الصلاة في جوامع عدة لها فوائد عديدة يستطيع أن يلمسها كل مسلم
أمضيت أكثر من 11 عاما أتنقل في جولات أسبوعية عبر جوامع الرياض لأداء صلاة الجمعة, صليت خلالها في أكثر من 500 جامع. بهذه الكلمات بدأ صالح بن محمد الشويرخ حديثه عن جولاته في جوامع مدينة الرياض التي انطلقت من عام 1419هـ, ويضيف أن الفكرة جاءت عندما شرع رجل الأعمال الشيخ عبد العزيز بن سليمان المقيرن ـ رحمه الله ـ في إعادة بناء الجامع القريب من منزله الواقع في حي الوشام (جامع المنصوريات), وسجلت انطباعاتي الشخصية عبر مؤلف عن الجولات في جوامع مدينة الرياض من خلال أداء صلاة الجمعة التي امتدت لعدد من الجوامع في أحياء مدينة الرياض غرباً وشرقاً، شمالاً وجنوباً، ووسطاً.
#2#
وأوضح الشويرخ أن الصلاة في جوامع عدة لها فوائد ومنافع عديدة يستطيع أن يلمسها المسلم خلال التجول الأسبوعي, منها أنها تمنح المصلي فرصة الاستماع إلى خطباء عدة يختلفون في أسلوبهم ونوعية الموضوعات التي يطرحونها في خطبهم, وهذا يحقق الاستفادة للمصلي عندما يتنقل بين الجوامع من كل جمعة.. كما أن تغيير الجوامع والأئمة كل أسبوع يجدد النشاط في النفس، ويكسب التعرف على الخطباء وأسلوبهم في الخطابة. وأكد أن الدافع الأقوى لدي هو دعوة الله ـ سبحانه وتعالى ــ بأن تشهد لي الأرض يوم القيامة بأنني سجدت في أماكن كثيرة, كذلك الاستجابة لأمر المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ بكثرة الخطى إلى المساجد،هذا إضافة إلى المنافع مثل التعرف على جوامع مدينة الرياض والحرص على الصلاة في الصف الأول, خاصة الجانب الأيمن, لما لذلك من فوائد كثيرة, وفي الحديث قال ـ صلى الله عليه وسلم ''إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف'' رواه أبو داود وغير ذلك من الفوائد المتنوعة.
وأشار الشويرخ إلى أنه زار 98 حيا من أحياء مدينة الرياض صلى في جوامعها القائمة آنذاك، وقال: أنا لا أنسى أن المحفز لي كان إعادة بناء جامع المنصوريات الذي كان إلى جوار منزلي, وهو يعد من الجوامع التي تناوب على إمامته عدد من العلماء والدعاة، وأبرزهم عبد الرزاق عفيفي ـ رحمه الله ــ، والشيخ غنيم مبارك الغنيم، والشيخ ناصر الراشد ـ رحمه الله ــ، والشيخ ناصر أبو دجين، والشيخ عبد الرحمن السديس إمام الحرم المكي، والشيخ عبد العزيز الشهوان، ومن الجوامع التي لفتت نظري جامع الراجحي في حي الوشام وخطيب الجامع الشيخ إبراهيم الغيث الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سابقا, الذي تعد خطبه ذات تأثير كبير, وهناك جامع الجوهرة وخطيب الجامع الشيخ عبد المحسن العبيكان وغيرهما من الجوامع في مدينة الرياض. وقال أما أهم الأسباب والأهداف من الصلاة في جوامع عدة، عظم وفوائد يوم الجمعة، وفضل يوم الجمعة، وسنن وآداب صلاة الجمعة وتوجيه وتنبيه المسلمين، وفضل قراءة القرآن الكريم وبخاصة يوم الجمعة، وأثر صلاة يوم الجمعة في نفوس الناس، وأشهر الجوامع التي صليتُ فيها، بعض الخطباء والمؤثرين، وأحياء الرياض وجوامعها، والأشخاص الذين رأيتهم وقابلتهم من رواد الجوامع، وأهم المواقف التي حصلت في الجوامع، وموجز لبعض الخطب، والجوامع التي تنتهي مبكراً من صلاة الجمعة، والأخطاء التي يقع فيها بعض الناس يوم الجمعة.
وأبان أنه قدم عدداً من التوصيات والمقترحات، منها: تنفيذ آلية لتفعيل دور جماعة المساجد والجوامع لصيانتها وعمارتها وتلبية احتياجاتها بالتعاون مع الموسرين من سكان الأحياء التي توجد فيها هذه المساجد، وإجراء مراجعة من آن إلى آخر للجوامع التي تُصلى فيها الجمعة, حيث إن بعض هذه الجوامع لا تتناسب مع الكثافة السكانية للأحياء التي توجد فيها في حين أن هناك جوامع أكبر وأحدث لا تصلى فيها الجمعة، وتفعيل دور الإمام والخطيب من الناحية الاجتماعية, وذلك بعقد دورات لهم، وتقويم الأئمة والخطباء والمؤذنين سنوياً في أدائهم ومواظبتهم، وأن يعمل لجميع الجوامع صيانة دورية، وذلك لأنها بيوت الله، ويجتمع فيها المسلمون كل جمعة, فضلاً على الصلوات الخمس يومياً، وأن يعتني الخطباء بأنفسهم من ناحية زيادة حصيلتهم العلمية والثقافية.. كما أقترح إقامة دورات تدريبية للأئمة والخطباء، وذلك للرفع من مهاراتهم في الأداء، والإلقاء، ومواكبة الأساليب الحديثة في إيصال الأفكار للمصلين، وعلى الخطباء الاستعداد والتحضير الجيد للخطبة، حتى تتم الاستفادة من الخطبة بشكل جيد، وأن تكون الخطبة قصيرة حتى يفهم السامع كلام الخطيب، وتحقق الهدف المنشود من الخطبة.
وذهب إلى أهمية إيجاد مواقف خاصة بالمساجد, حيث إن وقوف وازدحام السيارات عند المساجد أثناء صلاة الجمعة يسبب مشكلات للمصلين وجيران الجوامع، وقال: يجب وضع حل مناسب وأخذ ذلك في الحسبان عند بناء المساجد بالتنسيق مع الإدارة العامة للشؤون الهندسية، والاهتمام بإيجاد المواقف إلى جوار المساجد والجوامع.