ازدياد «أكسيد الكربون» يحرم الجزيرة العربية أمطار الرذاذ والضباب والسيول المتواصلة

ازدياد «أكسيد الكربون» يحرم الجزيرة العربية أمطار الرذاذ والضباب والسيول المتواصلة

غيرت التحولات المناخية في السنوات الأخيرة كثيراً من الملامح المعتادة خلال فصول الشتاء القديمة ، فعلى سبيل المثال الأمطار الديمية التي كانت تحجب السماء لعدة أيام متواصلة وتشمل مناطق كثيرة من البلاد, وكان آخر عهدنا بها في شتاء عام 1416 هجرية ، حيث سادت المنطقة الوسطى في تلك الفترة أجواء رائعة استمرت عشرة أيام دون أن نرى الشمس, حيث الضباب والأمطار ذكرتنا بفصول الشتاء القديمة أيام بيوت الطين التي كان الناس وقتها يخافون من استمرار الأمطار أكثر من يوم واحد خوفاً على منازلهم الطينية من السقوط.
كذلك لاحظنا في السنوات الأخيرة اختفاء أو بشكل أدق ندرة الضباب في أيام الشتاء, خاصةً فوق المناطق الداخلية التي كان الضباب فيها صفة من صفات أيام الشتاء الباردة, كذلك اختفاء ظاهرة أخرى وهي خروج البخار من الفم في فصل الشتاء الذي كان في الفترة القديمة يغطي الوجه مع أقل حالة زفير تخرج من الفم نتيجة البرودة وتشبع الهواء الخارجي بالرطوبة.
وكذلك اختفاء ظاهرة أمطار الرذاذ التي كانت تحدث نتيجة تشبع الهواء السطحي بالرطوبة ثم يرتفع قليلاً مع طلوع الشمس, ثم يتكاثف البخار في الطبقات القريبة من السطح, وبعد ذلك تبدأ عملية الرذاذ, وهو يختلف عن المطر الذي ينتج عن السحب الركامية والطبقية والفرق في مستوى الغيوم بالنسبة للسطح حيث تنشأ الأولى قريبة من السطح, وفي حجم قطرة الماء حيث تكون في الأولى صغيرة جداً بعكس حبات المطر.
أيضا الاختلاف الكبير في درجات الحرارة خلال فصول الشتاء في السنوات الأخيرة حيث نلاحظ فرقا كبيرا بين درجات الحرارة فهو إما شتاء شديد البرودة , شديد الجفاف كشتاء 2008 , وإما شتاء دافئ جاف أو قليل الأمطار, مثل الشتاء الماضي 2010 , وهذه أنماط الشتاء في السنوات الأخيرة.

ما أسباب تغير النمط الشتوي
في السنوات الأخيرة؟
الحقيقة أن المملكة العربية السعودية ليست بمعزل عما يحدث في النظام المناخي العالمي, فهي إحدى دول الكرة الأرضية التي تتأثر سلباً وإيجاباً بما يحدث فيه من اختلال, وأبرز مظاهر الاختلال التي ينادي علماء الشرق والغرب بوضع حلول عاجلة لها قبل فوات الأوان، هي السيطرة على انتشار ثاني أكسيد الكربون الذي يعد الأبرز في المشكلة والذي ينتج عن عمليات الاحتراق ذات التأثير السلبي على البيئة, والتي يصعب التخلص منها.
ويعتبر هذا الغاز مضرا بالبيئة والإنسان لما له من مضار حيث يخرج الغاز من المصانع وعوادم السيارات والطائرات وجميع أشكال الاحتراق ,وأظهرت دراسة قام بها باحثون من الولايات المتحدة أن طبقة "الثيرموسفير"، وهي الطبقة الخارجية للغلاف الجوي، مهددة بالانكماش نتيجة زيادة انبعاث الغازات.
يشار إلى أن طبقة "الثيرموسفير" هي أعلى طبقات الغلاف الجوي، وهي تبدأ من ارتفاع 53 ميلاً فوق سطح الأرض وتمتد مسافة 372 ميلاً تقريباً، وتتكون من النيتروجين والأكسجين بشكل رئيسي، وترتفع درجة الحرارة فيها بحسب النشاط الشمسي، فهي تعمل على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية الضارة بهدف حماية الأرض. وإذا كانت هذه الطبقة البعيدة من الغلاف الجوي قد تأثرت بهذه الغازات فمن باب أولى أن تكون الطبقات الدنيا من الغلاف الجوي في وضع أسوأ من حيث ارتفاع درجات الحرارة خاصةً طبقة التروبوسفير وهي الطبقة التي تلامس الأرض، و التي تحتوي على معظم الهواء وبخار الماء والغيوم, ولعل الدول تعي هذه المشكلة وتحد منها حتى تعود المياه إلى مجاريها.

الأكثر قراءة