منع تشغيل مكبرات الصوت في المساجد بين الرفض والقبول
جاء منع تشغيل مكبرات الصوت في المساجد في المملكة أثناء أداء صلاة التراويح والتهجد خلال شهر رمضان والاقتصار فقط على الجوامع ليحدث جدلا بين رواد المساجد الذين أصبحوا على طرفي نقيض, خصوصا بعد انتهاء شهر رمضان, بين المطالبة باستمراره وطرف آخر يرى عدم الاستمرارية لانتهاء شهر رمضان وعدم الحاجة إلى ذلك، ففي الوقت الذي يرى فيه المؤيدون للقرار استمراره حتى بعد شهر رمضان لأسباب متنوعة منها الصحية ومنها ما يتعلق بأمور أخرى أسرية، ومنها بسبب تقارب المساجد وتداخلها في الحي الواحد, حيث لا يكاد المصلي يفهم أذان المؤذن ولا ما يقوله الإمام أثناء الصلاة، ما يجعل بعض المصلين لا يركزون في أثناء صلاتهم, ما يقلل خشوعهم وقدرتهم على التركيز في الصلاة, بل فهم ما يقرأه الإمام, وهذا يحتاج إلى وقفة حتى يتحقق الخشوع والطمأنينة لهم أثناء الصلوات.
بينما يرى آخرون أن الإغلاق قد يضر بآخرين لا يصل الأذان إلى مسامعهم إلا بصعوبة إما لبعد مساكنهم وإما لضعف مكبرات الصوت, فلا تسمع حتى عن قرب، على اعتبار أن الغرض من هذا القرار ليس إسماع الصوت لمن داخل المسجد فقط، ولا يزال ذلك النقاش محتدما، لذا فإن التطرق لهذا الموضوع يأتي من باب إيجاد العلاج المناسب له.
لا يسمع الأذان بشكل جيد
#3#
يتحدث حول ذلك عدد من الدعاة ورواد المساجد حيث ينقلون الصورة التي تحدث في بعض المساجد، يبدأ الحديث عن هذه المشكلة التربوي متعب النمازي بقوله: الحقيقة أن مشكلة مكبرات الصوت وتداخلها بين بعض المساجد ليست جديدة, وهي موجودة ولم يتحقق لها العلاج المناسب, وهذا في وجهة نظري, نتيجة لعدة أمور منها اعتراض بعض السكان على إغلاق السماعات الخارجية, حيث إن بعضهم يدعي أنه لا يسمع الأذان بشكل جيد عند خفض صوتها وبعضهم يخالفه الرأي ويدعي أن الصوت مرتفع والمسؤولية تقع على عاتق الإمام, حيث تواجهه متاعب في هذا الشأن, وفي رأيي, أن الحل الوسط وهو المطلوب في مثل هذه الأمور بأن لا يكون الصوت مرتفعا بشكل كبير ولا يكون منخفضا جدا، وأسأل الله أن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى.
ويتفق محمد مسيعد (مواطن) مع هذا الرأي ويؤكد أن رضا الناس غاية لا تدرك، فلا بد من النظر لمصلحة الجميع، ولا سيما أن هناك القريب جدا من المسجد الذي يتضايق من ارتفاع مكبرات الصوت والبعيد جدا الذي لا يكاد يسمع صوت مكبرات الصوت، والجميع يحبون الخير ويسعون إليه بالقدر المعقول والمناسب.
#2#
من جانبه يقول الدكتور سعد بن محمد الموينع خطيب جامع عمر بن الخطاب ـ ظهرة لبن: ''إن مكبرات الصوت في المساجد نعمة عظيمة، فمن خلالها يصل صوتُ الإمام والخطيب واضحاً للمأمومين، والمساجد في هذا الزمان تختلف عن المساجد في الأزمان السابقة من حيث المساحة والاتساع وأعداد المصلين، وإنّ الحاجة ماسة إلى مكبرات الصوت في المساجد، وإنّ الذي ينبغي إدراكه وفهمه أنّ هناك قدراً محدداً يُسمح به من حيث قوة الصوت والمدى الذي يصل إليه، والتوسط مطلوبٌ في مثل هذه الحالات، وإذا زاد الصوت أكثر من المطلوب فإنّه يُسبب بعض الإشكاليات التي نحن في غنى عنها مثل تداخل أصوات الأئمة والمؤذنين والخطباء فيحدث تشويش على المصلين مّا يسبب ذهاب الخشوع والإخلال بالطمأنينة في الصلاة، لذا يجب على القائمين على المساجد من أئمة ومؤذنين استخدام هذه المكبرات بالقدر المعقول والمناسب.
من جهته, أكد الدكتور عقيل بن عبد الرحمن العقيل أن عدم التزام بعض المساجد بقرار المنع يعود إلى رغبة المصلين أنفسهم، وطالما لا توجد مضرة على أحد فلا مانع من ذلك.
ويقول: ''كان الأفضل أن تلتزم المساجد بقرار المنع، لكن طالما لا يوجد ضرر يقع على أحد، فلا أرى مانعا من أن تفتح بعض المساجد مكبرات الصوت كي يعلم الناس بإقامة الصلاة وأدائها'', ويتابع: ''على كل مسلم السمع والطاعة لولي الأمر ومن ولاهم لتحقيق مصلحة، وقرار الوزارة بالمنع قرار صائب، وربما يترتب على عدم الالتزام به إزعاج لبعض البيوت، كما أنه ليست هناك مصلحة كبرى في كل المساجد لذلك، ففي بعض المساجد نحتاج إلى مكبرات الصوت لكون المصلين يصلون خارج المسجد.''
ويرى الشريف هاشم النعمي إمام مسجد السلطان سابقا أن هناك مشكلة تؤثر في تداخل الأصوات بين المساجد خاصة المتقاربة وهو استخدام الصدى, وهذا الجهاز إن قُصد منه تبليغ الصوت إلى البعيدين الذين لا يسمعون قراءة الإمام إلا بواسطته فهو كالمكبر الميكرفون، حيث إن بعض هذه الأجهزة تسمع فيها الكلمة الأخيرة مرتين أو ثلاثًا، فتحدث التشويش على السامعين بحيث لا تحصل المتابعة أو لا تحصل الاستفادة من سماع القراءة لتكرار خروج الكلمة ويحول سماعها عن الإصغاء إلى سماع الأخرى فمثل هذه الأجهزة إيقافها مطلوب في المساجد لأنها تسبب التشويش على المساجد القريبة وكذلك على المصلين في المساجد.