألف مشجع معظمهم يأتون بميزانية محدودة.وسيحتاج البلد الذي يملك حاليا نحو 50 ألف غرفة فندقية إلى 60 ألف غرفة أخرى للوفاء بمتطلبات ''فيفا''. ووعد مسؤولون بارزون في لجنة العرض بتوفير 95 ألف غرفة فندقية بحلول 2022.
وأطلقت قطر برنامجا عالي التكلفة في السنوات الماضية لتشييد بنية تحتية تحتاج إليها لاستيعاب الزيادة السكانية السريعة بوصول عدد السكان الآن إلى 1.7 مليون شخص. وفي معظم مناطق العاصمة الدوحة توجد مناطق بناء.
ويقول مسؤولو الملف إن هناك بالفعل خططا لإكمال شبكة لقطارات المترو تربط كل الاستادات بحلول 2017 حيث لا تزيد المسافة بين ستاد وآخر على أكثر من ساعة واحدة.لكن تبقى الشكوك موجودة.
وقال أحد سكان الدوحة ويعمل في مجال الإنشاءات الرياضية ''ستكون ثقة هائلة من فيفا أن يعتقد أنه خلال 12 عاما سيكون لدى قطر منشآت تسمح باستمتاع الجمهور في حرارة تبلغ 50 درجة مئوية.''وفي حالة فوز قطر بشرف الاستضافة ستكون نهائيات كأس العالم 2022 أكبر حدث رياضي يقام في الشرق الأوسط وسيعطي دفعة للمنطقة كلها.