كارثة تاريخية تقتل 378 كمبوديا في تدافع بشري احتفالا بالمياه
شهدت كمبوديا الحادث الأشد دموية منذ عقود، حيث قتل نحو 378 شخصا، بحسب حصيلة مؤقتة، في تدافع على جسر في بنوم بنه خلال الاحتفال التقليدي بعيد الماء.
ووقعت المأساة مساء أمس الأول، على الجسر الذي يربط بنوم بنه العاصمة بجزيرة دايموند الصغيرة الواقعة على نهر ميكونج، حيث كانت تجري احتفالات اليوم الثالث والأخير من العيد.
وأعلن كيو كاناريث، المتحدث باسم الحكومة، أن 347 شخصا قتلوا في الحادث وأصيب 410 آخرون بجروح، معظمهم من النساء. وأوضح: ''قضى معظمهم اختناقا أو بسبب إصابات باطنية''.
#2#
ولم يعرف بعد سبب الكارثة بشكل واضح، غير أنه يبدو أن شائعة سرت بين الجموع مفادها أن الجسر غير مستقر ''وعندها ساد الذعر بين العدد الكبير من الناس، ولم يكن هناك مجال واسع للهرب''.
وأشار هون صن، رئيس الوزراء الكمبودي، إلى أن ما حصل هو ''أكبر مأساة منذ نظام (الخمير الحمر)'' الذي تسبب في مقتل نحو مليوني شخص، ما يوازي ربع عدد السكان؛ جراء التعذيب أو سوء التغذية بين العامين 1975 و1979.
وقدم رئيس الوزراء تعازيه إلى عائلات الضحايا، معلنا الخميس يوم حداد وطني.
وأظهرت صور التلفزيون عشرات الأشخاص وقد تكدسوا فوق بعضهم بعضها لا يزالون أحياء ويحاولون تخليص أنفسهم والبعض الآخر جثث هامدة.
#3#
وقال كرون هاي (23 عاما): ''كنا نعبر الجسر إلى دايموند ايلند حين بدأ الناس يتدافعون في الجهة الأخرى. سمعت أشخاصا يصرخون وساد الهلع''.
وأضاف: ''بدأ الناس يركضون وأخذوا يقعون الواحد على الآخر. سقطت بدوري. نجوت لأن أشخاصا آخرين انتشلوني. كثيرون قفزوا إلى المياه''.
وتجمع المحتفلون المذهولون صباح أمس، في صمت قرب مكان الكارثة. وبدأ الجسر الذي منعت الشرطة العبور فيه، وقد تناثرت فيه ملابس ونعال وقوارير مياه.
وأضاف المتحدث باسم الحكومة ''الآن علينا التعرف على هويات القتلى''.
وتجمع مئات الأشخاص أمام مستشفى كالميتي في بنوم بنه ساعين للعثور عن أقارب أو التعرف على من قتل منهم. ونُصبت خيمة بيضاء في ماوى سيارات ووضع فيها الجثث ممدة وبدأت الشرطة ترفع البصمات منها، ويحاول كمبوديون معاينة الجثث ويتصلون بالهاتف لتقديم وصف لملابس القتلى الذين تظهر على وجوه الكثير منهم كدمات.
وتعرفت سوم كوف على ابنة أحد أشقائها (16 عاما) وقالت: ''سمعت أنها قتلت الليلة الماضية وجئت وتعرفت على جثتها''.
وكان هناك ملايين الكمبوديين في بنوم بنه لمشاهدة سباق المراكب والحفلات والألعاب النارية التي تجري سنويا.
وينظم هذا الاحتفال بحسب المعتقدات المحلية؛ لشكر نهر ميكونج على ري أراضي البلاد الخصبة وتوفير سمك وفير. وهذا أكبر احتفال تقليدي في البلاد.
وتنظم الاحتفالات عرفيا مع اكتمال البدر في تشرين الثاني (نوفمبر) ومع نهاية موسم الفيضانات وانعكاس التيار بين نهري ميكونج وتونلي ساب.