قائمة الابتكار السعودية «ابتكارنا»

قائمة الابتكار السعودية «ابتكارنا»

«ابتكارنا» أو «قائمة الابتكار السعودية» هي دراسة مسحية سنوية ومؤشر لقياس وتصنيف مستوى وممارسات وقدرات وإنجازات الشركات في مساحة الابتكار في كامل قطاعات الأعمال السعودي.
ويُجمع خبراء الاقتصاد العالميون على أهمية الابتكار في اقتصاد الدول وخصوصا في زمننا الحديث الذي غلب عليه مبدأ العولمة ولم يتبق للحدود الجغرافية أي دور في منع المعرفة والتكنولوجيا من الانتقال إلى كل دول العالم، كما أن اقتصاد المعرفة كما يتمناه الاقتصاديون والسياسيون في العالم مرتبط بشكل وثيق جدا بالابتكار المؤسسي، وما يجب على المؤسسات الآن هو الاهتمام بموضوع تنظيم وإدارة الابتكار لجعله جزءا أساسيا من أعمال المؤسسة وكذلك جعله جزءا أساسيا من اقتصاد الدول.
ولذلك تجيء «ابتكارنا» من أجل إعطاء المؤسسات مرجعية قياسية علمية تستطيع من خلالها أن تقيّم واقعها في الابتكار وكذلك لترى الطريق بشكل أوضح في خطواتها نحو أن تصبح مؤسسة ابتكارية، وتهدف «ابتكارنا» إلى تسليط الضوء على الواقع الحالي للابتكار في الشركات السعودية من حيث الجاهزية والجهود والإنجازات، بحيث تؤدي بالمحصلة إلى خدمة قطاع الأعمال في جزئية الابتكار من خلال تحفيز القائمين على هذه الشركات على فهم أهمية إدارة الابتكار بحد ذاته في التنافسية المحلية والإقليمية والعالمية.
ويؤكد المستشارون وخبراء الابتكار المؤسسي أن نتائج هذه القائمة ستؤدي إلى زيادة الوعي العام بأهمية الابتكار لتطور قطاع الأعمال، وستؤدي أيضا إلى تحفيز الاهتمام بأسس وأدبيات الممارسات والنظريات الحديثة في علم الابتكار المؤسسي، كما ستعطي نتائج هذه القائمة الشركات الفرصة لمعرفة الواقع الحالي لشركاتهم مقارنة ببقية السوق في مجال الابتكار.
وتتوزع معايير القائمة على مجموعتين رئيسيتين هى: جاهزية وقدرات المؤسسة على الابتكار، والإنجازات الابتكارية التي تسجل للمؤسسة، ولكل قسم أجزاء فرعية مفصلة, فمثلا تتضمن جاهزية المؤسسة تفاصيل مثل بناء منظومة التقاط وإيجاد ورعاية الأفكار الجديدة من خلال بناء بيئة وثقافة الابتكار، إضافة إلى جاهزية بعض قوانين ومبادرات المؤسسة لاستمرار الابتكار، وأيضا تضمين تقييم الموظفين بعض النقاط المتعلقة بالإنجازات أو المشاركات الابتكارية، وفي جزء جاهزية موظفي الشركة نقّيم مجمل مستوى موظفي الشركة وخبراتهم السابقة (حتى لو كانت من خبرات في جهات عمل أخرى) في مساحة الابتكارات.
ويتم تحليل مجمل المعايير من خلال مقياس علمي ليتم إعطاء كل مؤسسة درجة معينة يتم من خلالها معرفة موقع كل مؤسسة مقارنة ببقية المؤسسات وخاصة التي تعمل في مجال العمل نفسه، حيث هناك مجموعة من المخرجات التي تقدمها قائمة ابتكارنا وتسمح بإعطاء صورة من الأعلى عن واقع المؤسسة.
ورغم عدم وجود اتفاق عالمي على منهجية موحدة لقياس الابتكار عموما إلا أنه يوجد عدد من التجارب العالمية التي أصبحت مرجعية في هذا الصدد وأهمها نجدها في القارة الأوروبية بجهد بعض وحدات الأمم المتحدة ولكن يركز الكثير منها على قياس ابتكار الدول والقليل منها الذي يركز على قياس ابتكارية المؤسسة في قطاع محدد حيث يكون هناك تركيز على جزئية البحث والتطوير بشكل لا يتناسب مع واقع مؤسساتنا، ولهذا قمنا في قائمة ابتكارنا بتغيير في درجات الوزن والتركيز بحيث تراعي نسبة البحث والتطوير المتدنية في مؤسسات منطقتنا رغم أننا نشجع ونؤكد على علاقة البحث والتطوير الإيجابية بموضوع الابتكار المؤسسي ولكن نجعله جزءا من مقياس ابتكارنا بشكل تدريجي مع تطور المشروع في السنوات القادمة.

الأكثر قراءة