الخارجية الصينية: «نوبل» منحت جائزة السلام لمجرم!

الخارجية الصينية: «نوبل» منحت جائزة السلام لمجرم!

أعلنت وزارة الخارجية الصينية أمس الجمعة أن منح نوبل السلام للمنشق ليو تشياوبو ''مخالف كليا لمبادئ هذه الجائزة، وسيسيء للعلاقات بين الصين والنرويج''. وقالت الوزارة ''ليو تشياوبو مجرم حكم عليه النظام القضائي الصيني لأنه انتهك القوانين الصينية''.
واعتبرت الحكومة الصينية أن ''منح جائزة نوبل للسلام مثل هذا الشخص مخالف كليا لمبادئ هذه الجائزة ويشكل انحرافا''. وحذرت الوزارة الصينية في رد مكتوب على أسئلة الصحافيين من أن قرار لجنة نوبل ''سيسيء إلى العلاقات بين الصين والنرويج''.
هذا وأعلنت لجنة جائزة نوبل أمس الجمعة فوز ليو تشياوبو بجائزة نوبل للسلام 2010 وهو مفكر صيني شهير، وأحد قادة المعارضة الصينية وهو مسجون بسبب قناعاته الديموقراطية. يبلغ تشياوبو 54 عاما وأصبح رمزا لحركة تيان أنمين الديموقراطية والعدو اللدود للنظام الشيوعي.
ويمتد نضاله على مدى عقود عدة تتخللها فترات اعتقال طويلة. ويظهر في الصور التي كان فيها خارج السجن والخاضعة للرقابة هزيلا ويضع نظارات بإطار معدني وجبين عريض وشعر قصير.
وفي 1989 وبعد عودته من الولايات المتحدة حيث عمل مدرسا في جامعة كولومبيا في نيويورك شارك تشياوبو، المدرس السابق في جامعة بكين، الذي طالما انتقد القيم التقليدية الصينية التي تدعو إلى طاعة النظام، في الحركة الديموقراطية في ساحة تيان أنمين التي أطلقها طلاب صينيون. وفي مواجهة تصلب النظام، بدأ إضرابا عن الطعام في ساحة بكين الشهيرة مع المغني هو ديجيان ومفكرين آخرين هما جو دويو وغاو تشين.
وكتبوا في بيان شعبي ''نحن نفضل عشرة شياطين يراقبون بعضهم البعض بدلا من مالك يمتلك السلطة المطلقة''، موجهين انتقادات إلى بعض الطلاب الذين نسوا المثل الديموقراطية في نضالهم. وليل 3-4 حزيران (يونيو) ومع تقدم الجيش لإخلاء الساحة، حاولوا إجراء وساطة للتمكن من المغادرة سلميا. وبعد قمع الحركة تم توقيف تشياوبو حيث قضى عاما ونصف العام في السجن دون أن يصدر بحقه أي حكم.
وواجه تشياوبو مجددا مشكلات مع النظام وأدخل معسكر إعادة تأهيل بين 1996 و1999 لمطالبته بإصلاح سياسي وبالإفراج عن الأشخاص الذين سجنوا لمشاركتهم في حركة حزيران (يونيو) 1989.
وبعد طرده من التدريس في الجامعة، التحق تشياوبو بتجمع مستقل للكتاب في مركز ''بين''، محافظا على صلة وثيقة مع عالم المفكرين. وعلى الرغم من منع نشر كتبه في الصين فقد تم توزيعها في هونغ كونغ ولا سيما كتابه ''الجنة النبيلة للسلطة، جحيم للبسطاء''. وفي العيد الستين لإعلان ميثاق حقوق الإنسان، شارك تشياوبو في وضع ''ميثاق 2008''، الذي يدعو إلى احترام حقوق الإنسان وحرية التعبير وإجراء انتخابات في ''بلد حر، ديموقراطي ودستوري''.
ونتيجة لذلك حكم عليه في عيد الميلاد في 25 كانون الأول (ديسمبر) 2009 بالسجن 11 عاما بتهمة ''تقويض سلطة الدولة''. وفي مقابلة نشرت في 2009 قال تشياوبو: إنه لا يزال يحافظ على الأمل، وقال ''الأمر سيتقدم ببطء، إلا أن المطالبة بالحرية من قبل الأناس العاديين وأعضاء الحزب لن يكون من السهل احتواؤها''.
وبحسب تشياوبو الذي لا ينكر حصول تقدم في المجتمع الصيني منذ 1989، فإن الحزب الشيوعي سيضطر إلى الانفتاح أكثر فاكثر تحت ضغط الشعب الذي سئم من الاكاذيب الرسمية. وهو (تشياوبو) طالما رفض توقيع كتاباته باسم مستعار.
وأطلق نحو 120 جامعيا وكاتبا ومحاميا غالبيتهم من الصينيين نداء عبر الإنترنت لمنحه جائزة نوبل.
وأعلنت بكين رسميا معارضتها منحه الجائزة، مشددة على أن ليو تشياوبو المتزوج وليس لديه أولاد، ''انتهك القوانين الصينية''.
وتم إطلاق العريضة بعد نداء في هذا الاتجاه وجهه الرئيس التشيكي السابق فاكلاف هافل وقادة آخرون في ''الثورة المخملية'' في 1989. وقد استلهمت شريعة 2008 شريعة ''77''، وهي عبارة عن بيان موقع في 1977 من نحو 240 مفكرا بينهم هافل نفسه، للمطالبة بالديموقراطية في تشيكوسلوفاكيا الشيوعية. وفي السنوات الأخيرة لم تتوان الولايات المتحدة وكذلك الاتحاد الأوروبي عن المطالبة بالإفراج عن ليو تشياوبو.
وهنأ رئيس الوزراء النرويجي يانس ستولتنبيرغ أمس الجمعة المنشق الصيني رغم ضغوط بكين. وكانت الصين حذرت وحتى قبل منح الجائزة، أوسلو من القيام بـ ''بادرة غير ودية'' من شأنها أن تؤدي إلى تدهور العلاقات بين البلدين.ويتم تعيين الأعضاء الخمسة للجنة نوبل من قبل البرلمان النرويجي غير أنهم مستقلون عن الحكومة وعن البرلمان.
وليو (54 عاما) يقضي حاليا عقوبة سجن 11 عاما بعد أن أدين بتهمة السعي إلى ''قلب نظام الدولة'' وذلك بعد أن شارك في صياغة ''ميثاق 08'' وهو نص يطالب بقيام صين ديمقراطية.

الأكثر قراءة