زبرماوي: هناك مخالفات عدة تصدر من بعض المصلين يضاف إليها عبث الأطفال
يشتكي بعض المصلين من العبث الذي يحدث من الأطفال داخل المسجد وأحيانا أخرى من حركات الكبار المزعجة أثناء الصلاة, ما يسهم في افتقادهم الخشوع أثناء أداء الصلاة, حيث نلاحظ مثلا أن من المصلين من تجده يقف في الصفوف, لكنه كثير الحركة، ولا يثبت له مقام أثناء الصلاة، مرة يتحرك ميمنة وأخرى في اليسار، ويضايق المصلين بحركاته, وهذا يتطلب توجيههم التوجيه الصحيح, سواء الذين تحدث منهم الحركات الكثيرة من الكبار أو من الأطفال, ويكون هذا التوجيه ديدنا يستمر عليه أئمة المساجد كثقافة ينبغي تكريسها لدى هؤلاء، وتعليمهم كيف يجسدونها, ولا سيما أن هذه التصرفات تحدث بشكل مستمر.
حول ذلك يتحدث الشيخ محمد علي زبرماوي إمام مسجد الزبير بقوله، نحن نلاحظ مثلا في المساجد أن هناك من المصلين من تجده يقف في الصفوف لكنه كثير الحركة، ولا يثبت له مقام أثناء الصلاة، مرة يتحرك ميمنة وأخرى في اليسار، ويضايق المصلين بحركاته. وهذا ليس بجديد، لكن الذي أود طرحه كيف يمكن أن يتخلص المصلي من هذه الحركات وغيرها من المخالفات الأخرى التي تصيب في مقتل، وتجعل المصلي في حالة بعيدة عن الخشوع والتلذذ بأداء الصلاة، فهناك الحركات الكثيرة في الصلاة بصورة مزعجة فربما الجسم يتمايل واليد اليسرى مشغولة بإصلاح العمامة، واليمنى بالدخول في الجيب والخروج منه, وهذا ديدن بعضهم مع الأسف الشديد ويمكن التخلص منها كما أشرت مسبقا بالاستماع إلى النصائح التوجيهية وكذلك التفقه في الصلاة وما يتعلق بها لأنها أول ما يحاسب العبد عليه يوم القيامة.
كذلك من المخالفات قيام بعض المصلين بتخطي رقاب الناس بطريقة لا تخلو من سوء الأدب، وكذلك قطع صلاة المصلين بصورة لافتة للنظر, خصوصاً ممن يصلون في الصفوف الأولى وينفرون من أماكنهم بعد السلام مباشرة وغيرها كثير من هذه المخالفات.
من جانبه, يقول الشيخ مساعد الشهري داعية ومستشار أسري, إن من المخالفات التي نتمنى اختفاءها في المساجد الركض للحاق بالصلاة, وهذا مخالف لما حث عليه المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الإتيان إلى المسجد بتطبيق آداب المشي من السكينة والوقار بدلا من السرعة لإدراك الركوع حينما يدخل المسجد والإمام راكع، كذلك من الأمور التي نتمنى أن تختفي النقاشات بين بعض المصلين بأصوات مرتفعة داخل المسجد بينما هناك من المصلين من ينتظر وقت الصلاة بهدوء ودون إثارة مزعجة.
كما نلاحظ أن هنالك عبثا في كثير من المساجد من الأطفال والفتيان وبعض الشباب، ركض في المسجد وأحاديث مرتفعة، وفي هذا السلوك دلالات متعددة على الإهمال التربوي الكبير عندنا، فالأسرة لا تعلم, والمدرسة لا تعلم, والمسجد لا يعلم، وينبغي أن يتعلم الطفل من هذه المؤسسات التربوية قبل أن تبلغ سنه الـ 15، وتقع مسؤولية كبيرة أيضا على إمام المسجد للتوجيه في هذا الجانب فيجب عليه توجيه الناس فيما يعود على المجتمع بالفائدة.
ويقول التربوي متعب إن مثل هذه الأخطاء التي تقع من المصلين داخل المسجد تحتاج إلى تضافر الجهود، وفي استمرارها إهمال من القائمين على المساجد لأنها تسبب أذى كثيرا لهم, والذين يمارسونها في حاجة إلى مبادرات ونصائح توجيهية منهم، كذلك ينبغي على المؤذن أن يكون له دور مساند للإمام، وأن المصلي صغيراً كان أو كبيراً يحتاج إلى تذكير ونصيحة، ومعلوم أن المسجد مكان تترقى فيه الروح وترتفع درجات الإيمان، وتنشرح فيه الصدور، وتستجيب فيه النفوس للنصيحة الهادفة الهادئة المستمرة لكن بوجود مثل هذه السلبيات من الصعب تقويم الوضع دون محاولات توجيهية ومضاعفة الجهد، فإن الأمر قد يستمر دون تحسن ومعالجة.