نغمات «المحمول» تحرم المصلين الخشوع وتشتت الأذهان في الصلاة
تثير نغمات الجوال العديد من المصلين أثناء أدائهم الصلاة، حيث يشعر كثيرون بتسببها في حرمانهم من الخشوع في صلاتهم، خاصة أنها مستمرة في المسجد منذ البدء في أداء الصلاة، رغم قيام أئمة المساجد بتنبيه المصلين وتوجيههم بشكل مستمر، فيما تضع بعض المساجد إرشادات أمام مداخل المساجد، وفي داخلها تشير إلى ضرورة إغلاق الجوال أثناء الدخول إلى المسجد حفاظا على هدوء المسجد وروحانية الصلاة، ومع ذلك يستمر وضع بعض المصلين في الدخول إلى المسجد بجوالاتهم وهي تنبعث منها النغمات داخل المسجد دون أن يكون للإرشادات والتوجيهات التي تلقى عليهم بشكل متواصل أي تجاوب فكيف يمكن حل هذه الظاهرة المتنامية في المساجد.
#2#
في البداية يتحدث سامي الخلف المحامي والمستشار الشرعي فيقول: الحقيقة أن المساجد تعاني من نغمات الجوال، والتي يتسبب فيها بعض المصلين الذين يصطحبون جوالاتهم إلى المساجد ولا يحرصون على إغلاقها عند دخول المسجد، فتحدث هذه النغمات تأثيرا سلبيا في المصلين أثناء الصلاة، وقال إن أسلوب بعض هؤلاء الذين يواصلون هذا الفعل المتنافي مع مكانة بيوت الله، وهؤلاء الذين يأتون إلى المساجد وكلهم رغبة في الأجر من الله يخطئون إذا تكرر صدور نغمات الجوال من جوالاتهم، وقد يأثمون على هذا الفعل. ولذلك فإن التنبيه مطلب ملح ولا سيما أن الجوالات عندما تصدر منها نغمات موسيقية تكون في بيوت الله التي هي مكان العبادة وزيادة الإيمان، بل إنها أحيانا تكون أثناء الصلوات، فلا بد من التنبه لهذا، ولا بد أن نشعر كمسلمين بعظمة ومكانة المساجد فلا يصدر فيها شيء من هذا، خاصة أن كل مسلم يحرص على بذل كل ما في وسعه للفوز برضا الله.
## نتنافس في الصلاة
#3#
بدوره يقول الشيخ خالد الهميش نحن جميعا نتنافس في عمل الخير، ونتنافس في الصلاة في الصفوف الأولى رغبة فيما عند الله، لكن في الوقت نفسه نتألم ونحن نؤدي الركن الثاني من أركان الإسلام ونستمع أثناء أداء الصلاة إلى ألوان من نغمات الموسيقى المنبعثة من الجوالات، فتؤثر دون رغبتنا في خشوعنا وأدائنا للصلوات، وحتى لا أكون جائرا في الحكم على الجميع فإني أؤكد أن هناك بعض الإخوة كانوا يتجاوبون مع المبادرات التي نفعلها في الجامع ومنها ما يتعلق بضرورة إغلاق نغمات الجوال أثناء دخول المسجد والاستمرار في تذكير المصلين بهذه الموضوع الذي يتكرر للأسف في معظم المساجد، ويشدد الهميش على أهمية الانتباه إلى بعض الأخطاء التي تصدر من المصلين أثناء الصلوات وهي مؤثرة في تكوين شخصيته، ولا سيما عندما نعلم أن هذا الشخص الذي يزاحم على الصف الأول أو يأتي إلى المسجد مبكرا لا يمكن أن يكون هدفه إلا التقرب من الله، لكن عندما يحدث خطأ غير مقصود فإنه يجب أن ننبه إلى هذا الخطأ بهدف عدم تكراره. نسأل الله أن يلهمنا الرشد والسير على طريق الحق.
ويعترض التربوي محمد سعد القرني على أسلوب بعض أئمة المساجد الذين يرون أنه يفتقد إلى أسلوب الحوار بين بعض المصلين وبعض الأئمة، وأتمنى أن يتنبهوا لذلك ويحاولوا التوجيه والإرشاد بشكل يتقبله المصلون، فأين منهج الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في التعامل مع المخطئ؟ ولا سيما بعض الأحداث التي تعرفنا عليه في منهج المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي حوادث كثيرة ومعلومة, ونتمنى أن نكون خير من يستفيد من هذا النهج النبوي الذي يعود علينا بالنفع، وهذا ما يجب أن نعلمه جميعا، وهذا لا يعني أنني ضد التنبيه على المصلين لكني ضد أسلوب بعض الموجهين وأتمنى أن يعدلوا أسلوبهم ليكون أكثر تأثيرا في المتلقين. ويشارك المواطن محمد السعيد برأيه حول هذه الظاهرة فيقول إنها فعلا موجودة لكننا في حاجة ماسة إلى تفهم بعض المصلين خطورة النغمات في المساجد لأننا نعاني منها كثيرا كمصلين، وأنا لست مفتيا في هذا الأمر لكني أتمنى أن تختفي هذه الظاهرة للأبد والأمل في الله كبير.
## ظاهرة نغمات الجوال
#4#
من جانبه يرى الشيخ حامد الأحمري إمام مسجد حي شمال الجامعة في مدينة أبها، أن انطلاق نغمات الجوال في المساجد أثناء الصلاة وبعدها أمر مزعج وينبغي على كل مسلم أن يحرص على عدم الوقوع في هذا الأمر، على أن هذه النغمات لها آثار سلبية على المصلين وتتسبب في التأثير في روحانية الصلاة وأدائها بخشوع، ولذا فإن إغلاق الجوالات هو الحل أو وضعها على ما يسمى بالنغمة الصامتة، حتى لا تؤثر في صلاة الناس، كما يجب على المسلم أن يحرص حرصا كبيرا على عدم دخول المسجد بالجوال وبه نغمات موسيقية يمكن أن تصدر في المسجد في حال نسيان إغلاق الجوال أو وضعه على الصامت، والمؤمل أن يستفيد المصلون الذين يقعون في هذا الخطأ من التوجيهات والإرشادات الموجودة في خارج المساجد وداخلها حتى لا يقع في الخطأ الذي يقع فيه كثير من الناس بشكل مكرر، وهو ما لا يليق بالمسلم الذي يرتاد المساجد رغبة في الأجر من الله والاستزادة من العمل الصالح وتجد القبول من الناس والأحرى بالقائمين عليها أن يقدموا خدمة رائعة ولا تكون بهدف استغلال الناس .