كونفوشيوس..بانوراما سينمائية صينية تروي حياة المعلم الصيني وفلسفته

كونفوشيوس..بانوراما سينمائية صينية تروي حياة المعلم الصيني وفلسفته

يقدم فيلم كونفوشيوس للمخرجة الصينية هو لي الذي عرض في الصالة الرئيسية لدار الأسد للثقافة والفنون ضمن برنامج المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة في مهرجان دمشق السينمائي الثامن عشر بانوراما عن حياة الفيلسوف والمعلم والسياسي الصيني كونفوشيوس في الفترة بين عامين 51 و73 قبل الميلاد.

ويبدأ الفيلم الذي سجل رقماً قياسياً من حيث عدد نسخ العرض التي وصلت إلى ألفين و500 نسخة بظهور الحكيم كونفوشيوس وهو في خريف العمر كموظف لدى حكومة المملكة.

ويحاول كونفوشيوس الذي جسد دوره النجم الصيني تشاو ين فات ترسيخ فكرته السياسية بأن الشعب يجب أن يحظى بحكم لائق أخلاقياً لكن طموحاته السياسية تواجه العراقيل من مجموعة المعارضة.

وعندما يبلغ كونفوشيوس سن الخامسة والخمسين يغادر مملكة لو بعد أن سيطر عليه الإحباط ويتنقل من بلد لآخر لمدة 14 سنة وبصحبته عشرات من أتباعه الأوفياء.

ويتعرض الحكيم الصيني خلال تنقله بين الولايات الصينية إلى مشقات كثيرة وصعوبات لم تمنعه من ممارسه هدفه الأسمى بالحياة وهو التعليم فيجول الغابات والطرق إلى مدارس يقدم فيها فلسفته لأتباعه حتى يعود في نهاية الفيلم إلى مملكة لو التي خرج منها منفياً ويختار الابتعاد عن السياسة ويبقى معلماً حتى وفاته.

وقد اختارت المخرجة لي أسلوب المغامرة لسرد قصة حياة الحكيم كونفوشيوس على نمط أفلام السيرة الذاتية ولكن الوثائق والسجلات التاريخية المتعلقة بكونفوشيوس لم توفر العناصر اللازمة لتشكيل حبكة درامية قوية كما أن عظمة الحكيم التاريخي كونفوشيوس تتجلى في أفكاره التي لم يعطها الفيلم حقها على حساب أحداث حياته.

وبدا واضحاً سعي المخرجة جاهدة للعثور على سجلات تاريخية تتعقب من خلالها ولو أثراً درامياً بسيطاً في حياة كونفوشيوس ومحاولتها زج دور نسائي رئيسي كي توازن غياب عنصر المرأة في قصة الفيلم ولم تجد أمامها سوى ملكة مملكة واي التي حاولت إغواء كونفوشيوس.

ومع ذلك استطاع الفيلم كشف الإمكانيات الإخراجية لدى لي والتي تمثلت في استحضار البيئة الصينية القديمة بالاشتغال على البيئة المكانية والديكور والاكسسوارات والملابس.

كما أنها برعت في تصوير مشاهد الحروب واستطاعت خلق صور سينمائية مبهرة قاربت من خلالها الأقلام التاريخية العظيمة للسينما العالمية بتوظيفها للقطع بين اللقطات المتنوعة للكاميرا واللعب على مساحة الكادر.

ورغم ذلك لم يستطع الفيلم الذي بلغت كلفة إنتاجه 21.9 مليون دولار تقديم كونفوشيوس بصورة سينمائية تجعله قريباً من الناس بل عزز شعور المشاهدين بأنه مجرد فيلسوف وحكيم انعزالي بطريقة شوهت هالة الوقار التي تحيط به على عكس ما يتوقعه جمهور المشاهدين وعكس جهود المخرجة التي بدأت بها هذا الفيلم.

يذكر أن المخرجة والمنتجة الصينية هو لي ولدت في بكين تخرجت في قسم الإخراج في أكاديمية بكين السينمائية في عام 1982 وهي زميلة لعدد من مخرجي الجيل الخامس الصينيين الذين ذاع صيتهم أكثر من هو لي.. صورت في عام 1997 مسلسلاً تلفزيونياً تاريخياً عن عائلة يونغ تشنغ الحاكمة حقق نجاحاً منقطع النظير في الصين ثم صورت عدداً من المسلسلات التلفزيونية التاريخية البارزة وفي 14 كانون الثاني 2010 جرى إصدار فيلمها السينمائي "كونفوشيوس" في بكين.

الأكثر قراءة