الكدادة في المشاعر .. مرشدون ويعشقون النقاشات الفكرية

الكدادة في المشاعر .. مرشدون ويعشقون النقاشات الفكرية

تحول سائقو الكدادة والأجرة العامة إلى مرشدين سياحيين ودينيين على وجه الخصوص مؤكدين حاجتهم نحو استثمار تلك المهنة فكريا وثقافيا ودينيا, خاصة أن لدى كثير منهم القدرة على تصحيح بعض المعتقدات والممارسات الخاطئة بيعض الحجاج.
وفرضت الاختناقات المرورية وازدحام المركبات في طرقات مكة المكرمة الموصلة إلى المشاعر المقدسة والمنطقة المركزية, الحجاج إلى المكوث ساعات طويلة في الجلوس مع قائدي المركبات التي تقلهم, لتتحول تلك الجلسات إلى واحة فكرية وثقافية ودينية تتلاقح فيها الشعوب الإسلامية ببعضها البعض لأول مرة في لقاءات المسلمين بعضهم بعضا.
ومن تلك القصص التي نتجت من عمق المحادثات ما يرويه الحاج ''علي الحسين'' عن اطلاعه على سلوكيات الحاج عن كثب من خلال شريط كاسيت ديني للشيخ محمد العريفي كان يحكي من خلال مسجل السيارة التي كانت تقله إلى المشاعر المقدسة مناسك الحج وما ينبغي عمله من آداب تحلى بها المصطفى صلى الله عليه وسلم, والمعتقدات الخاطئة التي ينتهجها بعض الحجاج والذي كان يعمل بها الحاج ''منذر علي'' الأمر الذي جعله يستبين خطأ بعض معتقداته مما أوعز له تصحيح الكثير من المفاهيم المغلوطة والتي لم يتعرف على مضامينها إلا من خلال الاستماع إلى المحاضرة الدينية التي كان يلقيها الشيخ على مسامعه أثناء مكوثه لفترات طوال داخل تلك السيارة, مما جعله يشكر السائق على حسن تدبره في وضع مثل تلك الأشرطة الدينية النافعة له ولغيره من المسلمين الممارسين لمعتقدات خاطئة.
ويحكي خالد الهذلي قصصا حدثت له أثناء عمله في نقل البعض من الحجاج والذين تأثروا بسماع مثل تلك الأحاديث الدينية ومنها ذلك الحاج الذي أصر على المكوث في سيارته حتى الانتهاء من سماع المحاضرة الدينية لأحد المشايخ مما حدا به إلى إهدائه الشريط، كسبا في الأجر, مضيفا أن حاجا من الحجاج كان يركب معه في أحد المشاوير يعتقد أن التبرك بغاري حراء وثور من المسلمات التي يجب أن يعمل بها خلال تواجده في مكة المكرمة, وأنه أثناء توجهه به إلى غار حراء كان هناك حديث ديني موضوعه عن تبرك الحجاج بمواقع دينية في العاصمة المقدسة، وأنها تعد من الممارسات الخاطئة الأمر الذي جعل ذلك الحاج يصححه معتقده, ويغير من تفكيره من التبرك إلى الزيارة فقط.
وأضاف الهذلي أن روحانية هذه الأيام المباركة جعلته يشنف أسماعه وأسماع الحجاج الذين يستقلون سيارته بتلك الأشرطة الدعوية الدينية, ليستزيد من المعرفة الدينية وينفع بها الحجاج في تعريفهم بالكثير من الأمور الدينية الصحيحة في مختلف الأمور خاصة تلك التي متعلقة بأمور أداء الحاج لنسكه على النهج الصحيح والمستقي من سنة المصطفى عليه أفضل الصلواة والسلام.وأشار سائق التاكسي إلى أن مثل تلك الأمور التوعوية أضيفت له ميزة أن يكون مرشدا سياحيا ودينيا للحجاج خصوصا تلك الفئة التي تقدم إلى أداء نسك الحج لأول مرة وهم كثر, فأصبح يوجههم من خلال الأحاديث الدينية والتوعوية إلى نهج الطرق الصحيحة في أمور دينهم, خاصة أنه من خريجي كلية الدعوة وأصول الدين في جامعة أم القرى.

الأكثر قراءة