الخطة المرورية للمشاعر تفضي إلى طرق خالية من الازدحامات
سجلت الحملة الإعلامية التي دشنتها إمارة منطقة مكة المكرمة منذ ثلاثة أعوام نجاحاً مرتفعاً خلال موسم حج العام الجاري فيما يتعلق بالخطة المرورية، بجانب قدرتها على تشكيل دور بارز في القضاء على كثير من المظاهر السلبية التي كانت تحدث في الحج كل عام، حيث تركز الحملة التي تنطلق سنوياً من مقر الإمارة في مكة المكرمة حاملة شعار "الحج عبادة وسلوك حضاري" على جوانب عدة كل عام، وتعمل على التوعية حيالها والمضار التي تتسبب فيها في حال ممارستها، كالافتراش في مشعر منى، والحج دون الحصول على التصاريح، والتنقل بالمركبات التي تقل أقل من 25 راكبا، كما أنها تحذر وتنبه من الشركات الوهمية، وتبث أيضاً كثيرا من رسائل التوعية التي تهدف إلى إنجاح موسم الحج بشكل عام، وتقديم أفضل وأرقى الخدمات لضيوف الرحمن القادمين من داخل السعودية وخارجها لتأدية النسك الذي يعد ركناً من أركان الإسلام.
وظهرت شوارع العاصمة المقدسة خلال معظم أيام موسم الحج الحالي خالية من الازدحامات المرورية التي عهدتها مكة في الأعوام الماضية, حين كانت تصطك المركبات بعضها ببعض, وتحدث التلبكات المرورية في كل الطرقات, ويعود سبب خلو المركبات إلى الخطة المرورية التي وضعتها إدارة مرور العاصمة المقدسة, ساندتها قرارات منع المركبات غير المصرح لها, التي يقل عدد راكبيها عن 25 راكبا.
ويأتي قطار المشاعر من الأسباب التي ساهمت مساهمة فعالة في عدم ظهور مشاهد الازدحامات المرورية, حيث تسبب هذا المشروع وعلى لسان المسؤولين خصوصا وزارة الشؤون البلدية والقروية المشرفة على تنفيذ هذا المشروع, في إلغاء دخول أكثر من ثلاثة آلاف مركبة, والعدد سوف يتزايد مع دخول الموسم المقبل ليتجاوز 33 ألف مركبة, وهذا في حد ذاته إنجاز كبير في إنهاء المعضلة الأهم والأكبر في العاصمة المقدسة وهي الازدحامات المرورية المخيفة التي تؤرق القادمين إلى مكة المكرمة وعلى وجه الخصوص قاطنيها من المواطنين أو المقيمين.
من جهته أكد العقيد أحمد بن ناشي العتيبي مدير مرور العاصمة المقدسة أن نجاح الخطة المرورية يعود إلى المنهجية السليمة التي سارت بها الخطة, وفق الدراسات والمقترحات التي أفرزتها عقول واضعيها من المسؤولين في إدارة المرور في المملكة, مشيرا إلى أن فرضية عدم دخول المركبات إلى مكة المكرمة, إضافة إلى مشروع قطار المشاعر الذي يعد من المشاريع التنموية, ساعدتهم على تطبيق الخطة المرورية بحذافيرها.
وعن الخطة المرورية في المنطقة المركزية المجاورة للمسجد الحرام ، التي تعد من أكثر المناطق التي من الممكن أن تزدحم بالحافلات والمركبات أوضح بن ناشي أن الخطة المرورية تركز على إيصال الحجاج إلى الحرم الشريف لأداء الصلوات ثم العودة إلى مساكنهم في يسر، مبيناً أن رجال المرور البالغ عددهم نحو 2000 ضابط وفرد تم توزيعهم على ثلاث ورديات لتغطية المنطقة المركزية والطرق المؤدية إليها لضمان وصول الحجاج إلى الحرم بيسر وسهولة ومنع حدوث أي اختناقات مرورية.
وأشار مدير إدارة المرور في العاصمة المقدسة إلى أن الخطة المرورية تقوم على منع دخول المركبات إلى المنطقة المركزية قبل كل صلاة وبعدها لإفساح المجال للحجاج المشاة للوصول سيرا على الأقدام إلى الحرم الشريف، كما أن الطرق المؤدية إلى الحرم لن يتم تغيير اتجاهات السير فيها إلا في اليوم الثاني عشر حيث سيتم تخصيص شارع أجياد السد من مدخل أنفاق الملك عبد العزيز حتى إشارة ميدان الدوارق، مرورا بنفق السوق الصغير ليكون بمساريه لخروج المركبات لأن أكثر الحجاج ينفرون إلى مناطقهم بعد أن من الله عليهم أداء الفريضة وكذا شارع إبراهيم الخليل سيكون بمساريه لدخول المركبات باتجاه الشمال حتى شارع الزاهر.