في سباق التحدي الآسيوي نحو الفضاء .. الصين تطلق مسبارا لاستكشاف القمر نهاية 2010

في سباق التحدي الآسيوي نحو الفضاء .. الصين تطلق مسبارا لاستكشاف القمر نهاية 2010

تعتزم الصين إطلاق ثاني مسبار لها لاستكشاف القمر بحلول نهاية 2010، وهو ما يعزز جهود البلاد للصعود كقوة فضائية تستطيع في النهاية الهبوط على سطح القمر.
ونقلت صحيفة ''الشعب'' اليومية عن وه ويرين، المهندس الكبير المشرف على برنامج الصين لاستكشاف القمر قوله إن العمل في مسبار تشانجي ـــ 2 القمري ''يتقدم بيسر''.
ونقلت الصحيفة عن وه قوله ''هو الآن في مرحلة اختبار ما قبل الإطلاق والتجهيزات ومن المخطط إجراء محاولة إطلاق مهمة نهاية هذا العام''.
واسم تشانجي مأخوذ من إله صيني أسطوري طار إلى القمر. ونجاح مهمة تشانجي ـــ 2 من شأنها أن تسجل تقدما آخر في خطة الصين لترسيخ نفسها كقوة فضائية على قدم المساواة مع الولايات المتحدة وروسيا.
وفي عام 2003 أصبحت الصين ثالث دولة في العالم بعد الولايات المتحدة وروسيا التي ترسل رائدا إلى الفضاء على متن صاروخها الخاص. وفي تشرين الأول (أكتوبر) 2005 أرسلت رائدين إلى الفضاء وفي 2008 قامت بأول عملية ''سير في الفضاء'' عندما تجول رائد فضاء خارج مركبة تدور حول الأرض.
وقال الإعلام الحكومي العام الماضي إن مسؤولي الفضاء الصينيين يبحثون القيام بعملية هبوط أول رائد فضاء صيني على سطح القمر بين عامي 2025 و2030.
وكانت حمى سباق الفضاء قد تصاعدت في آسيا مع إطلاق الصين أول قمر صناعي لاستشكاف القمر، في حدث اعتبر مؤشرا على تطور أكبر البلدان من حيث عدد السكان في العالم.
وأطلق الصاروخ ''تشانغ اي ـــ 1'' سابقا من مركز خيشانغ لإطلاق الأقمار الصناعية في جنوب غرب مقاطعة سيشوان الجنوبية الغربية، في رحلة تستمر عاما لاستشكاف ومسح القمر.
وتعد هذه المهمة التي تستمر عاما وتكلف 1.4 مليار يوان (184 مليون دولار) بداية برنامج صيني يهدف إلى هبوط أول مركبة غير مأهولة على سطح القمر بحلول عام 2012 وإنزال رجل على سطح القمر بحلول 2020.
وستقوم المركبة ''تشانغ اي ـــ 1'' باستكشاف ومسح سطح القمر وتأتي بعد إطلاق اليابان الشهر الماضي مسبارا فضائيا لاستشكاف القمر وقبل أن ترسل الهند مهمة مماثلة العام المقبل.
وأبرزت وسائل الإعلام الحكومية نبأ الإطلاق الذي جرى بثه مباشرة على التلفزيون الرسمي.
وقالت الصحف على صفحاتها الأولى إن هذه المهمة ستكون ثالث محطة تاريخية كبرى في تطلعات الصين إلى الفضاء بعد إرسال رجال إلى المدار في 2003 و2005.
وتجمع أكثر من ألف صحافي صيني عند مركز خيشانغ لإطلاق الأقمار الصناعية في جنوب غرب مقاطعة سيشوان الجنوبية الغربية لتغطية الحدث.
وخلال الأشهر التي سبقت عملية الإطلاق أشار كويانغ زيوان أحد كبار العلماء المشاركين في برنامج القمر في الصين، إلى الرسالة الأوسع التي سيبعث بها نجاح هذه المهمة إلى الشعب الصيني والعالم.
وصرح لصحيفة ''الشعب'' اليومية التي تتحدث بلسان الحزب الشيوعي الحاكم قائلا ''مهمة استشكاف القمر تمثل قوتنا الوطنية بشكل عام وتعني الكثير لكرامتنا الوطنية ووحدة بلادنا''.
ولزيادة التأكيد على الكرامة الوطنية تم تحميل النشيد الوطني و31 أغنية وطنية أخرى على القمر الصناعي كي يبثها إلى الصين.
وكانت اليابان في 14 أيلول (سبتمبر) السباقة إلى إطلاق أول صاروخ إلى القمر في خطوة مهمة على طريق إرسال رجل إلى القمر بحلول 2020.
ومع أن الموعد الزمني لوضع كل من الصين واليابان رجلا على سطح القمر متقاربة للغاية حاول مسؤولون صينيون التقليل من المنافسة بينهما.
وصرح المسؤول الكبير جانغ جيانكي ''اليابان بدأت أبحاث استشكاف القمر قبلنا بكثير، لذلك أكدنا دائما أنه مع إطلاق القمر الصينين لا نريد أن نتحدث عمن كان الأول''.وأضاف أن ما يهم مهندسي المشروع الصيني هو ما إذا كانت التقنيات الجديدة ستعمل بالشكل الصحيح خلال رحلة ''تشانغ اي'' الذي سمي تيمنا بجنية صينية قالت الأساطير إنها صعدت إلى القمر.
وذكر زهانغ في مقابلة مع صحيفة ''بكين تايمز'' ''نحن جميعا نستعد لاحتمال الفشل لأنه إذا وقع خطأ في شيء واحد صغير فإن المهمة كلها ستفشل''.
وقال إنه يتوقع أن تبث المركبة الفضائية أول صورها للقمر إلى الأرض بنهاية تشرين الثاني(نوفمبر).
وطبقا لرينيه اوتسريلينك المتحدث باسم وكالة الأنباء الأوروبية، فإن السباق إلى القمر يهدف إلى نصب قواعد دائمة على القمر في خطوة أولى لاحتمال استشكاف المريخ.
وصرح ''سيلتقط القمر الصيني صورا ثلاثية الأبعاد لسطح القمر لدراسة إمكانية الهبوط في المستقبل لإقامة قاعدة على القمر''. ويعود برنامج الفضاء الصيني الى منتصف الخمسينيات عندما بدأ بمساعدة سوفياتية خلال فترة العلاقات الدافئة بين البلدين العملاقين في الكتلة الشيوعية. إلا أن البرنامج لم يحقق خطوات عريضة سوى أخيرا تزامنا مع الازدهار الاقتصادي الكبير الذي شهدته البلاد.

الأكثر قراءة