جائزة مكة للتميز تدفع العاملين في الحج إلى التطوير للوصول إلى منصة التتويج
أكدت جائزة مكة للتميز من خلال دورتيها الأولى والثانية الوجود الفعلي والاهتمام الحقيقي الذي يلقاه عمل الحج من لدن الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، حيث دأبت الجائزة خلال العامين الماضيين على تكريم المتميزين في خدمات الحج والعمرة، وجعلت من هذا العمل أحد فروعها الرئيسة التي تبلغ في الأصل ثمانية فروع تتوزع على عدة مجالات وهي: خدمات الحج والعمرة، الإداري، الاقتصادي، الثقافي، الاجتماعي، العمراني، البيئي، والعلمي والتقني.
وتأتي الجائزة التي يتصدر فروعها، فرع خدمات الحج والعمرة، مواكبة لتوجيهات أمير مكة، التي تشدد على مضاعفة الجهد والاستعداد لمواكبة الزيادة في أعداد القادمين من ضيوف الرحمن، وأن تكون جميع الخطط الموضوعة من قبل الجهات العاملة في الحج منسقة ومدعومة بكل ما يحقق إنجاحها من عاملين وآليات وإمكانات لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن انطلاقا من نهج وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وولي العهد الأمين والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، القاضية ببذل أقصى الجهود والإمكانات لتحقيق أداء الشعائر بيسر وسهولة.
#2#
وتبرز الدعوة في ملامح الجائزة التي تكرم العمل المميز بشكل سنوي، في أهمية ووجوب أن تكون حافزا ودافعا للجهات العاملة في الحج بالحرص على تحقيق مستويات إنجاز وأداء أفضل من المعتاد للوصول إلى منصة التتويج.
وتحرص الجائزة على جعل الجهات العاملة في قطاع الحج رائدة في خدمات الحج، وذلك بإحداث نقلة نوعية في منظومة أعمال الحج، والاستفادة من المناهج الإدارية المعاصرة ووسائل التقنية الحديثة والكوادر الوطنية المميزة والفاعلة في خدمة الوطن، والحريصة على نموه وتطوره، مع العمل على استغلال الموارد الاقتصادية المتاحة الاستغلال الأمثل، خاصة أنها شعارها السنوي المطلي بالذهب, الذي يبرز فيه حرف الجيم في علوه تتوسطه النقطة التي تشير إلى الكعبة المشرفة لا يذهب إلا لتتويج ذوي العمل المميز الذي تجاوز حد العمل العادي.
#3#
وكرست الجائزة جهودها في فرعها المتخصص في خدمات الحج والعمرة على متابعة ومراقبة تطوير الخدمات المقدمة للحجاج والزوار، وذلك من خلال التحفيز على تقديم أعمال الحج ودفعها نحو تطبيق منهجية متطورة في تقديم الخدمات للمستفيدين منها بجميع فئاتهم الحجاج والزوار من خلال التعاون مع المؤسسات الخدمية والمستثمرين والمواطنين المشاركين في أداء الخدمات لتوفير بيئة اقتصادية واجتماعية معاصرة تتوافر فيها مقومات النجاح، وتؤدى فيها الالتزامات، ويتحقق فيها التعاون بين الجميع نحو إبراز دور مكة المكرمة كمدينة رائدة عالمياً في تقديم خدماتها المتطورة لضيوفها, الذين في مقدمتهم الحجاج.
ودفعت الجائزة بالراغبين في الوصول إلى التميز، إلى إطلاق العديد من البرامج التي تهتم بتخطيط وتنفيذ الخدمات للحجاج وتقويمها وتطويرها، بما يضمن جودة الأداء، كما قامت العديد من الجهات العاملة في الموسم بتبني آليات تطويرية تدعم دقة المعلومة وطرح مقترحات تطويرية وتقنية للارتقاء بأعمال الحج والمساهمة في تقليص المعوقات المتكررة في مواسم الحج السابقة من خلال وضع حلول متنوعة قابلة للتنفيذ وتشجيع مفهوم العمل بروح الفريق الواحد مع تحديد المسؤولية والاهتمام برأي الحاج كتغذية راجعة لتقويم الخدمات وتطويرها.
#4#
وتسعى جائزة مكة للتميز إلى تكريم الجهد المميز والفكر المبدع في جميع المجالات الفكرية والعلمية والعملية في منطقة مكة المكرمة، وذلك بإذكاء روح المنافسة للتميز والارتقاء بمستوى الداء والجودة للمضي نحو العالم الأول، حيث تعمل على تشجيع العمل المميز والجهد البارز ذي الصفة الفردية أو الجماعية، تأصيل المبادئ الإسلامية في آداب المهن وإتقان العمل، إظهار الإبداع الحضاري لإنسان منطقة مكة المكرمة، تشجيع توظيف التقنيات الحديثة في التطوير، الارتقاء بمستوى الأداء والجودة، تنمية وتطوير الموارد البشرية في المنطقة.
ويتم الترشيح للتحكيم النهائي للجائزة وفق المعايير التالية: ''تحقيق رؤية ورسالة وأهداف اللجنة الثقافية في مجلس المنطقة مكة المكرمة - تحقيق التميز في جميع الأعمال التي تقدم للمنافسة - توافر عنصري الأصالة والابتكار''.
وجاءت الدورة الأولى لجائزة مكة للتميز لتكرم في فرع خدمات الحج والعمرة، وزارة الشؤون البلدية والقروية بالمناصفة مع مجموعة بن لادن السعودية ـ الجهة المنفذة لجسر الجمرات- الذي أشرفت على تنفيذه الوزارة، حيث يعد المشروع العملاق أحد أهم المنجزات الحضارية في المشاعر المقدسة، لتيسير أداء المناسك على ضيوف الرحمن والقضاء على مشكلات الزحام والتكدس عند رمي الجمرات، كما أن المشروع يمثل مرحلة مفصلية في إنهاء واحدة من أبرز التحديات بموسم الحج في ظل الزيادة المستمرة في أعداد الحجيج سنويا ومحدودية مساحة المشاعر المقدسة.
#5#
وأما الدورة الثانية فقامت بتكريم كل من المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج جنوب آسيا بالمناصفة مع الزميلة صحيفة ''المدينة''، حيث لعبت الأخيرة دورا مميزاً في تغطية أعمال الحج، وأما المؤسسة الأهلية فكانت أفضل مؤسسة مقدمة للخدمة في موسم حج عام 1430هـ وحافظت على الاستثمار لمردودات المؤسسة لخدمة مستحقيها، كما أن المؤسسة التي يقع مقرها في مكة المكرمة تعنى بخدمة ضيوف الرحمن القادمين لأداء فريضة الحج من دول جنوب آسيا، وتخدم أكثر من 443 ألف حاج يمثلون 27 في المائة من نسبة أعداد القادمين لأداء فريضة حج عام 1430هـ، إضافة إلى خدمة المؤسسة لعدد 15 دولة وبعثة حج، وتتميز أيضا بالكفاءة في عملية التصعيد من وإلى المشاعر وريادتها للاستثمار وبناء المؤسسة للمقر الرئيس لها.
وتعد الجائزة ميدانا للتنافس الشريف في التميز في خدمة المواطن والمقيم والحاج والمعتمر والزائر والسائح في منطقة مكة المكرمة، وأن دعم ومتابعة واهتمام الأمير خالد الفيصل بهذه الجائزة يأتي من حرصه على التميز في تقديم الخدمات على شتى أنواعها انطلاقا من المكانة الكبيرة التي تتبوأها منطقة مكة المكرمة في بلادنا، وستكون هذه الجائزة علامة فارقة وواضحة في نمو الأعمال المتميزة والمبدعة التي يعود خيرها على الجميع.
ويقول الدكتور عبد العزيز الخضيري، وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة، عن الجائزة: ''التميز والارتقاء بالمجتمعات من سمات القيادات الواثقة بنفسها وقدراتها، والمطمئنة بولاء شعوبها لأوطانها، وحرص شعوبها على العمل على تحقيق أهداف ورؤية التميز بما يضمن العيش الكريم لجميع المواطنين والمقيمين على أرض الوطن, ولهذا نرى نماذج قيادية لمختلف دول العالم يبرز منها نوعان من القيادات, قيادات تحاول إشغال شعوبها بالحروب والمشكلات الداخلية وجعلهم يعيشون حياة من العمل المرهق والحياة غير المستقرة من أجل إشغالهم عن التفكير أو الاعتراض على الفساد الإداري والتجاوزات القيادية, ومثل هذا النموذج معروف لنا جميعا, وهناك قيادات تسعى إلى دفع مجتمعاتها نحو التطوير والتميز, وقيادة المملكة العربية السعودية ـ ولله الحمد ـ تقف خلف كل تطوير وعمل جاد للدفع بالعمل نحو التميز والعطاء, الذي يجعل من المملكة في مصاف الدول المتقدمة, هذا الجهد المبارك نراه في حرص خادم الحرمين الشريفين على التعريف بالمملكة وإمكاناتها الاقتصادية والتنموية في كل المحافل الدولية والاجتماعية والمؤتمرات الإقليمية والدولية والمحلية, وقيامه ـ يحفظه الله ـ بزيارات لمختلف دول العالم لهذا الغرض يعاضده في ذلك ولي العهد''.
وأضاف: ''من هذه الجهود المباركة وغيرها كثير بنى أمير منطقة مكة المكرمة رؤية تنموية شاملة متوازنة ومتوازية ومستدامة لمنطقة مكة المكرمة ذات محورين أساسيين يهتمان ببناء الإنسان وتنمية المكان وتنطلق بأهدافها نحو العالم الأول وفق خطة زمنية ذات ثلاثة مستويات, رؤية لمدة 25 عاما وخطة عشرية تتزامن مع خطط الدولة الخمسية للمشاريع والمرافق العامة وتوطين الاستثمارات وإيجاد فرص العمل وخطة عاجلة لمعالجة القضايا الملحة المطلوب تنفيذها لتحقيق أهداف استراتيجية تنمية المنطقة, ويأتي على قائمة القضايا الملحة الانتقال بالفكر والتفكير من الرؤية السلبية والإحباط إلى الفكر الخلاق والثقافة التي تقوم على التفاؤل والأمل والطموح وفق نماذج سعودية نجحت في تحقيق ذلك, وأكد أمير المنطقة هذا الأمر من خلال لقاءاته ومحاضراته عن ثقافة الإحباط ودورها في قتل التطوير, خصوصا عندما يقف خلفها من يريد لهذا البلد المبارك أن يعيش بين الحفر, هذه النظرة المتميزة انطلقت إلى التحفيز التنموي المبني على التميز من خلال جائزة تربط بين مكة المكرمة والتميز''.
وأكد الخضيري أن جائزة مكة للتميز جاءت كأحد مخرجات استراتيجية تنمية منطقة مكة المكرمة الدافعة لتحقيق أهدافها تحت مظلة مجلس مكة الثقافي المنبثق من مجلس المنطقة، مبيناً أن التكريم للعمل المتميز يأتي ليؤكد احترام وشكر العمل الذي يخرج عن الطبيعي أو المطلوب أو المفروض سواء من الأفراد أو مؤسسات الدولة في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة والأكاديمية والإعلامية والاجتماعية وغيرها دون تفريق لسن أو جنس, إنما انطلاقا من روح المنافسة الشريفة التي تبرز التميز وتقدم النموذج المشرف لإنسان المنطقة بشكل خاص وإنسان المملكة بشكل عام.
وأوضح، أن جائزة مكة للتميز جاءت وفق تميز رؤية أمير المنطقة الأمير خالد الفيصل لمعرفته بتميز مكانة مكة المكرمة محليا وإقليميا وعالميا وتميز إنسانها السعودي العربي المسلم, ومعرفته أن العالم اليوم يبحث عن النموذج والقدوة الصالحة بعد التجارب الكثيرة والطويلة التي عاشها خلال العقود الماضية, هذه بكل بساطة جائزة مكة للتميز التي تهدف إلى أن تكون إحدى الأذرع التنموية التي تعمل على تحقيق أهداف استراتيجية منطقة مكة المكرمة, بارك الله في الجهود التي تعمل من أجل وطن سعودي الانتماء, عربي اللسان, إسلامي المعتمد وعالمي الطموح.