2.9 مليار دولار قيمة سوق الملابس الإسلامية في تركيا

2.9 مليار دولار قيمة سوق الملابس الإسلامية في تركيا

في حي أمينونو المزدحم في إسطنبول، تظهر نساء بمعاطف وأوشحة داكنة مربوطة تحت الذقن جنبا إلى جنب مع نساء أخريات يرتدين ألوانا زاهية وحجابا أنيقا وملفوفا بعناية حول الوجه.
قبل نحو 20 عاما لم يكن هذا المظهر المتأنق للملتزمات دينيا موجودا في تركيا، لكن اليوم أصبح للحجاب مناصرون من أعلى المستويات مثل خير النساء زوجة الرئيس عبد الله جول، وأمينة زوجة رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان.
ما زال الحجاب يمثل في تركيا أحد أكثر القضايا إثارة للجدل في كل تفاصيله, من الطريقة التي يتم بها ربط الوشاح إلى سلوكيات من ترتديه، وهي قضية تزخر بالمعاني في هذا البلد الذي تسكنه أغلبية مسلمة لكنه علماني من الناحية الرسمية.
تحول الحجاب من تغطية الرأس بشكل بسيط، إلى زي متأنق وسلعة رائجة بصورة كبيرة يدل على ظهور طبقة جديدة من المسلمين الملتزمين دينيا.
وقدرت صحيفة ميليت اليومية التركية أن قيمة سوق الملابس الإسلامية نحو 2.9 مليار دولار.
وقال الباسلان أكمان وهو مسؤول تنفيذي عن إنتاج وتسويق ماركة "أرمين" للمحجبات "كان من الصعب العثور على أزياء أنيقة للمحجبات قبل عشر سنوات, لكن الأزياء للملتزمات دينيا أحرزت تقدما هائلا خلال السنوات الست أو السبع الماضية".
وتشتهر ماركة أرمين بحملاتها الإعلانية ذات التأثير الكبير, إذ يجري تعليق ملصقات هائلة في قلب حي الحانات والملاهي الليلية في إسطنبول، حيث تتعارض بشدة صور عارضات الأزياء المحجبات مع السائد في المنطقة.
وتجمع هذه الماركة من الأزياء بين الأوشحة ذات الألوان الزاهية والمعاطف الفضفاضة والياقات الأنيقة والأزرار الكبيرة والأكمام المموجة.
السعر المعتاد للمعطف نحو 200 ليرة تركية ( 143.2 دولار)، بينما يبلغ سعر الوشاح نحو 50 ليرة.
وقالت فيليز البيرق (30 عاما) التي تعمل في متجر لبيع الأوشحة في إسطنبول "نحن أكثر حظا من الأجيال السابقة, لدينا تصميمات وألوان أكثر للأوشحة يمكن المفاضلة بينها".
وتقول دراسة أجريت في 2007 إن نحو 69 في المائة من نساء تركيا يرتدين غطاء الرأس بطريقة ما، وإن 16 في المائة يرتدين الحجاب الذي يلتف بإحكام حول الرأس والعنق.
وشاركت السيدة الأولى خير النساء جول "التي ترتدي هذا النوع من الحجاب الذي يلتف بإحكام حول الرأس والعنق" في استضافة احتفالات تركيا بذكرى تأسيس الجمهورية مع زوجها للمرة الأولى الشهر الماضي, في مؤشر على الثقة بين الطبقة الملتزمة دينيا في تركيا.
لكن مقابلة خير النساء جول وهي ترتدي الحجاب في القصر الرئاسي كان شيئا زائدا عن الحد بالنسبة للجيش التركي الشديد العلمانية والذي رفض رموزه حضور هذا الحفل.
ويشير مصطفى كارادومان مؤسس دار أزياء "تكبير" عام 1982 إلى التحديات القائمة في المجتمع ويأمل في تحقيق المزيد من النمو.
وقال "كان عملنا مبتدئا للغاية في العقد الأول، ثم في عام 1992 نظمنا أول عرض أزياء للأوشحة والذي حقق لنا اهتماما عالميا، أصبحت الآن الأزياء الإسلامية محل اهتمام في أنحاء العالم".
وهو يعتزم فتح المزيد من المتاجر إلى جانب 90 متجرا في تركيا وعشرة في الخارج، كما أن لدى أرمين خططا مماثلة للتوسع.
وقال أكمان "نحن نشطون للغاية فيما يتعلق بالأهداف"، وأضاف ممازحا "سأقول إننا نجحنا عندما يأتي اليوم الذي يتساءل فيه الناس : من أرماني هذا؟ لابد أنه تقليد لارمين" في إشارة إلى أزياء أرماني الإيطالية الشهيرة.
وعلى الرغم من وجود المحجبات في أنحاء شوارع تركيا فإن الطالبات والموظفات الحكوميات محظور عليهن ارتداء الحجاب في مؤسسات الدولة العلمانية وهو قانون تعهد حزب العدالة والتنمية الحاكم بإنهائه.
ومنعت المحكمة الدستورية محاولة من حزب العدالة والتنمية قبل ثلاث سنوات لرفع هذا الحظر وهي محاولة كادت أن تؤدي إلى حل الحزب ذاته لمزاولته أنشطة مناهضة للعلمانية.
ويعكس النقاش المستمر حول الحجاب التطور الاجتماعي الاقتصادي في البلاد والصراع الدائر حول وضع الحدود بين السمات السياسية والدينية للبلاد.

الأكثر قراءة