في تنزانيا.. نساء مسنات يشترين شابات فقيرات بدلاً من الزواج
تنتشر في إفريقيا عادات جاهلية قديمة بدأت في التلاشي لكنها لا تزال موجودة في بعض مناطق تنزانيا وتتعلق تلك العادات بإقدام نساء مسنات على شراء فتيات صغيرات والتحكم فيهن.
تقول آنا مويتا الشيباء بفخر أنها اشترت جوهاري الشابة في العام 2005. فهذه الصفقات بين النساء المسنات الوحيدات والشابات الفقيرات رائجة جدا لدى قبيلة كوريا في بلدة تاريم في شمال تنزانيا.
وتضيف آنا 65 عاما "توفي زوجي قبل أكثر من 15 عاما، وتركني وحيدة من دون أولاد، وكان لدينا الكثير من الحقول والمواشي، بعد 10 سنوات من الترمل، قررت، وفقا لتقليد قديم أن أتزوج. كنا بحاجة إلى أولاد من اجل استمرارية اسم العائلة، وكنا بحاجة أيضا إلى من يهتم بالمواشي وبي".
اليوم تجول في ارجاء المنزل فتاة تبلغ من العمر ثلاثة أعوام، ويلهو صبي صغير بين ذراعي آنا. والد هذين الطفلين هو احد انسباء آنا الذي كان متزوجا عندما طلبت منه عمته "الاهتمام بجوهاري". وتبعا للتقاليد، فإن الطفلة والطفل هما ولدا "مكونغو" (اي "العجوز" بلغة القبيلة).
لكن لا يمكن لكل النساء المسنات أن يتحملن تكاليف "فتاة" متعددة المهام، لأنه
يجب دفع مهر كبير لعائلة الفتاة كما في الزيجات العادية.
تمكنت آنا من الزواج في احتفال تقليدي بعدما قدمت "تسع ابقار وعدة بطانيات".
جوهاري (23 عاما) راضية جدا عن سنواتها الخمس من الحياة المشتركة مع آنا. تقول "أنا سعيدة. ولدي كل ما أحتاجه لي ولأطفالي. وأنا حرة. يمكنني الذهاب إلى المدينة متى شئت".
لكن هذه الزيجات والتي لا مثيل لها في بقية أنحاء تنزانيا قلما تستمر في هذه الأيام.
وذلك يعود إلى "تطور المجتمع والأشخاص الذين يأتون من المدينة"، كما تقول بيبي
نواموانغا التي تنوي عقد زواج ثالث بعد زواجين سابقين قصيري الأمد.
وكانت هذه المرأة المسنة قد تزوجت أولا من رجل تحبه لكنه تخلى عنها لأنها لم تنجب له أطفالا. وبعد عودتها إلى والديها، حالفها الحظ وورثت أراضي شاسعة لكن لم يكن بإمكانها استثمارها بنفسها.
في العام 1996، تزوجت من فتاة لقاء تسع بقرات و350 ألف شلنغ (حوالى 300 دولار). "لكن ذات يوم، أغرمت بشاب اتى من المدينة. ورحلا معا في العام 2002"، كما تروي باكية.
وقد سدد الشاب كامل قيمة المهر الذي دفعته المرأة المسنة لعائلة الفتاة، ما دفع بيبي إلى الزواج من شابة أخرى "رحلت أيضا في مايو 2009".
تقول المرأة السبعينية بأسف "أضعت وقتي ومالي وماشيتي. هذا لم ينفعني أبدا". أما الشابة فريدة زكريا، فهي ثائرة ضد هذا التقليد وخصوصا ضد والدها. تقول "هو الذين سلمني إلى تلك المرأة العجوز (في سن التاسعة عشرة). لم أرى امرأة شريرة بقدرها. كانت تضربني احيانا وتريد أن تختار لي الرجال على هواها. لو كانت أمي لا تزال على قيد الحياة، لما قبلت بذلك".
وقد "هربت" من تلك العلاقة بعد اقل من عام للانغماس في المخدرات. ثم عملت مدبرة منزل لدى زوجين ميسورين وهي تحلم اليوم بالزواج من رجل من اختيارها.
هذه "الزيجات" بين النساء كانت شائعة في عشرات المجتمعات الافريقية قبل الاستعمار. لكنها اصبحت نادرة اليوم مع انها لا تزال مستمرة في بعض الاماكن مثل منطقة ايغبولاند (جنوب شرق نيجيريا).