«السلطات الصحية» تواصل جهودها في إدارة صحة الحجاج
تواصل السلطات الصحية جهودها في المتابعة الدورية لسلامة الحجاج الذين تجاوز أعدادهم المليونين، ففي الوقت الذي وقفوا فيه على صعيد عرفات، كشفت وزارة الصحة أن المستشفى الذي تم إنشاؤه في هذا المشعر يتسع لـ 300 سرير، منها 28 سريرا في أقسام العناية المركزة، وثلاثة أسرّة للولادة ويعمل في هذا المستشفى 500 موظف من طبيب وممرض وفني وإداري، إضافة إلى الفرق الكشفية التي تتولى تنظيم وتوجيه المرضى في العيادات الخارجية.
كما أنشأت وزارة الصحة مستشفى نمرة العام الذي يتسع لـ 90 سريرا، وكذلك مستشفى جبل الرحمة ويتسع لـ 140 سريرا.
وكان مستشفى عرفات استقبل أمس الأول (السبت) 33 حاجا يشكون من أمراض متنوعة، منها باطنية وضغط وضيق تنفس، وبعض حالات الشرطان، تم تصعيدهم من مستشفيات المدينة.
ومن ضمن حملاتها التوعوية بين الحجيج، أصدرت وزارة الصحة نشرة ''الصحة''، حيث خصصت فيها مساحة واسعة للمواد التوعوية والإرشادية التي تعين الحجاج على أداء هذه الشعيرة، وتضمنت النشرة أيضا نصائح وإرشادات لمرضى السكري تدلهم على التغذية المثالية والعناية بصحتهم، إضافة إلى نصح الحجاج بعدم استعمال شفرة الحلاقة.
كما استعد مستشفى النور التخصصي في العاصمة المقدسة بكامل إمكاناته بسعته السريرية التي تضم 500 سرير لاستقبال حالات الطوارئ التي ترد من حجاج بيت الله الحرام والمحولة من مستشفيات العاصمة المقدسة والمشاعر المقدسة.
كما تم تجهيز خيمة طبية للمرضى المتحسنين بسعة 40 سريرا (قابلة للزيادة) دعمت بأطباء وتمريض وفنيين لاستقبال المرضى الذين تحسنت حالاتهم من داخل المستشفى حتى يتم نقلهم عبر مندوبين مؤسسات الطوافة إلى مقر إقامتهم.
#2#
وأوضح الدكتور إحسان بن حسن معاجيني مدير مستشفى النور التخصصي في العاصمة المقدسة، أن هذه الاستعدادات بدأت لموسم الحج منذ وقت مبكر من خلال المرور على جميع أقسام المستشفى في ما يسمى بالمرور التنفيذي؛ للوقوف على جاهزية الأقسام لتطبيق خطة الطوارئ المعتمدة لموسم الحج لهذا العام ودعم جميع الأقسام باحتياجاتهم من المستلزمات والأجهزة الطبية لتمكينهم من أداء عملهم بشكل جيد.
مشيرا إلى أن مستشفى النور التخصصي يعد من أكبر مستشفيات العاصمة المقدسة وأحد أكبر الصروح الطبية بالمملكة؛ نظرا إلى قربه من المشاعر المقدسة، حيث يستقبل الإحالات من مستشفيات العاصمة المقدسة والمحافظات المحيطة بها.
وأضاف الدكتور معاجيني: ''إن مستشفى النور التخصصي يضم بين جنباته 32 تخصصا طبيا عاما ودقيقا، ويضم ستة مراكز طبية تخصصية تعمل جنبا إلى جنب مع الأقسام الطبية الأخرى بالمستشفى، وهي: مركز القلب ومركز الكلى وضغط الدم ومركز طب وجراحة الأسنان ومركز السكري والغدد الصم ومركز العيون ومركز التأهيل الطبي والعلاج الطبيعي.
مبينا أن قسم الطوارئ في المستشفى تبلغ سعته السريرية 68 سريرا، موزعة على النحو التالي قسم العناية بالحالات الحرجة، وقسم رعاية البالغين وقسم أمراض النساء والتوليد وقسم للأطفال وقسم فرز الحالات وقسم إصابات الرأس وقسم آلام الصدر وغرفتي عمليات صغرى وغرفة للجبس والجبائر، إضافة إلى غرف العزل.
وعلى مستوى الطب الشرعي، أوضح الدكتور عبدالعزيز محمد مليباري المشرف على الطب الشرعي في مجمع المعيصم، أن المجمع يحوي أربع صالات فرز وصالة تتسع لـ 100 جثة للمعاينة والكشف الظاهري.
وأضاف: ''إن مركز الطب الشرعي مجهز بأحدث التجهيزات الطبية، حيث يوجد فيه مشرحتان و920 عينا لإيداع المتوفين وصالة كبيرة بها شاشات عرض صور المتوفين في حال الكوارث''.
موضحا أن عدد الكادرَين الطبي والفني والإداري بلغ عددهم 37، وتم تدريبهم تدريبا عاليا على مثل هذه الحالات.
وفي السياق ذاته، تواصل إدارة الطوارئ والطب الميداني في مجمع المعيصم في حج هذا العام استخدام تقنية تتبع سيارات الإسعاف عبر الأقمار الصناعية gbs؛ لمتابعة سير السيارات وقياس زمن وصولها للبلاغات ومعرفة الموقع الأقرب للبلاغ، أوضح ذلك د.طارق بن سالم العرنوس مدير عام الإدارة العامة للطوارئ في وزارة الصحة ورئيس لجنة الطوارئ والطب الميداني، مبينا أن التقنية يعمل عليها موظفون مدربون؛ لمعرفة مكان وزمان وصول السيارة الإسعافية التي تنطلق من المجمع في أي مكان داخل المشاعر المقدسة.
وأشار إلى أن الأجهزة تم تركيبها في كل سيارة إسعاف وترتبط بغرفة تحكم وتوجيه ومراقبة عن طريق الأقمار الصناعية لإعطاء التوجيهات عبر الأجهزة اللاسلكية لسائقي الإسعاف.
وقال: ''إن هذه التقنية تقوم بمراقبة ومتابعة 85 سيارة إسعاف، موضحا أن العمل بها ساعد على توصيل الأدوية والملزمة الطبية في حال نقصها أيضا عمل الصيانة الفورية للإسعاف في حال العطل وتتبعها من مكان إلى آخر ومعرفة مواقع الازدحام وتفادية وإعطاء الفريق الوجهة السليمة والصحيحة في الوصول إلى مقر أعمالهم بسهولة وأمان، إضافة إلى تسهيل مباشرتهم أعمالهم في الوقت المحدد وإنقاذ حياة المريض أو المصاب.
وكشف الدكتور العرنوس، أن سيارات الإسعاف الصغيرة التي تتم مراقبتها عن طريق الأقمار الصناعية مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية والتي تشمل أجهزة التنفس الاصطناعي وأجهزة الإنعاش القلبي الرئوي وأجهزة مراقبة الوظائف الحيوية، كما أنها مزودة بجميع الأدوية والمستلزمات الطبية التي تستخدم في علاج الحالات الاسعافية الطارئة، ويتم توجيه هذه السيارات من خلال شبكة اتصال لاسلكي تستخدم موجة خاصة بهذه اللجنة تربط جميع السيارات بغرفة القيادة والعمليات الرئيسة في مجمع الطوارئ في المعيصم، وتدار من قبل أطباء وفنيين طوارئ مؤهلين.
من جهة أخرى، أوضح الدكتور إبراهيم العمر، مدير عام المختبرات وبنوك الدم في وزارة الصحة، أنه تم أخذ عينات من جميع السائقين المتقدمين على برنامج توطين وظائف سائقي حافلات نقل الحجاج خلال موسم حج هذا العام، حيث تم فحص ما يزيد على 900 سائق، وقد أظهرت الفحوصات إيجابية 41 منهم للعقاقير والمنشطات المحظورة، وقد تم استبعادهم منذ المرحلة الأولى.
وأضاف د.العمر، أنه تم تقديم برنامج توعوي عن أضرار المنشطات والعقاقير المحظورة وسوء استعمالها والآثار الصحية والاجتماعية لها والعقوبات التي ستطال متعاطيها حيث تم تنفيذ هذا البرنامج لمدة أربعة عشر يوما متتالية شملت جميع شركات نقل الحجاج في مقر كل شركة وبحضور أعداد كبيرة جدا من السائقين جاوزت أكثر من عشرة الآف سائق ، وقدمت لهم محاضرات شاملة عن أضرار هذه المواد والآثار التي تحدثها على سائقي الحافلات بوجه خاص .
وأكد د.العمر، أن العمل في مركز التفويج في الجموم (ك40) من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة قد بدأ العمل به اعتبارا من 1/11/1431هـ وحتى 29/11/1431هـ بالتعاون مع مسؤولي مكافحة المخدرات في العاصمة المقدسة وفرع وزارة الحج في مكة المكرمة وأمانة الهيئة العليا لمراقبة نقل الحجاج وتم تجهيز مكان دائم للمركز وزود بعدد من الإخصائيين والفنيين بحيث يتم فيه سحب العينات من السائقين وفحصها فوريا للكشف عن المنشطات والمؤثرات العقلية بواسطة أشرطة الفحص، وفى حالة اشتباه التعاطي لأي من المواد التي تؤثر على السلامة الذهنية لسائقي الحافلات يتم فورا استبدال السائقين بالسائقين الاحتياطيين؛ حتى يتم تأكيد نتائج الفحوص في المركز؛ لضمان سلامة الرحلة، لافتا إلى أنه سيبدأ متابعة العمل بهذا الموقع اعتبارا من 12/12/1431هـ.
وأبان د.العمر، أنه تم أخذ عينات عشوائية من السائقين من مقار شركات نقل الحجاج في الشميسي وبحرة وباقي المواقع وعددها 16 شركة لنقل الحجاج للكشف العشوائي على نماذج من السائقين، إضافة إلى موقعي التوجيه في الشميسي ومطار الملك عبدا لعزيز.
ولا يزال العمل مستمرا في هذه المواقع حتى 30/12/1431هـ.