تنمية مستدامة .. شعار يعكس تطلعات «غرفة مكة»
تنمية مستدامة .. من هذا المفهوم الاقتصادي الحضاري استمدت غرفة مكة المكرمة خطوطها العريضة في رسم ملامح شعارها الجديد، الذي جاء ليختصر استراتيجية الغرفة الجديدة في تفعيل مشروعها الأم، المتمثل في تحديث عناصر تفاعلها مع المجتمع المكي، ليجمع بذلك كل قطاعات مجتمع مكة المكرمة.
وكان الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، قد دشن شعار "غرفة مكة" الجديد أخيراً، لإيمانه التام بأهمية التطوير والتحديث والخروج برؤية تحدد ملامح مكة التي تسير نحو العالم الأول، وتخطو نحو تفعيل خدمة المجتمع الاقتصادي في منطقة مكة المكرمة بصورة أكثر شمولية، بما ينعكس على خدمة هذه المنطقة واقتصادياتها ونموها، ووفق منهجية عمل تحقق لمكة المكرمة والمجتمع الاقتصادي وقطاع الأعمال تنمية مستدامة تتناسب مع مكانة هذه المدينة التي لها مكانة خاصة في قلب كل مسلم.
ولقد حقق الشعار غايته ومبتغاه في تجسيد التنمية الحقيقة (تنمية مستدامة)، تنطلق من تفعيل رؤية مبادرة أمير منطقة مكة المكرمة، في تحقيق شعار (صنع في مكة) على مشتريات المعتمرين والحجاج من المنتجات التي يتم صنعها في منطقة مكة المكرمة.
وقدمت الغرفة خدمات اقتصادية كثيرة لمنتسبيها، وتعكف حاليا على صياغة مفاهيم جديدة تهدف إلى بلورة تطلعات المجتمع الاقتصادي، ورسم ملامح خطط وقتية من شأنها أن تزيد فرص الاستثمار وتعزز العلاقة بين رجال الأعمال وسيدات الأعمال في تركيز نمطي على مفهوم الشراكة الذي أولته الغرفة اهتماما بالغا.
وتعكف الغرفة حاليا على صياغة منتدى اقتصادي إسلامي يجمع الخبراء والمهتمين بهذا المجال من جميع دول العالم، وهو سعي منها لفتح القنوات بين رجال الأعمال، وتحقيق التعاون والوصول إلى ما يحقق لهذه البلاد ومواطنيها المزيد من الازدهار المنشود.
وستعمل الغرفة خلال الخطة العشرية القادمة على دعم كل ما يخص القطاع التجاري والصناعي والخدمي، والاستفادة من التقنيات الحديثة المتاحة بغية تلمس احتياجات واقتراحات رجال وسيدات الأعمال في مكة المكرمة، والتواصل مع كل منتسبي الغرفة، لتحقيق كل ما فيه الصالح لقطاعات الأعمال المختلفة في مكة المكرمة.
وجاء شعار الغرفة, التي مضى على إنشائها أكثر من 60 عاما, أشبه بالرؤية الحقيقة لتطلعات مكة والاقتصاديين فيها، بعد أن أسهمت بفاعلية في دعم مسيرة التنمية الاقتصادية الوطنية في منطقة مكة المكرمة وكانت حافزا مهما لتطوير شخصيتها ورسم آفاق جديدة لأبعاد رؤيتها ورسالتها وأهدافها التنموية.
وشعار "الغرفة" الجديد (تنمية مستدامة)، يظهر في أعلاه كلمة مكة المدينة والتاريخ والرسالة الحضارية ومركز العلم والإشعاع، وقد تم رسم حرف (ك) لتكوين ورقة الشجر التي تعبر عن رمز النمو الدائم، بينما يجسد الشق الأسفل للشعار رمز الصناعة وأبعادها التجارية المختلفة من خلال رسم (الترس الذهبي)، الذي يشير بوضوح إلى المبادئ والقيم التقنية للتعاملات الإسلامية المتنوعة، إلى جانب أن الشكل العام للشعار يوحي بالأصالة من خلال اختيار الألوان المتناغمة الأزرق الداكن والذهبي.
ولم يتوقف دور الغرفة فقط عند التدريب والتأهيل فقط, بل عملت على التنسيق الدائم والتواصل مع منشآت القطاع الخاص من خلال مركز مكة المكرمة للتدريب وتوطين الوظائف، الأمر الذي عكس اهتمام الغرفة بتحقيق الأهداف الوطنية المرتبطة بتنمية وتأهيل وتوظيف الكوادر الوطنية السعودية من الشباب والفتيات.
ونجحت الغرفة عبر مركز التدريب من توفير وظائف لأكثر من 543 شابا سعوديا وأكثر من 38 شابة سعودية من خلال تخصيص البرامج التدريبية المنتهية بالتوظيف، وعقد عدة اتفاقيات مع عدد من قطاعات الأعمال في مكة.
وواصلت الغرفة دورها في فض المنازعات بين منتسبيها وأطراف أخرى سواء داخليا أو خارجيا، حيث تولت دراسة ومعالجة الخلافات والقضايا التي وردت إليها والسعي إلى تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة من أجل التوفيق والصلح، وبلغ عدد القضايا أكثر من 276 تمت تسوية بعضها، وأحيل بعضها إلى جهات الاختصاص.
واختيار الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة شعارا جديدا يحمل اسم (تنمية مستدامة)، دليل ثقة من قبل قطاع الأعمال من أجل تنمية مكة المكرمة ليس في مشروعاتها فحسب، بل أيضا في أدائها العمل وتنظيم الخطط والاستراتيجيات التي تضعها في مصاف المدن الأكثر تقدما.
وجعل أمير منطقة مكة المكرمة في كل مناسبة من مكة انطلاقة لأي عمل من أجل الوصول إلى الرؤية الثاقبة للوصول إلى العالم الأول، كما أن مكة المكرمة تظل المدينة الأكثر نشاطا، فهي المدينة التي لا تهدأ ولا تنام، حركة دائمة وعمل اقتصادي وتجاري متواصل ولا بد لقطاع الأعمال أن يمد جسور التعاون من أجل إقامة مشروعات مستدامة تخدم الشباب والفتيات وتوفر لهم فرص العمل الحقيقية.