أطباء الأسرة يعالجون 90 % من الأمراض وعددهم في المملكة لا يتعدى 500 طبيب!

أطباء الأسرة يعالجون 90 % من الأمراض وعددهم في المملكة لا يتعدى 500 طبيب!
أطباء الأسرة يعالجون 90 % من الأمراض وعددهم في المملكة لا يتعدى 500 طبيب!

كشف الدكتور محمد العتيق استشاري طب الأسرة ورئيس لجنة التطوير المهني المستمر في قسم طب الأسرة ومدير البرنامج التدريبي لزمالة طب الأسرة في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني في الرياض لـ “الاقتصادية” أن 90 في المائة من الحالات المرضية يتم علاجها عند المتخصصين على مستوى طب الأسرة و10 في المائة هي فقط نسبة الذين يحتاجون إلى المتابعة من قبل الاختصاصيين. وأوضح أن الحاجة ما زالت كبيرة لإخصائيين في طب الأسرة والمجتمع في المملكة، فعدد الأطباء في هذا التخصص ما يقارب 500 طبيب وهناك ما لا يقل عن ألفي مركز رعاية صحية أولية في المملكة التي تتبع إلى وزارة الصحة عدا القطاعات الأخرى مثل القطاعات العسكرية والمدن السكنية وغيرها، وكل مركز يحتاج إلى أن يكون فيه طبيب استشاري في طب الأسرة والمجتمع على الأقل. وأشار الدكتور العتيق إلى أن هنالك توجها في وزارة الخدمة المدنية لاعتبار تخصص طب الأسرة والمجتمع من التخصصات النادرة وربما يحسب للطبيب المتخصص فيه بدلات إضافية مقارنة بغيره من التخصصات.

#2#

حدثنا عن مفهوم طب الأسرة والمجتمع و أهميته؟

ربما يكون طب الأسرة مفهوما جديدا لدى الناس، ولكنه في الأوساط العلمية والأكاديمية مفهوم متقدم بدأ تطبيقه بشكل مبكر جداً في الدول الغربية خصوصاً في أمريكا وبريطانيا وكندا.

ولدينا في المملكة أخذ المفهوم عدة مراحل، حيث جاءت فكرة ما يعرف بالرعاية الأولية وهي المشروع الذي تم تقديمه في عام 1400 في بعض المدن، ثم امتد ليشمل كل مدن المملكة. وكان يتعلق بمراكز الرعاية الصحية الأولية التي في كثير منها ما زال يعمل أطباء عامين غير متخصصين بمعنى حملة شهادة البكالوريوس بمجرد تخرجه من الكلية يلتحق بالعمل ويعتبر طبيب رعاية أولية، لكن المفهوم تطور فيما بعد في المملكة إلى ما يسمى بطب الأسرة بحيث أصبح هنالك تخصص يحتم على الشخص بعد إنهاء مرحلة البكالوريوس أن ينخرط في برنامج تدريبي للزمالة لمده لا تقل عن أربع سنوات. وهذا البرنامج بدأ فعلياً تقريبا قبل 17 سنة والخريج من هذا البرنامج يعد طبيبا متخصصا في طب الأسرة أو الرعاية الصحية الأولية. ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن أصبح هناك برامج كثيرة، فهناك برنامج الزمالة في مستشفى الحرس الوطني يوجد فيه ما يقارب 40 متدربا وتم تخريج أكثر من 70 طبيبا في الحرس الوطني فقط، عدا برامج الزمالة في الجهات الأخرى التي ربما يصل عدد الخريجين من حملة شهادة التخصص في طب الأسرة حالياً في المملكة إلى أكثر من 500 طبيب استشاري فالمقصود بهذا التخصص هو أنه يتناول معالجة الحالات العامة والشائعة لدى الجنسين لمختلف الأعمار بدءا من الولادة وحتى كبار السن فهو من جهة الحالات التي يعاينها طب عام، ولكن من ناحية التخصص هو أحد التخصصات التي يلزم أن يكون فيها تدريب مكثف. ويفترض أن يكون طبيب الأسرة هو أول طبيب يواجه المريض بمعنى أنه لو كان يعاني أي مشكلات طبية يستقبله طبيب الأسرة ويقوم بتشخيص الحالة ومعالجتها. و90 في المائة من الحالات المرضية يتم علاجها على مستوى طب الأسرة عند المتخصصين و10 في المائة هي فقط نسبة الذين يحتاجون إلى المتابعة من قبل الاختصاصيين في الأمراض الأخرى في المستشفى التي تستدعي تنويما أو إجراءات جراحية أو إجراءات متقدمة من جهة الفحوص التي لا تتوافر في الرعاية الصحية.

هناك قلة في الكوادر البشرية المتخصصة في طب الأسرة ما السبب؟

يعتبر طب الأسرة جديدا نسبياً من حيث الدراسات العليا فبرنامج الزمالة بدأ تقريبا منذ 17 سنة فقط، لكن هذه الفترة تم التوسع فيها وما زالت الحاجة كبيرة جدا، وكما قلت ربما يصل عدد أطباء الأسرة في المملكة إلى ما يقارب 500 شخص، ولكن كل سنة هناك توسع بشكل دوري لافتتاح مراكز وفق المعايير التدريبية حتى تكون هناك فرصة خصوصاً أنه حالياً أصبحت هناك زيادة كبيرة في خريجي كلية الطب وأصبحت هناك فرصة كبيرة للالتحاق بهذا التخصص وفي البداية لم يكن هناك وعي كامل بهذا التخصص، ومثل أي تخصص جديد يعاني عدم الإقبال ولكن الآن يتم التقدم بأعداد كبيرة، والحاجة ما زالت فعلاً كبيرة فعلى مستوى المملكة هناك أكثر من ألفي مركز صحي وكل مركز يحتاج إلى أن يكون فيه طبيب استشاري واحد على الأقل.

وعلى المستوى العالمي أصبح هناك توجه نحو الرعاية الصحية الأولية لأنهم وجدوها تقلل التكلفة بشكل كبير، فعندما يراجع شخص المستشفى ويقوم بفحوص وإجراءات كثيرة ليست مهمة ربما لا يحتاج إليها إذا تيسر له وراجع طبيب الأسرة بشكل جيد، وبالتالي تقل التكلفة، فـ 90 في المائة من الأمراض كما قلت سابقاً يمكن معالجتها عن طريق طبيب الأسرة، ويوجد حالياً توجه من قبل وزارة الصحة لاعتبار تخصص طب الأسرة والمجتمع من التخصصات النادرة وربما يحسب للطبيب المتخصص فيه بدلات إضافية مقارنة بغيره من التخصصات.

يقول البعض إن تأخر دخول تخصص طب الأسرة في السعودية جعل فاتورة العناية الصحية مرتفعة، هل هذا صحيح؟ ولماذا؟

في الحقيقة لدينا في المملكة حاجة إلى جميع التخصصات بلا شك، ولكن لو كان هناك توجه بشكل مكثف ومدروس لتفعيل طب الأسرة في كثير من المراكز، لأمكن خفض التكلفة بشكل كبير لأن طبيب الأسرة الحاصل على الزمالة ومدرب بشكل جيد يستطيع - بإذن الله - أن يقيِّم الحالة بشكل علمي يستدعي عوامل كثيرة ويقلل التكاليف.

ويستطيع النظر إلى مشكلة المريض من جميع النواحي النفسية والعضوية والعصبية والباطنية، وبالتالي يستطيع أن يختصر عرض المريض على الاستشاريين في هذه التخصصات ويعطي العلاج، وحتى لو كانت هناك حاجة ليستشير طبيب الأعصاب أو الطبيب النفسي، يمكنه إجراء استشارة هاتفية من دون أن يعاني المريض ويذهب إلى المستشفى ويستنزف الطاقات فتقل الخطوات والجهود، ومن هذا الباب تقل التكلفة أيضاً. وهناك ما يعرف بالفريق الطبي بمعنى أن طبيب الأسرة هو عضو من ضمن الفريق الطبي، لذلك يستطيع أن يقيِّم الحالة بشكل متعدد سواءً في ما يتعلق بالتثقيف والتعليم الصحي، وبالإجمال يستطيع أن يعمل كمنسق وكقائد للفريق الطبي الذي يعاين الحالة بشكل شمولي ومتعدد الأوجه يختصر كثيرا من الخطوات التي ربما يحتاج إليها المريض عند مراجعته للمستشفى.

تبنت المملكة منهج الرعاية الصحية الأولية منذ منتصف الثمانينيات وتم إنشاء أكثر من ألفي مركز رعاية صحية أولية، كيف تصفون الإنجازات التي تحققت في هذا المجال؟ وما المأمول تحقيقه في المستقبل؟

أعتقد أن الإنجازات أقل من المأمول والمملكة في الوقت الحاضر تمر بتغيرات كثيرة من حيث الديموغرافية السكانية وطبيعة الأمراض ففي الماضي لم يكن هناك انتشار كبير لأمراض السكر والضغط، والآن تشكل جزءا كبيرا بحيث إن واحدا من أربعة مواطنين يعاني السكر ونسبة كبار السن في تزايد، ويحتاج إلى أطباء متخصصين في هذه الفئة والحالات المرضية لها، ومسألة الحوادث والإصابات وما إلى ذلك. البلد يمر بحالة تغير سكاني وحالة تغير في طبيعة الأمراض ونشوئها، وفي التكاليف والقدرة على استيعاب الأعداد الهائلة في مراكز متخصصة. وهناك خطط كثيرة نشأت في مراكز كثيرة ولكن لم تكن جيدة، وأعتقد أن تجربة المراكز المتخصصة في الحرس الوطني والمستشفى العسكري تعتبر جيدة، وتمثل نموذجا يمكن أن يتم تطبيقه في مراكز كثيرة. وأعرف أن وزارة الصحة تخدم قطاعا واسعا جداً لا يقارن بما تخدمه المستشفيات العسكرية، ولكن المبادئ هي واحدة ويستطيع من يضع الخطط أن يعطي أساسيات في ترسيخ الرعاية الأولية.

يقال إن أهمية طبيب الأسرة تكمن في أنه أول من يضع يده على بعض الأمراض الخطيرة كالسرطان، ويساعد على اكتشافها مبكراً مما يسهم في الشفاء منه ـ بحول الله ـ هل ترى أن أطباء الأسرة والمجتمع يقومون بهذا الدور كما هو منتظر منهم؟

هذا الشيء كما هو ميزة، فهو تحد في الوقت نفسه، لأنه في بعض الأحيان إذا كان الطبيب المتخصص في طب الأسرة على مستوى جيد من التدريب والخبرة، والبيئة العلمية التي يعمل فيها تتيح له التدريب والتعليم المستمر، فهذا يعتبر تحديا للطبيب أن يقوم بمعاينة الحالات، لأن المريض قد لا يستطيع تقدير خطورة الحالة أو المرض فإذا جاء شخص لديه مقدمات مرض السرطان، أو أمراض القلب المتقدمة وغيرها، إذا لم يكن هناك إلمام كاف من قبل الطبيب أو قدرته على تشخيص الحالة بشكل سريع، ربما يكون هناك تفريط، وبالتالي لا يحصل المريض على الفرصة الكافية للمعالجة. وأكرر أن طبيب الأسرة، ولأنه يعاين حالات كثيرة من كلا الجنسين وجميع الأعمار، يجعله مسؤولاً عن كثير من الأمراض ليس من السهل الإحاطة بها فهو يحتاج إلى أخذ الدورات وحضور المؤتمرات بشكل مستمر.

الأكثر قراءة