230 طنا يوميا من ماء زمزم لسقيا المصلين في المسجد النبوي
تستمر الخدمات المقدمة لزوار المسجد النبوي الشريف بشكل سلس ومنظم على مدار الموسم الرمضاني الذي عده كثير من المواطنين الموسم الأكثر تنظيما ووفرة للخدمات, وفي الوقت الذي تطوى فيه أيام الشهر الكريم مؤذنة بانتهاء الموسم الرمضاني, سجل الموسم في المدينة المنورة نجاحا تنظيميا لافتا بدءا بالحركة المرورية خارج المسجد وانتهاء بالخدمات المقدمة داخله.
يؤكد إبراهيم الريفي الموظف في القطاع الخاص والمداوم على حضور صلاة التراويح في المسجد النبوي منذ 30 عاما أنه لم يشهد اهتماما بتنظيم المصلين مماثلا لما يحصل هذا العام لافتا إلى مئات الدوريات التنظيمية المتواجدة بكثافة لخدمة المصلين وراحتهم.
وتبدو الحركة المرورية خارج المسجد النبوي قبل الدخول لأداء الصلوات أفضل حالا من مثيلاتها في الأعوام الماضية مع توافر المزيد من الدوريات, إذ تنتشر نحو 40 دورية في الشوارع والمحاور المؤدية للحرم النبوي, حيث يتم فرز السيارات ولا يتم السماح إلا لعدد محدود بالمرور فيما تفسح الطرق للمشاة أثناء ذلك للحد من حالات الاختناقات المرورية وتأخير المصلين في آن معا.
ويشرح الأمين الطيب السوداني المقيم في المدينة المنورة منذ 25 عاما كيفية الوصول بيسر إلى المسجد النبوي دون الحاجة إلى وقت طويل كالذي كان يستغرقه هذا الفعل في السنوات الماضية رغم تزايد الأعداد هذا العام للزوار والمعتمرين بواقع 106 في المائة إذ يقول: "ما يميز هذا العام, هو حالة الصرامة مع المخالفين سواء في السير في الطرقات المؤدية للحرم أو حتى في صفوف المصلين الممتدة حيث تمنع المخالفات بشكل صارم ومؤدب في ذات الوقت".
وفي حال الاقتراب أكثر من صفوف المصلين يبدو المشهد التنظيمي أكثر حضورا, إذ يقف على كل صف عشرات الموظفين وشباب الكشافة ليقدموا خدماتهم ويرشدوا القادم الجديد من المصلين إلى الأماكن الشاغرة فورا دون تعد على المصلين الآخرين.
وحين الدخول إلى المسجد, تبدو الخدمات المقدمة للمصلين في الاستقبال, إذ تستقبلك نسائم التكييف الباردة المنطلقة من قلب المسجد وصولا إلى الساحات المحيطة بالتوسعات الجديدة, إذ تقدر المساحة المغطاة بـ100 ألف متر مربع إلى جانب التظليل الكامل لساحات المسجد النبوي الشريف في أوقات النهار بـ250 مظلة تقي المصلين حرارة الشمس.
وعلى امتداد كل صف في المسجد وبجانب كل عمود تنتشر حافظات الماء البارد والفاتر (لمراعاة الاحتياجات المتباينة), إذ يتم توفير 230 طن يوميا من مياه زمزم التي يتم جلبها مباشرة من مكة المكرمة سقيا للمصلين, لتوزع على حافظات تقدر بتسعة آلاف حافظة في أنحاء المسجد المديني, وتزود تلك الحافظات دوريا على مدار الساعة بأكواب بلاستيكية جديدة تستعمل لمرة واحدة, ويقدر حجم الاستهلاك منها يوميا بحسب مسؤولي شؤون الحرمين بنحو مليون ونصف المليون كوب بلاستيكي.
وتتركز جهود الرئاسة العامة للحرمين الشريفين - المعنية رسميا من الحكومة السعودية بخدمة زوار مكة والمدينة وتوفير الخدمات داخل المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة – بتوفير الجو الملائم للمعتمرين والزوار لأداء صلواتهم بكل يسر وسهولة, حيث ينتشر المراقبون المعنيون بالخدمة في أروقة المسجد لفتح الممرات, وتسهيل عملية دخول وخروج المصلين إلى المسجد النبوي الشريف وتقسيم الساحات إلي مربعات لأداء الصلاة وتشغيل السلالم الكهربائية لنقل المصلين إلى سطح المسجد إلى جانب الاهتمام بالنظافة في المسجد ودورات المياه المحيطة بالمسجد، إذ تم توفير أكثر من ثلاثة آلاف دورة مياه وثمانية آلاف حنفية للوضوء.