تقنية بناء العظام والعوامل المحفزة ستحقق للمملكة فوائد اقتصادية كبيرة
كشف الدكتور فوزي الجاسر أستاذ جراحة العظام المشارك رئيس قسم جراحة العظام والمدير الطبي لقسم التأهيل في مستشفى الملك خالد الجامعي, أن الأهمية البالغة للأبحاث المتعلقة ببناء العظام والعوامل المحفزة لذلك ناتجة عن حاجة شريحة كبيرة من المجتمعين السعودي والعالمي على حد سواء إلى الاستفادة من الحلول العملية المرجوة من هذه الأبحاث, موضحا أن الحاجة إلى العظام في المملكة على وجه الخصوص كبيرة جدا لأسباب من أهمها أنها تتصدر دول العالم في نسبة الحوادث المرورية, وكذلك كثرة الخلع الولادي, وما يترتب عليه في المستقبل من حاجة إلى تغيير المفاصل أو قصر وطول بعض العظام وأيضا حاجة جميع الأورام الحميدة إذا استؤصلت إلى عظم بديل وبعض الأورام الخبيثة أيضا, وهذا ما يبرز الحاجة الماسة إلى مثل هذه التقنية.
مضيفاً: كون المملكة تنتج هذه التقنية وتصبح بلدا مصدرا لها بدلا من مستهلك يعتبر نقلة نوعية وفائدة عظيمة من الناحية الاقتصادية مستقبلاً.
وقال الدكتور الجاسر لـ ''الاقتصادية'' إن الكراسي البحثية في جامعة الملك سعود أحدثت نقلتها علمية نقلتها إلى مصاف العالمية, مشيراً إلى أنه بفضل الكراسي البحثية ـ بعد الله ـ أصبح اسم الجامعة معروفا في المحافل الدولية, وهذا ما عاد بالفائدة والتقدم في المجال التقني والمجال العلمي وأعطى فرصة للأطباء الجدد للالتحاق بالمؤسسات العالمية وخلق ثقة بمشاركة الطبيب السعودي وفتح قنوات للاتصال بالمؤسسات العلمية المرموقة, وكذلك قبول البحوث التي تصدر من الجامعة.
#2#
أين تكمن أهمية الأبحاث التي يجريها كرسي المهندس عبد الله بقشان للعوامل المحفزة لبناء العظام؟
إن الأهمية البالغة للأبحاث المتعلقة ببناء العظام والعوامل المحفزة تنتج عن حاجة شريحة كبيرة من المجتمعين السعودي والعالمي على حد سواء إلى الاستفادة من الحلول العملية المرجوة من هذه الأبحاث. فإذا ما نظرنا إلى الحالات التي تستفيد من هذا النوع من الدراسات لوجدنا أنهم من المرضى الذين تعرضوا لحوادث أدت إلى كسور معقدة, وكذلك المرضى الذين يخضعون لعمليات تغيير المفاصل والعمود الفقري وغيرها, وإذا ما نظرنا إلى الإحصائيات العالمية والمحلية لوجدنا أن هذه الشرائح من المجتمع في تزايد مستمر من حيث العدد والتعقيد. فبالنسبة للمصابين في حوادث السير على سبيل المثال في المملكة أظهرت إحصائيات الإدارة العامة للمرور عام 1429هـ أن عدد الإصابات في هذا العام 36 ألف مصاب و6480 متوفى مقارنة بعام 1424هـ حيث كان عدد الإصابات 30 ألف شخص و4293 متوفى. وتنتج عن هذه الحوادث, إضافة إلى الخسائر البشرية, خسائر مادية فادحة قدرت عام 1427هـ بـ 734 مليون ريال. أما عن المصابين فوجد أن متوسط فترة العلاج 20 يوما و70 يوما للتأهيل بينما يحتاج 33 في المائة من المصابين إلى سنة كاملة من التأهيل, وتكون أغلبية الإصابات التي تستوجب التأهيل ناتجة عن كسور عظمية تحتاج إلى عمليات معقدة وفترات طويلة من التأهيل والعلاج لتحفيز التئام الكسور, وذلك ما يؤدي إلى فقدان إنتاجية هؤلاء المصابين فترات طويلة.
ومن المفارقات أنه بحسب دراسة حكومية أجريت عام 1425هـ وجد أن نسبة الوفيات في المملكة نتيجة الأورام هي 5.3 في المائة بينما نسبة الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية تفوق 16 في المائة من مجموع الوفيات في ذلك العام, وهذا لا يعكس الصرف المادي على الأبحاث المتعلقة ببناء العظام وتحفيزها مقارنة بأبحاث الأورام التي وفر لها الجزء الأكبر من ميزانية البحث العلمي, مع أن شريحة المجتمع التي قد تستفيد من نتائج بحوث العظام هي الأكبر نسبيا.
كما أن تطور علوم جراحة العظام وازدياد ثقافة المجتمع وزيادة متوسط أعمار الناس أدت إلى زيادة كبيرة في عدد عمليات تغيير المفاصل وعمليات العمود الفقري وغيرها من العمليات التي تعتمد اعتماد كبيرا على التئام العظام بصورة سريعة وسليمة, وذلك ما أدى إلى الاهتمام الدولي الكبير في السنين الأخيرة بدراسة تحفيز العظام لما لها من أثر إيجابي كبير في البشر كافة.
نتطلع من خلال العمل المتواصل بحسب المعايير الدولية إلى البحث العلمي ومن خلال الدعم المادي والمعنوي لكرسي المهندس عبد الله بقشان لأبحاث بناء العظام والعوامل المحفزة في جامعة الملك سعود إلى إيجاد حلول عملية لمشكلات واقعية يواجهها الأطباء في العالم كافة, ما يخفف من معاناة شريحة كبيرة من المجتمع, وما لذلك من آثار إيجابية صحيا واجتماعيا واقتصاديا ورفع اسم المملكة وجامعة الملك سعود في المحافل العلمية الدولية. فكرسي المهندس عبد الله بقشان للعوامل المحفزة وبناء العظام هو نتاج حاجة وطنية أوجدتها ظروف مجتمعية.
#3#
ما أهم أهداف كرسي المهندس عبد الله بقشان للعوامل المحفزة لبناء العظام؟
إن المهمة الأساسية لكرسي المهندس عبد الله بقشان للعوامل المحفزة لبناء العظام هي القيام بالدراسات والأبحاث في مجالات بناء العظام والعوامل المحفزة, وذلك لتطوير طرق العلاج وتحقيق اكتشافات جديدة في هذه المجالات بما ينفع مجتمعنا في المقام الأول. وكذلك تبادل الخبرات مع مراكز عالمية متعددة في مجالات بناء وتحفيز العظام,
كما أن من مهام الباحثين في الكرسي النشر العلمي والتفاعل مع المراكز العالمية الأخرى عن طريق تنظيم المؤتمرات والندوات وورش العمل. ويهتم الكرسي بالجيل الجديد من الأطباء بإطلاعهم على المستجدات وتدريبهم على القيام بالأبحاث العلمية والإبداع وأيضا المشاركة في نشر الوعي الصحي في المجتمع. ومن ضمن أهداف الكرسي إجراء بحوث علمية متميزة على مستوى عالمي وتبادل الخبرات مع مراكز عالمية متخصصة في مجالات الكرسي. وكذلك يهدف كرسي المهندس عبد الله بقشان إلى استقطاب علماء عالميين في مجالات الكرسي للاستفادة من خبراتهم وأيضا استقطاب طلاب دكتوراه تابعين لجامعة الملك سعود لاكتساب الخبرة والمشاركة في الأبحاث.
ما رأيكم في فكرة الكراسي البحثية؟ وهل سنسمع قريبا عن إنجازات علمية بفضلها؟
أحدثت الكراسي البحثية نقلة علمية في جامعة الملك سعود نقلتها إلى مصاف العالمية وأصبحت الكراسي البحثية بشكل عام والطبية بشكل خاص قناة اتصال بالدول المتقدمة وأداة لنقل التقنية العالمية إلى المملكة, وأتاحت أيضا الفرصة للمؤسسات العالمية كي تحضر للمملكة وتطلع على ما هو موجود من تقدم ورقي, وساعدتنا على نقل الأفكار الموجودة لدينا وتطبيقها على مجالات واسعة.
ولقد لمسنا إنجازات الكراسي البحثية على أرض الواقع, وكل يوم هناك إنجاز للكراسي البحثية, والعمل في جامعة الملك سعود قائم على قدم وساق كي نثبت على ما وصلنا إليه من مكانة في العالم, لأن الوصول إلى العالمية أسهل من الثبات عليها, وهذا ما نراه في الجامعة, خصوصا في المجالات الطبية التي تتجه من حسن إلى أحسن ـ بإذن الله، وكذلك بفضل الكراسي البحثية أصبح اسم الجامعة معروفا في المحافل الدولية, وهذا ما عاد علينا بالفائدة والتقدم في المجال التقني والمجال العلمي وأعطى فرصة للأطباء الجدد للالتحاق بالمؤسسات العالمية وتكون هناك ثقة بالطبيب السعودي بالمشاركة, وفتحت لنا قنوات للاتصال بالمؤسسات العلمية المرموقة وأصبحت البحوث التي تصدر من الجامعة مقبولة, وأعتقد أن هذه الكراسي نعمة نحسد عليها.
#4#
ما المقصود بمحفزات النمو للعظام؟
كرسي محفزات العظام يشكر عليه الإخوة في كلية طب الأسنان, وبالذات الدكتور خالد الحزيمي, الذي بذل جهدا مشكورا كي يرى هذا الكرسي النور, وهدف هذا الكرسي هو إنتاج عوامل تحفز نمو العظام, وهي تقنية تحفز إنتاج العظام دون الحاجة إلى عظم بديل سواءً كان يؤخذ من مكان آخر في جسم الإنسان أو العظام التي تنتج صناعياً.
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو: هل نحتاج فعلاً إلى هذه التقنية؟ والجواب بكل تأكيد نعم, فالحاجة إلى العظام في المملكة كبيرة جدا لعدة أسباب من أهمها أن المملكة تتصدر دول العالم في نسبة الحوادث المرورية, ولا يخفى على أحد ما ينتج عن هذه الحوادث من إصابات أغلبيتها من الكسور وما ينتج عن هذه الكسور من تأخر في نمو هذه العظام.
أو في بعض الأحيان يحتاج العظم نفسه إلى تبديل، وكانت التقنية في السابق تعتمد على أخذ جزء آخر من الجسم وزرعه في هذا المكان, وهذا يعني عمليات أكثر ومضاعفات أكثر, أو شراء العظم البديل, وهذا مكلف جداً وغير متوافر في كل مكان, ناهيك عن الصعوبات التي تواجهنا في استيرادها من أماكن نثق بها, فكونك تنتج هذه التقنية في بلدك وتصبح بلدا مصدرا لها بدلا من مستهلك نقلة نوعية وفائدة عظيمة من حيث الناحية الاقتصادية مستقبلا,
وكذلك من أسباب حاجتنا إلى هذه التقنية كثرة الخلع الولادي وما يترتب عليه في المستقبل من حاجتهم إلى تغيير المفاصل أو قصر وطول بعض العظام، وكذلك من الأسباب المهمة أيضا أن كل الأورام الحميدة إذا استؤصلت تحتاج إلى عظم بديل وبعض الأورام الخبيثة أيضا, وهذا يبرز حاجتنا الماسة إلى مثل هذه التقنية.
هل نجح الكرسي في اكتشاف بدائل أو التطوير في مجال محفزات النمو في العظام؟
الإخوة في طب الأسنان بدأوا قبلنا وحققوا نتائج مشجعة, وأصبح الكرسي في فترة قصيرة محط اهتمام الباحثين من مختلف أنحاء العالم ويكفي فخراً استقباله لـ 19 طالب دراسات عليا في مجال الأسنان من أمريكا لعمل أبحاث الماجستير في المركز.
وبالنسبة لجراحة العظام نحن في طور التأسيس وبدأنا بمناقشة بعض الخبرات العالمية سواء في أمريكا الشمالية أو أوروبا, والنتائج هناك تبشر بخير، نحن في طور الإعداد والتجارب ونعد ـ إن شاء الله ـ بنتائج مثمرة, وما يدعمنا في ذلك رغبتنا في أن نصبح مصدرين للتقنية وليس مستوردين لها.
هل نتوقع الإعلان قريبا عن إنجازات أو اكتشافات للكرسي؟
هذا هو الهدف الذي أنشئ من أجله الكرسي, والحمد لله, الإخوة في طب الأسنان لديهم إنجازات ملموسة, وما أود أن أشير إليه أن هذا الكرسي لا يقتصر على الأسنان فقط بل يتعدى ذلك إلى الناحية التجميلية والجراحة الجلدية, فكل العوامل التحفيزية قد تعمل وقد تنتج أشياء كثيرة, والكرسي معقودة عليه آمال كبيرة, ومبشر بالخير ويحتاج إلى دعم وصبر, وأتوقع أن تصبح نتائجه مثمرة وستوفر للقطاع الصحي في المستقبل ملايين الريالات اللازمة لشراء العظم البديل أو التأهيل الذي قد يمتد من ثلاثة أشهر إلى سنة ناهيك عن فقدان شخص فاعل في المجتمع وعلاجه, وإذا ـ لا قدر الله ـ حصلت له إعاقة فكون هناك أشياء تمنع هذا الشيء أعتقد ـ بإذن الله ـ أنها مثمرة.