منتدى الشباب السعودي ــــ الصيني جسَّد رؤية الملك للحوار بنتائج خارج إطار التوقعات

منتدى الشباب السعودي ــــ الصيني جسَّد رؤية الملك للحوار بنتائج خارج إطار التوقعات
منتدى الشباب السعودي ــــ الصيني جسَّد رؤية الملك للحوار بنتائج خارج إطار التوقعات

وصف السفير الدكتور يوسف بن طراد السعدون، وكيل وزارة الخارجية للشؤون الاقتصادية والثقافية، النتائج التي حققها منتدى أعمال الشباب السعودي ـ الصيني الذي اختتمت أعماله قبل يومين في مدينة شنغهاي الصينية بأنها كانت خارج إطار التوقعات، وحققت أكثر مما كان يتوقعه المسؤولون في الجانبين.
وقال السعدون إن المنتدى كان خير تجسيد لرؤية خادم الحرمين الشريفين حول الحوار بين أتباع الأديان، والتواصل بين شعب المملكة وشعوب العالم، لخلق بيئة عالمية أكثر حضارة وتمدنا وتعاونا مما هي عليه اليوم، مشيرا إلى أن كل اللقاءات التي تمت والزيارات التي نفذها الشباب السعودي إلى عدد من الجامعات والمراكز في المدن الصينية، إضافة إلى كل الحوارات والمناقشات التي خاضها الشباب السعوديون والصينيون، سجلت نتائج مبهرة في تجربة هي الأولى من نوعها عالميا وعلى المستوى السعودي، التي ينوط فيها إلى الشباب القيام بتعزيز أطر التعاون بين شعوب العالم.
وكشف السعدون خلال حواره مع «الاقتصادية» بعد انتهاء أعمال المنتدى أن هناك توصية وعملا سينفذ لإبقاء هذا الحوار والتواصل الذي أحدثه الشباب السعودي مع نظرائهم الصينيين على مدى نحو عشرة أيام، وفي ثلاث مدن صينية هي بكين وشيان وشنغهاي ساريا، من خلال إقامة مركز لهذا المنتدى ودعوة الشباب الصيني لزيارة المملكة في وقت لاحق. وحول دور وزارة الخارجية وأهدافها من وراء ترتيب هذا اللقاء قال السعدون «لقد رحب الأمير سعود الفيصل بالفكرة التي طرحت عليه وبرنامج الزيارة وقدم له كل الدعم، إيمانا منه بأن من أهم أدوار وزارة الخارجية في المملكة هو تعزيز علاقات شعب المملكة وحكومته بشعوب العالم وحكوماتها من حول العالم، ومن هنا كان لوزارة الخارجية شرف لعب هذا الدور.
الحوار تطرق لعديد من الأمور المرتبطة بالعلاقات السعودية ـ الصينية، ومنتدى أعمال الشباب السعودي ـ الصيني.. وإليكم بقية اللقاء:

دكتور يوسف دعنا نبدأ من حيث انتهيتم.. كيف رأيتم نتائج منتدى الشباب السعودي ـ الصيني وهذه التجربة هي الأولى من نوعها بين الشباب السعودي والشباب من حول العالم؟
الواقع أن التجربة كانت رائعة وممتازة للغاية وحققت نتائج لم تكن متوقعة، خصوصا أنها كانت التجربة الأولى التي تُترك فيها للشباب من حول العالم حرية اختيار الطريقة التي يرغبون فيها بالتواصل مع نظرائهم في كل بلد، وبالأسلوب الذي يرونه مناسباً ودون تدخل من المسؤولين في الجانبين السعودي والصيني، وهي كذلك تجربة أولى للمملكة التي يكون فيها الشباب هم وسيلة تعزيز علاقات المملكة مع شعوب العالم.
التحدي كان كبيرا لاعتبارات كبيرة أولها الاختلاف في الأديان والثقافة والعادات والتقاليد، وثانيها لكون جَمْع أن نحو 40 شابا وفتاة من السعودية والصين والتنقل بهم في ثلاث مدن صينية، وفي ظل برنامج جدي ومزدحم للغاية يبدأ من الساعة السابعة صباحا وينتهي العاشرة مساء، وتتنقل بهم بين ثلاث مدن صينية هي العاصمة بكين ومدينة شيان ومدينة شنغهاي، تزور فيها عدد من الجامعات والمراكز الحضارية والشبابية هو أمر ليس بالهين، إلا أن النتائج كانت خارج إطار التوقعات، حيث تمخض عنها أولا فهم الكثير من الشباب لبعضهم بعضا في البلدين، ورسالتان ضخمتان في المعنى والأسلوب هي من نتاج وبنات أفكار هؤلاء الشباب في البلدين، الأولى موجهة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والرئيس الصيني هو جينتاو، الثانية إلى الأمين العام للأمم المتحدة طرحوا فيها رؤيتهم لسبل تحقيق التعايش والسلام بين دول العالم، ونظرتهم للكثير من القضايا الدولية المشتركة كالاقتصاد والمناخ والأمراض والفقر.

#2#

ماذا عن أداء الشباب السعودي في هذه التجربة الأولى وكيف لمستموه؟
الحقيقة أن الشباب السعودي حقق المفاجأة لي أنا شخصيا وللعديد من الزملاء المشاركين من المملكة والصين، حيث كانوا أهلا لهذا التحدي واستطاعوا بكل جدارة تقديم عمل رائع وأداء راق في الحوار والتواصل مع قرنائهم من الشباب الصيني، وفي التعبير بصورة براقة وصادقة عن المملكة ومدى حبهم لها والثقافات والحضارات المتنوعة التي تحتضنها وعن ثقافة المسلمين أيضا، كما أنهم نجحوا في إحداث الدهشة لدى زملائهم من الطلاب الصينيين لما هم عليه من خلق وكرم عال.
كيف وجدتم تفاعل الصينيين مع هذا الحدث على الصعيد الرسمي من الشباب والفتيات الصينيين المشاركين؟
الصينيون يكنون للمملكة وللملك عبد الله بن عبد العزيز كل احترام وتقدير، ويتكلمون بشكل بناء عن السعودية، ولكن هم شعب يفوق عددهم 1.5 مليار نسمة، لذلك فإن الكثير منهم كان لا يعرف إلا القليل عن المملكة، لذلك كان لتجربة عقد المنتدى أكبر الأثر في تعريفهم بصورة أكبر على حضارة المملكة وشعبها الذي خير من يمثله هم شباب اليوم وعماد المستقبل، كانوا داعمين ومتفاعلين للغاية مع الحدث وقدموا أحسن وأفضل استضافه ممكن أن نتلقاها، من بكين إلى شيان ثم شنغهاي، تفاعلوا بجدارة مع جميع فقرات البرنامج وأسهموا في صياغته وتحسينه.

هل يمكن أن نعرف مَنْ صاحب فكرة إقامة المنتدى؟ وما الجهات التي أسهمت في تجهيزه وإنجاحه، وما الدور الذي لعبته وزارة الخارجية وأهدافها من وراء جمع الشباب السعودي مع قرنائهم من الصينيين؟

الفكرة انطلقت من خادم الحرمين الشريفين، عندما أطلق مبادرته للحوار مع أتباع الأديان، التي لاقت صدى عالميا، فكان هذا النوع من اللقاءات بين شباب المملكة ونظرائهم من شباب دول العالم خير تجسيد لرؤية الملك عبد الله ومدى اهتمامه بالتدريب العلمي والاطلاع على حضارات العالم، وممارسته لعلمية الحوار مع قادة العالم، وتعريف العالم بالمملكة.
ثم تبنت وكالة الشؤون الاقتصادية والثقافية في وزارة الخارجية فكرة إقامة منتدى حوار يجمع الشباب السعودي بنظرائهم من الشباب الصيني، وتلقت الفكرة دعما وتأييدا مباشراً من الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية الذي وجه بتنفيذها على أفضل مستوى، وبأسرع وقت ممكن، إيمانا منه بأن التعريف بالمملكة وشعبها وفتح الحوار بينهم وبين شعوب العالم، هو من الأدوار المهمة لوزارة الخارجية القيام بها.
أسهمت أيضا جهود الزملاء في لجنة شؤون التجارة الدولية في مجلس الغرف السعودية والزملاء في سفارة المملكة في بكين، إلى جانب البرنامج المحدد بمحاور مختصرة، في سهولة التنفيذ وتذليل العقوبات.

هل هناك نية لاستمرار هذا الحوار أو نقل التجربة إلى دول أخرى؟
نعم هذا المنتدى هو مجرد بداية وقد كانت خير بداية، وسيستمر الحوار بين الشباب السعود ـ الصيني، حيث يتطلعون كما أخبرونا إلى إقامة منتدى ومركز ثابت للقاءات المقبلة، إلى جانب طرحها عالميا، ومنتدى إلكتروني دائم، إضافة إلى زيارة لاحقة سيقوم بها الشباب الصيني إلى المملكة.
أما عن تعميم التجربة، فنأمل بالفعل أن نستمر في فتح حوار بين الشباب السعودي وغيرهم من شباب العالم، فقد عَلَّمنا خادم الحرمين أن نكون دائما مبادرين وجاهزين للعمل بجدية ومصداقية حول الأفكار التي نطرحها عالميا، ومنها مبادرة الحوار.

كلمة أخيرة تود قولها في هذا الحوار القصير؟
أود التأكيد على أن العلاقات السعودية ـ الصينية شهدت وتشهد تطورا ملموسا، بدأها القادة في البلدين بلقاءات متبادلة، ثم عززها رجال الأعمال في البلدين بالمشاريع المشتركة، وها هم اليوم الشباب في البلدين يقفزون بها إلى مرحلة متقدمة.
اليوم هناك نحو ستة آلاف طالب سعودي في الجامعات الصينية، ونتطلع أن يبلغ عددهم مع بداية العام الجديد نحو ألفي طالب، فهناك توجه تقني وعلمي وصناعي في الصين يسير بطريقة سريعة وذكية والمملكة لديها التوجهات والإمكانيات نفسها .. كما أن الحضارة الصينية عظيمة ولها دور في خدمة الإنسانية، كذلك المملكة لديها دور وحضارة عريقة انطلاقا من كونها مهداً للرسالات والحضارة الإسلامية.

الأكثر قراءة