بنين: الفيضانات أغرقت ثلثي البلاد والأمطار لا تتوقف
أدى استمرار هطول الأمطار الغزيرة لعدة أسابيع إلى اتساع نطاق الفيضانات في بنين، حيث غرق نحو ثلثي البلاد، ودمرت المنازل والمحاصيل على نطاق واسع، إضافة إلى مقتل عشرات الأشخاص.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا) أن استمرار هطول الأمطار بغزارة أدى إلى فيضان نهر النيجر، شمالي البلاد، وتصاعدت معه حدة الكارثة الطبيعية في تلك البلاد التي تقع غربي إفريقيا.
وأشار منسق مكتب الأمم المتحدة ، ناردوس بيكل توماس ، إلى تفاقم حجم المأساة بعد تضرر 680 ألف شخص وتشريد 200 ألف، وتدمير المحاصيل الزراعية على امتداد 128 ألف هكتار ونفوق 80 ألف رأس من الماشية بسبب الفيضانات. وطالب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بإعطاء أولوية لمساعدات الإغاثة بالمواد الغذائية بالنظر إلى الحاجة الماسة للسكان للغذاء بعد فقدان المحاصيل الزراعية.
وتعتزم الأمم المتحدة خلال الأيام المقبلة إقامة معسكرات إيواء تشمل 430 خيمة للعائلات المشردة، عقب ارتفاع عدد المنازل التي دمرتها الفيضانات والسيول إلى 50 ألف منزل.
وكانت الأمم المتحدة قد أرسلت أقراصا خاصة لتنقية مياه الشرب وأدوية لعلاج الكوليرا، كما تبرعت منظمات إغاثة بخيام وأقمشة وبطاطين.من جهة أخرى تسببت مياه الفيضانات في محاصرة آلاف الأشخاص في مدينة هات ياي التايلاندية، وهي وجهة سياحية شهيرة، في الوقت الذي استمر فيه هطول الأمطار الغزيرة على البلاد. وقال براي باتانو عمدة مدينة هات ياي ، إن ارتفاع منسوب مياه الفيضانات تراوح بين متر ومترين ، حيث غمرت أكثر من 80 في المائة من المدينة (700 كيلومتر جنوب العاصمة بانكوك) ، مما أدى إلى محاصرة ما يربو على 30 ألف شخص في منازلهم ، وصعوبة مغادرة السياح الأجانب البلاد. وبينما استمر مطار هات ياي في تقديم خدماته أمس الثلاثاء، تسببت الفيضانات في قطع خطوط السكك الحديدية والطرق المؤدية إلى المدينة التايلاندية. وكانت هات ياي ، وهي وجهة سياحية مفضلة لدى سياح ماليزيا وسنغافورة ، قد تعرضت لعاصفة استوائية اجتاحت الشريط الساحلي جنوب شرقي تايلاند أمس الأول. وتعطلت خدمة القطارات المتجهة إلى الأقاليم الجنوبية من تايلاند جراء الفيضانات الواسعة النطاق، التي ضربت المنطقة. كما أجبرت الأمواج العاتية في خليج تايلاند العبارات التي تخدم الجزر السياحية الشهيرة ، مثل كوه ساموي وكوه تاو ، على وقف خدماتها.
من جانبها ، أرسلت البحرية التايلاندية حاملة طائرات لنقل إمدادات الإغاثة الطارئة إلى هات ياي وإخلاء المرضى من مستشفيات المدينة. وقال براي إن مدينته شهدت انقطاعات في الكهرباء في شتى أرجائها ، مضيفا:
''لم يكن أحد يتوقع أن الوضع سيتسم بهذه الخطورة الشديدة''. يذكر أن تايلاند تعرضت لهطول أمطار غزيرة على نحو غير معتاد منذ العاشر من تشرين الأول(أكتوبر) الماضي ، التي يعزوها خبراء الأرصاد إلى ظاهرة ''النينو'' المناخية ، الناجمة عن البرودة غير العادية للمحيط الهادئ.