في الصحة والتعليم .. ملك يحوّل الأحلام إلى واقع

من المشاريع الحيوية للقطاع الصحي في المملكة والتي أمر بها خادم الحرمين الشريفين إنشاء مركز للأورام وأمراض الكبد، والذي وُقعت أمس الأول عقود إنشائه ضمن مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، وهذا المشروع والأمر به بشكل استثنائي من الملك عبد الله يؤكد مدى حرص الملك - حفظه الله - على أن يضع موارد الدولة في متناول المشاريع الحيوية لحياة الناس.
ثمة مشروع حيوي وطني لا شك أنه سيحظى بدعم وتأييد الملك - حفظه الله - وهو إنشاء (معهد لأبحاث العوامل المحفزة وبناء العظام والجراحات التأهيلية)، وهذا المعهد مقترح من ضمن مشاريع جامعة الملك سعود، وإذا تحقق فسوف يتيح المجال للباحثين السعوديين للدخول في مجال حيوي ومهم لنا إنسانيا واقتصاديا.
المملكة تأتي في مقدمة الدول التي تعاني من حوادث المرور وما ينجم عنها من وفيات وإصابات وإعاقات مستديمة وشبه مستديمة تجعل المرضى بحاجة إلى تدخل جراحي في العظام وعلاج الحروق، وتقدر تكلفة علاج الإصابات الناتجة عن حوادث المرور بـ 25 مليار ريال في عام 2008، و28 مليار ريال في عام 2009، والتكلفة تتصاعد بدون شك.
هذه الإصابات وما يترتب عليها دفعت جامعة الملك سعود لإنشاء كرسي متخصص يدعم الأبحاث في هذا المجال (كرسي المهندس عبد الله بقشان للعوامل المحفزة وبناء العظام)، وهذا الكرسي يتطلع القائمون عليه لأن يكون نواة لمعهد بحوث يقوم بإجراء الدراسات والأبحاث السريرية وما قبلها باستخدام العوامل المحفزة لبناء العظام، ومعالجة التشوهات الجلدية وتجميلها، والأهم أنه سوف يعمل على نشر الوعي بهذه التقنيات بين الممارسين من ذوي الاختصاص لاستخدامها في حالات الإصابة.
من الضروري الإشارة إلى أن هذا المعهد سوف يعظم استفادتنا من تطور علوم جراحة العظام وأثرها في حياة الناس، خصوصا أننا مجتمع ترتفع فيه الأعمار، وتزداد حالات هشاشة العظام، وثمة زيادة في الطلب على عمليات تغيير المفاصل، وعمليات العمود الفقري، وغيرها من العمليات التي تعتمد بشكل كبير على عمليات التئام العظام بصورة سريعة وسليمة، وتطور جراحات العظام سيكون له أثره في تقليل عدد العمليات واختصارها وسرعة تأهيل المصابين وإعادتهم إلى حياتهم وأعمالهم.
أيضا أمراض الأسنان وانتشارها في المملكة تحتاج إلى مثل هذا المعهد، وتشير أبحاث كلية طب الأسنان في جامعة الملك سعود إلى أن نسبة ضمور العظام في الفكين في المملكة عالية، حيث وصلت إلى 88 في المائة من مجموع السكان ممن هم فوق 45 سنة، كما أن هناك ضعفا في المستوى العلاجي الوقائي.
وربما لا نحتاج إلى المضي في سباق إيضاح أهمية إنشاء مثل هذا المعهد فالقائمة تطول، وما نحتاج إليه هو التأكيد على أن المشاريع العلمية والبحثية ضرورية لدعم القطاع الصحي، كما أننا نحتاج إلى المؤسسات المتخصصة في الأبحاث التي تستوعب طموح الجيل الجديد من العلماء السعوديين الذين أنفقت الدولة الكثير لتأهيلهم وإعدادهم للمستقبل.
ثمة اقتراح قد يسهل عملية تمويل هذا المشروع, وهو اقتطاع نسبة من إيراد «ساهر» لسنوات قادمة, خصوصا أن المشروعين يلتقيان عند الهدف الوطني، وهو كبح حوادث المرور وآثارها, وبهذا الإجراء نرد عمليا على الذين يحاولون إفشال مشروع ساهر بالادعاء أنه (جباية) وليس وقاية وحماية, فالناس إذا عرفت أن حصة الدولة تصرف على مثل هذه المشاريع الإنسانية سوف تتفاعل مع المشروع وتدعم تطبيقاته لأنه يقوم بما يشبه التأمين الذي تتشارك فيه الناس لتغطية المخاطر.
وعموما .. وفي ظل اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالعلم والتعليم، وهو أحد الاعتبارات التي وضعته في قائمة الزعماء الذين يؤثرون إيجابيا في حياة شعوبهم، نحن متأكدون أن هذا المشروع سوف يجد الدعم، فنحن في ظل زعيم يحول كل يوم أحلامه وأحلامنا إلى حقائق على أرض الواقع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي