بركان إندونيسيا يثور من جديد .. و»تسونامي» توغل 600 متر داخل الأرض
ثار بركان جبل ميرابي في إندونيسيا مجددا، أمس، وأطلق سحابة ضخمة من الرماد مصحوبة بالغازات الساخنة بعد يومين من ثورته الأولى التي أودت بحياة 34 شخصا على الأقل.
ولم ترد تقارير على الفور عن وقوع خسائر في الأرواح. وفرّ أكثر من 40 ألف شخص، أو تم إجلاؤهم، من سهول جبل ميرابي قبل الثوران السابق، لكن كثيرين كانوا قد بدأوا العودة إلى ديارهم بعد مؤشرات على خمود ثورة البركان أمس الأول.
وتواجه إندونيسيا أيضا آثار موجة مد عاتية اجتاحت جزرا نائية في غرب البلاد الإثنين، وأدت إلى مقتل 343 شخصا على الأقل.
في شأن آخر، عثر على جثث جديدة أمس في الجزر التي ضربها مد بحري «تسونامي» قوي الإثنين، أدى إلى مقتل أكثر من 300 شخص وزوال قرى كاملة لصيادي السمك.
وبعد يومين من الكارثة، بدأت المساعدات وفرق الإغاثة تصل إلى المناطق الأكثر تضررا في أرخبيل جزر مينتاواي الصغيرة النائية في المحيط الهندي قبالة سومطرة.
لكن الأمل في العثور على ناجين من أصل 379 مفقودا يتضاءل، بينما بلغ عدد القتلى 311 شخصا، حسبما أفادت السلطات.
وذكرت مصادر صحافية، أن سفينة تنقل مواد غذائية ومياه وأدوية أبحرت صباح أمس إلى سيكاكاب في جزيرة باجاي الشمالية، حيث يعرقل انهيار الطرق والاتصالات عمليات الإنقاذ.
وفي المرفأ تجري معالجة مئات السكان، خصوصا بسبب الجروح التي نجمت عن اجتياح موجتين كبيرتين متتاليتين توغلتا حتى 600 متر داخل الأراضي.
وتحدث الجميع عن هول كارثة التسونامي الذي وقع بعد عشر دقائق من الزلزال الذي بلغت شدته 7.7 درجات ليلا، وبينما كانت الأمطار تهطل
قالت شاندرا (20 عاما): «سمعنا دوي انفجار عندما وصلت الموجة الأولى». وقد نجت المرأة بفضل جذع شجرة جوز هند تمسكت بها، في حين قضى زوجها الذي عثر على جثته، وما زال رضيعها مفقودا.
وفي قرية مونتاي بارو بارو التي لم يتبق من منازلها سوى أساساتها، يقول الناجون: إنهم «لم يبلّغوا مسبقا بشيء، مع أن السلطات أطلقت إنذارا بحدوث التسونامي بعد الهزة الأرضية تماما».
وأقيم نظام متطور ومكلف للإنذار على طول سواحل سومطرة بعد التسونامي الذي ضرب المنطقة في كانون الأول (ديسمبر) 2004، وأدى إلى مقتل أكثر من 220 ألف شخص في عدد من دول آسيا.
لكن السلطات تعترف بأن النظام غير متوافر في مينتاواي، حيث لا تصل الكهرباء إلى عدد كبير من القرى، وأنه لا يعمل بشكل كامل.
وعلى بعد أكثر من ألف كيلومتر، كرَّم السكان ضحايا البركان ميرابي الكارثة الطبيعية الأخرى التي ضربت إندونيسيا هذا الأسبوع.
وقد دفن 32 شخصا معا بعدما تعذر التعرف على بعض الجثث التي احترقت وشوهت بالرماد الذي قذفه البركان.
لكن نظمت مراسم خاصة بالرجل الذي كان يجسد ميرابي في نظر الاندونيسيين، «الجد ماريجان» الذي كان «الحارس الروحي» للجبل. وقد توفي عن 83 عاما بعدما رفض مغادرة منزله رغم خطر البركان.
وكان حصيلة الخسائر البشرية سترتفع لو لم يتم إجلاء 19 ألف شخص يعيشون على سفح البركان.
وما زال ميرابي أنشط بركان في إندونيسيا يقذف سحبا رمادية، لكن نشاطه تراجع إلى حد كبير منذ يومين.
وقال سوبادريو، أحد علماء البراكين المكلف مراقبته: إن «البركان هادئ نسبيا. سنقيّم نشاطه في الأيام المقبلة» قبل السماح أو عدم السماح للسكان بالعودة إلى بيوتهم.