تايلاند تسلم أمريكا «تاجر الموت» الروسي.. وموسكو تندد
سلمت تايلاند أمس الولايات المتحدة تاجر الأسلحة الروسي فيكتور بوت وعهدت به إلى مسؤولين أمريكيين على متن طائرة استؤجرت خصيصا لهذا الغرض، في مسلسل دبلوماسي وقضائي مستمر منذ عامين ونصف.
وكان بوت الطيار الحربي السابق في الجيش السوفياتي الملقب بـ ''تاجر الموت''، قد اعتقل في بانكوك في آذار(مارس) 2008 بعدما التقى عملاء أمريكيين ادعوا أنهم قياديون من حركة التمرد الكولومبية ''القوات المسلحة الثورية الكولومبية'' فارك.
وقد يتعرض بوت المتهم باستخدام أسطول من طائرات الشحن لنقل أسلحة إلى إفريقيا وأمريكا الجنوبية والشرق الأوسط إلى عقوبة السجن المؤبد في الولايات المتحدة.
لكن بوت يؤكد من جهته أن عمليات النقل التي قام بها قانونية. ويتكلم بوت ست لغات واستخدم ما لا يقل عن سبع هويات للقيام بأنشطته.
وقال قائد الشرطة الجنائية في بانكوك الكولونيل سوبيسارن باكدينارونارت إن ''بوت غادر الأراضي التايلاندية على متن طائرة استأجرتها الولايات المتحدة في الساعة الواحدة ظهراً وأقلعت من مطار بانكوك.
وأضاف ''أرسلته بنفسي على متن طائرة أمريكية، ويرافقه ستة مسؤولين أمريكيين''.
وشاهدت مراسلة وكالة فرانس برس الموكب ينقل الروسي من مقر أجهزة الهجرة إلى المطار حيث كانت في انتظاره قوات أمن مسلحة''.
وأضاف الكولونيل سوبيسارن أن ''المحطة المقبلة من رحلته سرية لكن وجهته النهائية هي الولايات المتحدة'' .
وبذلك تكون بانكوك قد اختارت بين واشنطن حليفتها الرئيسة والتاريخية وموسكو شريكتها التجارية والاستراتيجية الأولى.
وكانت الدولة الآسيوية تخضع لضغوط مستمرة من قبل الأمريكيين الذين كانوا يريدون محاكمة من يصفونه بأنه ''أحد تجار الأسلحة الأكثر خطورة في العالم'' ومن قبل الروس المصممين على ''بذل ما في وسعهم لاسترداده''.
وتم تسليم بوت (43 عاما) خلال ساعات. وأعطت الحكومة التايلاندية الضوء الأخضر قبل أن يخرج الروسي من السجن وتنقله أجهزة الهجرة ثم يسلم إلى الأمريكيين.
ووصلت زوجته الا بوت متأخرة إلى المطار برفقة محاميها التايلاندي. وأفادت مراسلة ''فرانس برس'' أنها غادرت المطار بعد ذلك وهي تبكي.والأسلوب السريع الذي تمت به عملية التسليم يتناقض مع مماطلة السلطات التايلاندية في تسوية هذا الملف منذ آذار(مارس) 2008.
وكان القضاء التايلاندي قد وافق في آب(أغسطس) الماضي على أن يسلم الروسي في إطار ملاحقات أمريكية بتهمة ''الإرهاب''.
لكن هذا الإجراء كان معرقلا بسبب ملف ثان فتحته واشنطن مطلع السنة بتهمة ''تبييض الأموال'' و''الاختلاس'' خشية فشل الملف الأول.
واعتبرت المحكمة الجنائية في بانكوك أن الملف الثاني غير مدعوم بـ ''أدلة كافية'' ما فتح المجال أمام تسليم بوت.
وحاول محامي دفاع بوت عبثا تقديم طلب استئناف.
إلى ذلك، اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أمس أن تسليم تايلاند تاجر الأسلحة المفترض فيكتور بوت إلى الولايات المتحدة ''غير قانوني'' ويفتقر إلى ''أي تفسير عقلاني'' وأملته ''ضغوط غير مسبوقة'' من جانب واشنطن.
وقالت الوزارة في بيان ''ما من شك أن تسليم ف. بوت غير القانوني هو نتيجة الضغط السياسي غير المسبوق الذي مارسته الولايات المتحدة على الحكومة والقضاء في تايلاند''. وأضافت الوزارة الروسية ''إن ما يحصل يفتقر إلى أدنى تفسير عقلاني من وجهة نظر القانون''، معربة عن الأسف لكون السلطات التايلاندية ''انصاعت للضغوط السياسية الأجنبية''.
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في نيروبي أمس إن تسليم تاجر الأسلحة المفترض فيكتور بوت إلى الولايات المتحدة يمثل ''أقصى أنواع الظلم''، وأن روسيا ''ستواصل دعمه (بوت) بكل الوسائل''.
من جهة أخرى، تعهدت وزارة الخارجية الروسية بـ ''اتخاذ الإجراءات الضرورية لضمان الدفاع عن حقوق ف. بوت مواطن الاتحاد الروسي''.
وقد سلمت تايلاند أمس فيكتور بوت وعهدت به إلى مسؤولين أمريكيين، فيما قال القنصل أندري دفورنيكوف لوكالة إنترفاكس ''لقد تم كل شيء بسرعة فائقة، وحتى بطريقة عاجلة وبسرية بحسب انطباعي. وهذا يثير الدهشة''.
ويواجه بوت عقوبة قد تصل إلى السجن المؤبد في حال إدانته في الولايات المتحدة، غير أنه يدفع ببراءته.